النقاشات بشكل عام مفيدة حيث تسمح بتبادل الأفكار حتى تلك التي نتعارض معها. ولكن، في بعض الأحيان، تؤدّي النقاشات التي تكثر فيها الحجج إلى التوتر لدرجة تصبح شخصية ومتأزّمة. غالبًا ما تنتهي هذه الأنواع من الصراعات بالجدل البزنطي والملامة، على سبيل المثال حول من يقوم بالمزيد من الأعمال المنزلية أو عدم تحمّل المسؤولية، بينما تختفي الأسباب الرئيسية للمشكلة.على الشريكين اتقان فن التواصل. فغالباً ما تبدء المحادثة بسيطة، وفي غضون دقائق تتحوّل إلى نقد أو لوم أو عداء. الأمر لا يتعلق بالأزواج فقط إذ تحدث الخلافات أيضاً بين أفراد في العائلة وبين الأصدقاء وزملاء العمل.
مع بعض المهارة، يمكنك أن تتعلمي كيفية إنهاء النقاشات في أقل من دقيقة حتى تتمكني من حل المشكلة الحقيقية.
1- تجنّبي الاستراتجيات التالية
هل شعرت يومًا أنك تعلمي أنك على صواب، لكن شريكك لا يفهم؟ قد يدفعك الرغبة في اثبات أنك على حق إلى استخدام بعض هذه الأساليب:
- التحدّث بصوت أعلى.
- عرض الكثير من الأدلة.
- التحدّث بنبرة ملحّة.
- رفض اغلاق الموضوع.
متابعة الشخص الآخر من غرفة إلى أخرى.
هذه الاستراتيجيات تخلق المشاكل. يمكن أن يبدو الصوت المرتفع وكأنه هجوم. يوفر الدليل فرصة للمهاجمة عن طريق مناقشة الأدلة ونفاد صبر أو الإحباط. حاولي حل المشكلة وليس فقط إثبات أنك على حق. من المستحيل منع حدوث الخلافات تماماً، ولكن من الممكن تجاوز الموقف بطريقة تسمح للعلاقة بالنمو.
2- التركيز على الحل بدلاً من الشكاوى
من الأفضل التعبير عن مشاعرك وشرح ما تشعرين به ومن ثم الانتقال سريعاً إلى الحل. بمجرد أن تنتقلي إلى مرحلة حل المشكلة، اتبعي نهجاً تعاونياً. اقضي بعض الوقت في التفكير بطرق صحّية لحل المشكلة وعدم التشبّث بأفكارك للتمكّن من الوصول إلى حل وسط جيد لكل منكما والالتزام بتجربته.
3- الاستماع بدلاً من التحدّث
من طبيعة البشرية الرغبة في الرد والدفاع عن النفس بدلاً من الاستماع خاصةً أثناء النقاشات. غالباً ما نشعر برغبة شديدة في الجدل ونتمسّك بكلمة أو عبارة ونبدأ في تطوير دفاعنا دون سماع ما يقوله الشخص الآخر، ومن ثم نرد على جزء مما قيل ونفقد غالبية المحتوى. هذا فقط يديم الجدل ويصعّده.
التركيز حقاً على سماع ما يقوله الشخص الآخر هو مهارة مكتسبة. ركز على نبرة الصوت واللهجة ولغة الجسد والمشاعر. بعد الاستماع جيداً، يمكنك جينها التعبير عن رأيك ثم العمل على حل. يساعدك التفكير في تهدئة اعصابك والتمكّن من الوصول إلى حل.
4- التنفّس البطيء
إن التنفس القصير ينشّط الجهاز العصبي الودي ويجهزك للتفكير بعقلانية. خذي أنفاساً عميقة، لإعادة تدفق الدم من جهازك العصبي الودي إلى دماغك وللتمكّن من التفكير بشكل أكثر وضوحاً. بالإضافة إلى ذلك، يساعدك أخذ أنفاس عميقة وهادئة في تهدئتك.
5- البحث عن الحل قبل طرح المشكلة
في كثير من الأحيان، نناقش المشكلة بغضب مطالبين الشريك بتلبية طلباتنا وتهدئتنا ووضعه في حيرة دون معرفة كيف يمكنه القيام بذلك. سيسبّب ذلك فقط المزيد من المشاعر المؤذية والارتباك ويزيد من مشاعر العجز بين الأزواج. حاولي عرض الحلول الممكنة قبل عرض المشكلة واسمحي لشريكك بمساعدتك في اختيار الحل الأفضل. لاتطلبي من شريكك القيام بأمور مستحيلة تفوق قدراته. ابحثي عن حلول واقعية وقابلة للتنفيذ.