أكثر ما نبحث عنه في العلاقة الرومانسية هو إيجاد توأم روحك، الشخص الذي يمكنك إجراء محادثات جيدة معه والذي يفهمك ويدعمك ويشاركك همومك ويفرح لسعادتك. في الجوهر، نسعى لشخص يمكننا قضاء معه بعض الأوقات الجيّدة. عندما تلبّي العلاقات معظم هذه الاحتياجات، حتى وإن لم تكن جميعها، فتستمر وتصبح أقوى مع مرور الوقت. ومع ذلك، قد تكون هناك أوقات تسوء فيها الأمور ونبدأ في الشعور باختلاف في وجهات النظر ونشعر أن الشريك يبتعد عنّا شيئاً فشيئاً... ومن هنا، ينمى في داخلنا شعور سلبي بالرفض يمكن أن يؤثر على جودة العلاقة وينقص من الإيجابية التي نشعر بها في وجودنا مع الشخص.
يكمن التحدي المتمثل في الشعور بالرفض أن يؤدّي إلى نوع من التقييم الذاتي السلبي. إلى جانب التأثير على الحالة المزاجية والتفكير، يمكن أن يجعلك تشعرين أنك غير قادرة على تقيم الشخص الذي تعتبرينه جزءً لا يتجزأ من حياتك. قد يؤدّي ذلك إلى الدوران في حلقة مفرغة يصعب كسرها وبالتالي شعورك بالضعف.
ومن هذا المنطلق، فالحل الوحيد هو إمّا المواجهة أو الانسحاب. لذلك، نقدّم لك اليوم هذه النصائح للتعامل مع الشعور بالرفض في العلاقة:
1- الوضوح والصراحة
إن أفضل طريقة للتعامل مع إحساسيك هي التحدّث عنها بصراحة ووضوح. كوني دقيقة وحازمة في التعبير عما تشعرين به. حاولي التعبير وشرح بطريقة مقنعة عن إحساسك بالرفض وتشجيع الشخص الآخر على التعبير عن مشاعره أيضاً وتبادل الأفكار. يجب أن يحدث هذا في أجواء هادئة. أثناء القيام بذلك، من المهم أيضًا التركيز على معنى العلاقة قيمتها لكل منكما. غالبًا ما يؤدّي الشعور بعدم عدم الأمان إلى مشاعر سلبية أكثر تعقيدًا.
2- تحديد الاختلافات
كل شخص في هذا العالم لديه واقع مختلف. في أي حالة معينة، لا يمكن لشخصين التفكير أو الرد أبدًا بالطريقة نفسها تمامًا. وبالتالي، ليس من الطبيعي أن يتصرّف الأشخاص بشكل مختلف عن الطريقة التي نتوقعها ولا يعني ذلك أنهم يرفضونا. هذه الفجوة بين التوقّعات والواقع غالباً ما تثير مشاعر الرفض. الخطوة الأولى لتجنب مشاعر الرفض غير المبررة هي الاعتراف بهذا الاختلاف.
3- الثقة بالنفس
يشعر البعض بالتردد لمناقشة الشعور بالرفض مع شريكهم. لا تترددي في القيام بذلك. في الواقع، بمجرد أن يتكبد تقديرك لذاتك قدرًا معينًا من الضرر من خلال الرفض المتكرر، فمن الطبيعي أن تشعري بالضعف واليأس أكثر من اللازم وقد يصعب عليك بدء هذا النوع من المحادثات خشيةً من الوقوع في مشكلة ما أو من سماع أمور تخافين من سماعيها. ومع ذلك، فإن التزام الصمت أو عدم المواجهة لن يجعلك تشعرين بتحسن، بل على العكس، سزداد الأمور سوءً وتضعف ثقتك بنفسك وتقلّ سعادتك. على الرغم من مخاوفك، إلا أن طرح الموضوع، بأكبر قدر ممكن من الوضوح والحزم (وهو أمر صعب ولكنه قابل للتنفيذ)، هو الطريقة الوحيدة لبدء حوار حول التغيير وتوعية شريكك بالضرر العاطفي الذي يسبّبه سلوكه.
4- اهمال الشريك
قد يساعدك التقليل من اهتمامك بالشريك في فهم حقيقة الموقف. يمكنك التقليل من السؤال عنه أو اشغال نفسك بعيداً عنه، أو عدم مسك يديه أو احتضانه. قد لا يكون على دراية بسلوكهم، ويسأل عن سبب تغييرك. في هذه الحالة، حاولي معرفة الأسباب التي غيّرته فهي بالطبع ليست مسألة شخصية. امنحي زوجك فرصة الدفاع عن نفسه وتبرير تغيراته المفاجئة قبل افتراض أنهم كانوا على دراية بسلوكهم وغير مبالين بالضرر الذي يسببونه.
5- تحديد الخطوات
ناقشي الخطوات المحددة التي يمكنك القيام بها لتحسين الموقف. لا تفترضي أن جميع التغييرات يجب أن تأتي من شريك حياتك. قد يكون لديهم مشاعر خاصة بهم تكمن وراء تجنبهم للجنس والحميمية. حاول الاتفاق على خطوة صغيرة واحدة يمكنك القيام بها فورًا للإشارة إلى نيتك في حل هذه المشكلة.