يعتبر انقطاع الطمث تغيراً طبيعياً في الدورة التناسلية للمرأة، والتي تعني بنهاية الحيض والخصوبة. وتميل إلى أن تحدث بين سن ال 49 وال52 سنة. هذا الانتقال هو جزء طبيعي من الشيخوخة. تولد النساء مع كمية محدودة من البويضات في المبيض، ةهي المسؤولة عن إنتاج وتنظيم هرمون الاستروجين والبروجسترون في الجسم. كلما تتضاءل كمّية البويضات، يخف انتاج الجسم للهرمونات.
في حين أن انقطاع الطمث هو عملية بيولوجية وليس مرضا أو اضطرابا يتطلب العلاج، فإن أعراض سن اليأس قد تكون غير مريحة. تعاني العديد من النساء من الهبات الساخنة والتغيرات في المزاج واضطرابات النوم وجفاف المهبل وانخفاض الرغبة الجنسية والعرق الليلي (قبل انقطاع الطمث) حتى سن اليأس وحتى خلال فترة ما بعد انقطاع الطمث. في المتوسط، يمكن أن يستغرق الأمر من سنة إلى ثلاث سنوات للتخلّص من جميع المراحل الثلاث.
من العلاجات الشائعة لانقطاع الطمث، العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) ، وذلك لتجنب هذه الأعراض المزعجة. وهو يعمل عن طريق تجديد مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون في الجسم لمنع الأعراض من الحدوث. وعلى الرغم من فعاليتها في هذا الصدد، وجدت دراسة أجرتها مبادرة صحة المرأة عام 2002 أن هذا العلاج يزيد أيضاً من خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي وأمراض القلب والسكتة الدماغية وسرطان المبيض، الأمر لاذي دفع النساء للبحث عن طرق أخرى للحد من الأعراض دون مخاطر أو آثار ضارة.
لحسن الحظ ، هناك خيارات طبيعية متاحة للمساعدة في تخفيف هذا الانتقال دون تعريض صحتك ورفاهيتك للخطر ...
1- فول الصويا
الايسوفلافون هو من المركبات المشتقة من النباتات التي لها تأثير استروجين في الثدييا. بما أن فول الصويا هي أغنى مصدر للإيزوفلافون، فقد تم نشر مئات الدراسات العلمية للتأكد من آثار الصويا على أعراض انقطاع الطمث.
الجانب الأكثر شيوعًا في سن اليأس هو الهبات الساخنة والعرق الليلي، والتي يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى 11 عامًا. مع التركيز على الإغاثة من الهبات الساخنة ، قام تحليل تلوي من 277 منشورا بمراجعة نتائج الايسوفلافون الصويا على وتيرة وشدة الهبات الساخنة. وجد مؤلفوها أن استهلاك ما متوسطه 54 ملغ من الصويا يومياً يؤدى إلى انخفاض كبير في مدة وشدة الهبات الساخنة.
كما توفر أطعمة الصويا حماية ضد سرطان الثدي وسرطان الرحم، ويساعد على زيادة كتلة العظام لمنع ترقق العظام، ويقلل من خطر الإصابة بالجلطات القلبية وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى، وقد يساعد على درء التدهور المعرفي.
2- بذور الكتان
تعتبر بذور نبات الكتان (Linum usitatissimum) مصدرًا جيدًا للألياف والبروتين ودهون الأوميجا -3 والمنجنيز والفوسفور والنحاس والسيلينيوم وفيتامين B1. على غرار فول الصويا ، فإنه يحتوي على خصائص الإستروجين التي يمكن أن تساعد في تهدئة صعوبات انقطاع الطمث.
3- جذر عرق السوس
تحتوي جذر عرق السوس على الفيتويستروغنز المعروف لتأثيراته كعلاج طبيعي للهبات الساخنة. وجدت دراسة واحدة نشرت في عام 2012 أن النساء بعد انقطاع الطمث الذي تولى 330 ملغ من جذر عرق السوس يوميا شهدت انخفاضاً كبيراً في وتيرة وشدة الهبات الساخنة خلال فترة علاج 8 أسابيع.
فائدة أخرى لجذور عرق السوس هو قدرته على المساعدة في تحقيق توازن مزاج والعمل كمضاد للاكتئاب إذ يعمل بشكل جيد مثل بروزاك وتوفانيل.
4- الجينسنغ الأحمر
تستخدم جذور الجينسنغ الآسيوي أو الصيني أو الكوري لآلاف السنين في الطب الصيني التقليدي، وقد استخدمت لعلاج مرض السكري، وتعزيز جهاز المناعة، والحد من التوتر، وزيادة الطاقة، وتحسين صحة القلب، ومعالجة مشاكل الانتصاب.
كما أنه علاج طبيعي للهبات الساخنة التي تعاني منها النساء في سن اليأس بالأضلافة إلى الأعراض الأخرى مثل الإجهاد، والتعب، والأرق، وانخفاض الرغبة الجنسية. كما اثبتت الدراسات العلمية إلى أن الجينسنغ الأحمر الكوري يحسن الوظيفة الجنسية لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
مع انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، هناك شيء آخر يجب أخذه في الاعتبار هو أن النساء معرضات بشكل أكبر لخطر الإصابة بهشاشة العظام، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وسرطان الثدي. من الضروري ضمان حصولك على ما يكفي من الكالسيوم وفيتامين D للحفاظ على قوة العظام، والمشاركة في النشاط البدني مثل المشي أو التأمل لتحسين المزاج بشكل طبيعي، ومنع الأمراض، والحفاظ على وزن صحي، بالأضافة إلى تناول وجبات متوازنة تتضمن الكثير من الفواكه والخضروات، البروتينات، والألياف ، وأحماض أوميغا 3 للحفاظ على صحة القلب والدماغ.