يلينا جوكوفيتش بن دراي، أمرأة جمعت بين الجمال والذكاء، مصمّمة أزياء وسيدة أعمال ناجحة، زوجة وأم لثلاثة أطفال... بالأضافة لدار الأزياء، فهي تدير صالونين للتجميل وعيادة تجميلية وحضانة للأطفال.
بدأت يلينا حياتها المهنية في عالم الموضة كعارضة أزياء وتمتاز تصاميمها بالكلاسيكية الأنثوية مع لمسةٍ عصرية وطابع شرقي...
وكان لـ Elle Arabia معها هذا اللقاء الحصري مع المبدعة يلينا...
أخبرينا عن بدايتك وعن السبب الذي دفعك إلى اختيار هذه المهنة؟
تصميم الأزياء هو جزء مني ويجري في عروقي, إذ عملتُ منذ سن مُبكرة في هذا المجال وبفضل عملي في مجال عرض الأزياء فقد كنت محظوظة لأنني عملت مع أروع المُصممين من كافة أنحاء العالم. بالإضافة إلى أنني عملتُ بكل ما يتعلق بهذا المجال من إجراء الاختبارات لاختيار العارضات واخذ المقاسات إلى فهم سبب اختيار المواد المطلوبة وما هو مريح وما ليس مريحًا وهكذا استطعتُ التمييز بين التصاميم وما يليق بكل شكل من أشكال الجسد.
وفي الواقع لطالما كنتُ خلّاقة وقلَما تركت دفتر الرسم من يدي وانطلاقًا من هنا استطعتُ رسم بعض التصاميم الخاصة بي حالما أنهيتُ عملي في مجال عرض الأزياء بعد أن خصصتٌ بعض الوقت لنفسي. وأحبُّ أن أتميَّز بتصميم بعض القطع المصنوعة من القماش الفاخر والتي تُخافظ على الطابع الكلاسيكي بغض النظر عن الموسم أو الموضة الحالية. وبعد أنَّ بدأ أصدقائي يطلبون مني تصميم بعض القطع لهم, بدأتُ شيئًا فشيئًا بالتفكير جديًا بإنشاء خط خاص بي في عالم تصميم الأزياء, وبعد بضع سنوات من العمل الشاق أصبح هذا الحلم حقيقة. وما يُميِّز أسلوبي في التصميم هو أنني أقدِّم ما لا يقدمّه سوق الأزياء في المنطقة أي تـصميم ملابس أنيقة ومُعاصرة وفي نفس الوقت مُحافظة.
أخبرينا عن تجربتك في مجال عرض الأزياء؟
بدأتُ باحتراف عرض الأزياء في التاسعة عشر من عمري, وبالتالي أمضيتُ إثني عشر سنة أعمل في هذا المجال حيث عملتُ مع أشهر الأسماء من كافة أنحاء العالم مثل مارييللا بوراني وإسكادا وألفييرو مارتيني وريناتو باليسترا. وبفضل تعاملي مع بعض المصممين من المنطقة مثل مايكل سينكو وفيرن وأماتو ورامي العلي ووليد عطالله, تعلمتُ ما هو مهم عن تصميم الأزياء وانعكس ذلك على إطلاق تصاميمي, وبعد أن ربحت مسابقة ملكة جمال يوغوسلافيا في العام 1998 انطلقت في عالم عرض الأزياء حيث كانت ميلانو محطتي الأولى ومن هناك سافرت حول العالم وعملت في اكثر من 20 دولة وخلال هذه المرحلة كنت الوجه الإعلامي للكثير من العلامات التجارية مثل رانج روفر وسامسونج وموتورولا وأل جي.
ماذا عن تجربتك في المشاركة في ملكة جمال صربيا وفوزك باللقب؟
لقد بدأتُ بالمشاركة في مسابقات الجمال عندما كنتُ في الخامسة عشر من عمري وقد كنتُ محظوظة إذ تلقيتُ الدعم القوي من عائلتي وبشكل خاص من والدي الذي كان جزءًا مهمًا من كل مشروع أُقدم عليه, والمسابقة الأولى التي ربحتها كانت مسابقة أجمل وجه في صربيا والتي نظمتها وكالة لعرض الأزياء من ميلانو ونيويورك. وما منعني من السفر إلى إيطاليا حينذاك هي دراستي وكان عليَّ البقاء في صربيا لإنهائها, وبعد ذلك أصبحتُ أول ملكة جمال في تاريخ يوغوسلافيا تحت ثلاثة عناوين: ملكة جمال الإنترنت (الشخصية المُفضَّلة للجمهور) ملكة جمال الصور وملكة جمال يوغوسلافيا وبالتالي مشاركتي في مسابقة ملكة جمال العالم.
أخبرينا المزيد عن أسلوبك في التصميم؟
لطالما أحببتُ التصميم منذ أن كنتُ فتاة صغيرة, ولطالما كنتُ مُبدعة في الرسم عندما كنت طالبة هندسة حيثُ تعلَّمتُ كيف أترجم أفكاري ومخيلتي إلى رسومات على الورق وعندما بدأتُ مشواري الخاص بالتصميم اعتمدتُ أولًا على تصميم قطع حصرية ولكن بسعرٍ معقول لأنني أردتها أن تكون بمتناول النساء من دون أن يضطررن إلى إنفاق ثروة عليها, وفي نفس الوقت أردتُ ابتكار ملابس أنيقة ومتميزة ولكن ملائمة للمرأة العربية المحافظة, اما الآن فأنا في صدد تصميم مجموعة ملابس جاهزة متعددة الخيارات ومتنوعة بتصاميمها من أجل إرضاء كافة الأذواق.
ما هي الموضة الأكثر رواجًا لهذا الموسم؟
ما يُميِّز تصاميم يلينا بن دراي هو القماش ذو الجودة العالية والملائم لكافة الأذواق, ولأكون صادقة نحن لا نتبع أي موضة في تصاميمنا لأننا نملك علامة تجارية خاصة بنا لتصميم الأزياء بالإضافة إلى أن الموضة ليست ثابتة لأكثر من موسم أو اثنين بل تتغير وتطور مع الوقت ونحن نهدف إلى تصميم أزياء لا يخف وهجها مع مرور الزمن.
لهذا الصيف، سوف نرى الكثير من التصاميم ذات الأسلوب البوهيمي وذات الألوان الطبيعية والفاتحة وقد عملتُ في الموسم الماضي على تصميم قطع عالية الجودة تحمل الطابع البوهيمي ولكن بالنسبة لي هذا النوع من الملابس ضروري لهذا الموسم، لذلك سوف تحمل مجموعتي على الأغلب للربيع والصيف لمسة منها, بالإضافة إلى أننا سوف نرى الكثير من التصاميم العارية الكتف والتصاميم ذات الأسلوب الشعبي ولكن بجودة عالية، وهذان هما الموضة الأكثر رواجًا لهذا الموسم. بالإضافة إلى الإكسسوارات الكبيرة مثل القلادات كقطع أساسية يمكن ارتدائها مع أي نوع من الملابس.
كيف توفِّقين بين كونك ربة أسرة لثلاثة أولاد وبين عملك كمصممة؟
انطلاقًا من تجربتي، أستطيع القول أن التنظيم هو المفتاح لكل باب في هذه الحياة, من المهم جدًا لي أن أكون منظَّمة كوني أمًا وأمرأة تُدير عملها الخاص بالإضافة إلى أعمال أُخرى وعليَّ الإعتراف أن تقسيم وقتي بين المنزل والعمل هو تحدٍ صعب ولكن ما يساعدني هو التخطيط المُسبق لذلك.
ما هي أولوياتك في الحياة؟
في الحقيقة أنا امرأة مُحبة للعمل وأُدير خمسة أعمال في نفس الوقت, وفي الحالات الطبيعية أعمل خمسة أيامٍ في الأسبوع وست ساعاتٍ يوميًا وأحبُ استثمار الوقت في تنمية أعمالي. ولكن عندما نأتي إلى أولويتي في الحياة فهي ستبقى دائمًا عائلتي أهم ما لدي، فأنا زوجة وأم قبل أن أكون سيدة أعمال ولهذا السبب أحاول دائمًا تمضية وقتٍ أكبر مع أفراد عائلتي والتخطيط وتنظيم أيامي بحيثُ يكون بإمكاني تمضية وقت جيد معهم. يحاول أطفالي دائمًا إخراج الطفولة مني وهذا ما أحبه خاصة بعد يوم عملٍ مضنٍ وحاجاتهم الحالية والمُستقبلية هي ما يدفعني إلى العمل.
اعتدتِ سابقاً على تصميم الهوت كوتور بأسلوب معين ولكن أسلوبك في التصميم اختلف قليلًا فيما بعد، أخبرينا المزيد عن ذلك
مجموعتي الأخيرة من الملابس الجاهزة لخريف وشتاء 2016/2017 مستوحاة من حبي لمدينة لندن في الشتاء وقد احتوت هذه المجموعة على ألوان أُحادية مثل الأسود والأبيض مع لمسات من اللون الأحمر. هذه المجموعة مُعاصرة ولكنها كلاسيكية في نفس الوقت وهذا ما عملت عليه في ابتكار هذه المجموعة، فقد أردتُ تصميم ملابس تُلائم النهار والليل في آنٍ واحد وهكذا ستجدون ملابس مختلفة الأساليب في هذه المجموعة. فقد صممتُ بنطالات أنيقة ومعاطف كلاسيكية وفساتين سهرة طويلة بالإضافة إلى قمصان طويلة وفساتين وبلوزات قصيرة، ورغم تنوع هذه المجموعة إلاَّ أنها تحمل الطابع ذاته.
ما الذي يلهمك اثناء تصميم الملابس؟
قبل البدء بالتصميم أضع صورة لإمرأة بالغة الأنوثة في ذهني، إمرأة تشبه أُمي، فهي إلهامي الكبير، حيثُ تحرص دائمًا على ارتداء ملابس أنيقة وراقية فتبدو متميزة بغض النظر عمَّا ترتديه.
إذا أُتيحَت لكي فرصة إلباس بعض المشاهير فمن ستختارين ولماذا؟
أُحب أن أرى كاثرين دوقة كامبردج وسمو الأميرة الشيخة موزة بنت ناصر ترتديان من تصاميمي، فأنا أحبُّ ذوقهما الرفيع في الموضة، وهما دائمًا أنيقتان وكلاسيكيتان في كل ما ترتديهما.
في رأيك الخاص، ما هو الفرق بين المرأة العربية والمرأة الأوروبية؟
ما أعطاني نظرة واحدة عن الإختلاف بين الحضارتين على الصعيد الثقافي والتقاليد والقيم هو خلفيتي الغربية وقدومي للعيش في الشرق. الفرق بين الإمرأتين هو أن المرأة العربية تحب أن تكون أنيقة ولكن مُحافِظة، بينما تُفضِّل المرأة الغربية البساطة في التصميم. ولكنني في النهاية أؤمن أن كلي المرأتين تحبُان أن تكونا متألقتين ومتميزتين وأنيقتين بغض النظر عن خلفيتهما الثقافية.
ما هي خططك المستقبلية؟
مع أعمالي الخمسة التي أُديرها حاليًا أحبُ أن أركز عليها وأن أدفع بها إلى الأمام، وسوف أقوم بما أحب متَّبعةً حدسي آملةً أن أوسِّع أعمالي لتصبح عالمية.
كلمة أخيرة تنصحين بها جمهور مجلة Elle Arabia؟
نصيحتي لكل شخص هي الإيمان بنظرته الخاصة للأمور واتباع أحلامه. وأعتقد أن مفتاح النجاح هو السعي لتحقيق الأحلام حيث يتبع ذلك النجاح. فكل ما نحلم به يمكن أن يُصبح حقيقة طالما امتلكنا العزم لذلك.
يلينا جاكوفلجفيك بن دراي مؤسسِّة العلامة يلينا بن دراي. للحصول على التفاصيل الرجاء زيارة الموقع التالي: www.jelenabindrai.com