نورة السركال بين الفنّ والمجوهرات

اتبعت الفنّانة المتعدّدة التخصّصات نورة السركال مساراً فريداً، حيث تنقّلت بين الفنّ والمجوهرات، متحدّيةً الأعراف والضغوط المجتمعية على طول الطريق. تتحدّث مؤسّسة مجوهرات "ترابي" إلى ELLE Arabia عن رؤيتها لابتداع تصميمات ذات معنى تركّز على الهدف، والتراث، والشخصية وقوّة التعبير عن الذات.

 

من البداية

تقول الفنّانة الإماراتية الشابة: "أبتكر لمشاركة الروايات والقصص حول هويتي". تشرح قائلة: "أشعر أنّه إذا لم أشارك هذه القصص من خلال عملي، فإنّها لن تكون موجودة". مستوحية من طفولتها، فهي تبتكر تصميمات تعبّر عن قصة اجتماعية وثقافية. في بعض الحالات، تجد الإلهام في أقراط والدتها، وفي حالات أخرى، تستكشف لغة الروائح. تعتبر الإبداعات الفنّية بمثابة احتفال عميق بتاريخ عائلتها. "عند العمل بالعطور (The Magic Carpet 2.0)، استخدمت الدخون، وهي مادة تشبه المعجون تعلّمت صناعتها من أمي. لقد مكّنتني من سرد قصة من خلال المادة، مما دفع عملي إلى عوالم أخرى".

 

من الفنّ إلى المجوهرات

تذكّرت شغفها الأول عندما فازت في مسابقة للرسم عندما كانت في الثامنة من عمرها، ثمّ التحقت بفصل تشكيل الطيات في وسط سانت مارتينز في المملكة المتحدة. "من خلال تلك الدورة، وقعت في حبّ عالم الحرف اليدوية وصناعة المجوهرات على وجه التحديد. أحببت كيف جعلني أشعر بالقوّة. لقد تطلّب الأمر الكثير من الصبر والمقدرة. واليوم، تمتلك نورة علامة "ترابي" (التي تعني الأرض)، وهي علامة تجارية للمجوهرات أطلقتها عام ٢٠٢٢ "لخلق شيء مختلف والتميّز وسط بحر من التشابه". إنّها تتحدّث عن القيم التي ندافع عنها. "عندما أقوم بابتكار قطع مجوهرات، يكون الأمر مختلفاً تماماً عمّا أقوم به عندما أقوم بابتداع أعمالي الفنّية الخاصة للاستوديو الخاص بي". باتباع المواضيع المتعلّقة بأمنا الأرض، قامت بتوسيع إبداعها الفنّي وفلسفتها في التصميم لتشمل المجوهرات من خلال تجربة المواد واتباع منهجية فريدة من نوعها.

 

الإبداع والتواصل

إنّ عملها ـ في الفنّ والمجوهرات ـ مثير للاهتمام من جميع النواحي، مما يجعل مرتديها والمراقب يتوقّفان، ويتساءلان، ويتأمّلان. إنّها تؤمن بأنّ هذا يقودنا إلى أن نكون بشراً أفضل، ويمكّن المرء من التفكير في النزعة الاستهلاكية الواعية. قطع مجوهرات نورة المستوحاة من الفنّ تتحدّى القواعد وتتجاوز المفاهيم حول العرق، والثقافة، وصورة الجسد أو الجندرية. صُمّمت كلّ قطعة لتكون بداية للمحادثات، فهي تتميّز بتعبير فريد حيث يتواجد الجمال في عدم الكمال.

 

العطاء

تعترف نورة قائلة: "لم أكن أعتقد قط أنّني مؤهّلة للتدريس لأنّني كنت أتخيّل دائماً أنّه يجب أن أكون أكبر سنّاً بكثير". كمعلّمة، ومدرّسة، ومحاضرة تقدّم ورش عمل ودورات في الجامعات والمعارض الفنّية في المنطقة؛ إنّها تتيح للفنّانين الشباب الفرصة وتمكّنهم من إيجاد الحلول ودفع الحدود. "أفضل جزء من التدريس هو رؤية إبداعات الطلاب. إنّه حقاً تبادل للمعرفة والتفكير، وهذا أمر مجزٍ في حدّ ذاته".

المزيد
back to top button