هي رائدة أعمال سورية وباحثة في مجال الذكاء الاصطناعي. استغلت شغفها بتكنولوجيا المعلومات من أجل تطوير الطبّ، فاستثمرت مخزون المعرفة والمهارات العلمية التي اكتسبتها، ووضعتها في خدمة الرعاية الصحية، وسعت لابتكار حلول وعلاجات تساهم في تسهيل حياة المرضى.
في هذا الحوار، تخبرنا نور شاكر عن مجال الذكاء الاصطناعي وما يحمله من خطوات واعدة لمستقبل أفضل.
أخبرينا عن بداياتك في عالم الذكاء الاصطناعي
بدأت دراسة هندسة الكمبيوتر في سوريا، وسرعان ما لفتني مفهوم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المستقبلية وقرّرت التعمّق أكثر في هذا المجال. تابعت دراساتي العليا في جامعة KU Leuven في بلجيكا حيث حصلت على ماجستير في الذكاء الاصطناعي، ثم نلت شهادة الدكتوراه في علوم الكمبيوتر من جامعة تكنولوجيا المعلومات في كوبنهاغن تحت إشراف روّاد في مجال ألعاب الكمبيوتر.
برأيك، ما الدور الذي سيلعبه الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية؟
الذكاء الاصطناعي هو المفتاح لمستقبل الرعاية الصحيّة، وسيكون جزءاً مهماً في طريقة تعاملنا مع المرضى ورعايتهم. على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد العلاج المناسب لكل مريض، بحيث لا يضطر مريض السرطان للخضوع إلى تجارب علاجية عدة قبل تحديد الأنسب له، كما أنه يساعد في العثور على أدوية للأمراض المستعصية. وأنا أعتقد أن السنوات القليلة المقبلة ستشهد تغيّراً في نظرتنا إلى العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والطبّ، وفي كيفية تطوير كليهما للوصول إلى رعاية صحيّة أفضل للجميع.
قبل اهتمامك باكتشاف الأدوية كان تركيزك على ألعاب الكمبيوتر. ما الذي تعلمته من هذه التجربة؟
تعتبر ألعاب الكمبيوتر منصّة فعالة جداً لاختبار الذكاء الاصطناعي وتطويره، فهي ممتعة وسريعة الاختبار ما يجعل عملية جمع البيانات وتنفيذ الخطوات أكثر فعالية. وقد شهدنا اليوم على الكثير من إنجازات الذكاء الاصطناعي التي اختُبرت في البداية على ألعاب الكمبيوتر منها نظام Alphafold والمركبات ذات القيادة الذاتية.
ما هي منصة Rosalin AI؟
Rosalin AI هي منصّة متقدّمة للذكاء الاصطناعي مخصّصة لاكتشاف الأدوية، وقد بدلنا العلامة التجارية مؤخراً إلى Artemis AI. وهي تعمل كعقل ذكي وداعم، يتعاون مع خبراء كيميائيين لإيجاد علاجات لأنواع مختلفة من الأمراض بشكل أسرع وأكثر فعالية.
ما الذي يدفعك إلى الاستمرار في عملك رغم الصعوبات؟
شغف المهنة.. كما أن عملي في مجال الرعاية الصحية يجعل الأمور أسهل بالنسبة إلي. ومجرّد التفكير بأن ما أقوم به من شأنه أن يغيّر حياة أحدهم أو يخفّف من معاناته، يشجّعني على الاستمرار والتقدّم.
ما هو الجزء الأصعب في عملك؟
كوني امرأة عربية، وكغيري من النساء اللواتي يعملن في الوسط الأكاديمي والصناعي، عليّ أن أبذل جهداً إضافياً كي أحصل على التقدير الذي أستحقه أو الفرص التي أحتاج إليها. مع الأسف، هذا هو الواقع الذي نعيشه والذي علينا ان نسعى إلى تغييره، مع يقيننا بأن هذا التغيير سيستغرق الكثير من الوقت لتحقيقه.
كيف تحقّقين التوازن بين عملك وأسرتك؟
أعتقد أن مفهوم التوازن نسبي ويختلف من شخص إلى آخر. فعلى سبيل المثال، يؤمن جيف بيزوس، مؤسس شركة أمازون، أن التوازن يعني التوافق والانسجام، وهو ما أؤمن به شخصياً. فعندما يشعر الإنسان بالسعادة في عمله وضمن أسرته، يكون قد وصل إلى الهدف المنشود.
ما هي النصيحة التي تقدمينها للجيل الشاب المهتمّ بمجال الذكاء الاصطناعي؟
حافظوا على فضولكم! فالذكاء الاصطناعي مجال سريع التطور، فيه الكثير من التطبيقات المهمّة في مجال الرعاية الصحية وغيره من المجالات. إذا كنتم من الراغبين في ولوج هذا المجال، عليكم بناء أسس قويّة في مجالات ذات صلة مثل علوم الكمبيوتر والرياضيات، ومواكبة كل جديد.
هل هناك ما تندمين عليه؟
أعتقد أننا جميعاً نقدم على خيارات نتمنى لو كان بإمكاننا القيام بها بشكل أفضل. شخصياً، أحاول الاستفادة من التجارب التي عشتها بهدف توجيه قراراتي المستقبلية. فبدل الاستسلام لشعور الندم، أفضل تجنيد طاقتي بشكل إيجابي يمكنّني من السير قدماً لتحقيق أهدافي.
