ميرا حايك هي مصمّمة مقيمة في بيروت، اشتهرت بمجموعات الألبسة الرياضيّة المرحة التي تمزج جودة الخياطة مع العناصر الهندسيّة. أطلقت الماركة التي تحمل اسمها في عام 2011 تحت إشراف Starch foundation، وبعد مرور ستّة أعوام، سُمّيت للعديد من الجوائز العالميّة في مجال الموضة وقد قدّمت تصاميمها خلال أسبوع الموضة في باريس.
ELLE: هل كانت هناك عناصر في صغرك تشير إلى أنّك ستتبعين مهنة في التصميم؟
ميرا حايك: منذ سنّ مبكرة، بدأت أرسم وأحدّد المخطّطات الأوليّة وأعمل يدويّاً. كذلك، كنت أحيط نفسي دوماً بالدفاتر وكتب التلوين ورافقتني هذه العادة طوال فترة طفولتي ومراهقتي. أظنّ أنّ هذا الأمر كان مؤشّراً لموهبتي في الرسم ولعشقي للتصميم. وقد كان جميع من حولي متأكّدين من أنّ هذا الشغف سيسيّر مهنتي حين أتقدّم في السنّ.
ELLE: ما الذي شجّعك على دراسة التصميم؟
م. ح.: خلال دراستي تصميم الغرافيك أحسست برغبة كبيرة في الغوص في عالم تصميم الأزياء واكتشفت ولعي الجديد. فانتقلت إلى ميلانو وحصلت على شهادة في تصميم الأزياء من Instituto Marangoni. سعيت لتطوير معارفي في الموضة وأكملت مع شهادة ماسترز في تصميم الأزياء والقماش من Instituto Europeo Di Design وعدت إلى لبنان سنة 2009 وأطلقت أول مجموعة لي في عام 2011.
ELLE: لمَ اخترتِ الدراسة في ميلانو من بين كلّ عواصم الموضة الأخرى في العالم؟
م. ح.: حين زرت ميلانو للمرة الأولى انذهلت بقوّة عالم الموضة داخلها فهو يحيط بالمدينة وبتاريخها. وهذا ما دفعني للبدء بفصل جديد من مهنتي ومن حياتي. تحمّست كثيراً للانتقال بمفردي إلى مدينة جديدة كليّاً، إلى مكان لغته جميلة ومأكولاته شهيّة وهو بالتأكيد عاصمة مهمّة للموضة.
ELLE: ما الذي تعلّمته من العمل لدى مصمّمين مشهورين مثل إيلي صعب وإيرديم؟
م.ح.: تطوّرت كثيراً تقنيّاتي في الرسم والتصميم خلال عملي لدى إيلي صعب. ركّزنا كثيراً على التقنيّات وكيفية ابتكار قامة محدّدة ومطبوعات هندسيّة ورسوم لمطرّزات.
كذلك، كنت أنتمي إلى فريق تصميم شابّ ومحترف ونشيط لدى إيرديم ما منحني خبرة متكاملة. انخرط الفريق في كافة التفاصيل من رسم القامة إلى اختيار الأقمشة مروراً بمسار الإنتاج والنزول على الأرض إلى المحالّ أيضاً.
ELLE: متى ولمَ قرّرت تأسيس ماركة خاصّة بكِ؟
م.ح.: بعد إقامتي في لندن قرّرت الانتقال إلى لبنان واختبار تصاميمي الخاصّة. أردت أن أجلب بصمة جديدة إلى ساحة الموضة في لبنان وأن أنضمّ إلى الموجة الجديدة من مصمّمي الألبسة الجاهزة الشبّان والصاعدين. فتقدّمت إلى Starch Foundation التي أسّسها ربيع كيروز وتالا حجّار بالتعاون مع سوليدير. وهي جمعيّة تساعد على انطلاق مصمّمين لبنانيّين مبتدئين. في كانون الأول/ ديسمبر 2011 أطلقت أول مجموعة لي من الألبسة الجاهزة تحت مظلّة Starch. وبهذه الطريقة أبصرت النور ماركة ميرا حايك.
ELLE: ما هي معايير ماركتك الجماليّة؟
م.ح.: ألبسة رياضيّة مرحة تتميّز بعناصرها الهندسيّة.
ELLE: حدّثينا عن مجموعة خريف وشتاء 2017/2018؟ وما الذي جذبك لدى كورالي بشكل خاصّ؟ وكيف أثّر عملها على مجموعتك؟
م. ح.: تحمل المجموعة اسم 12:01 وهي مستوحاة من الشخصيّة التي تشكّل بصمة كورالي – الغايشا الجميلة – ومن المناظر الهندسيّة التي تلهمها. تجمع كورالي عناصر جمالية مأخوذة من ثقافات مختلفة مثل الجدائل الأفريقيّة والتموّجات البريطانيّة والدمى الروسيّة والفلكلور الهندي وتضعها في فنّها. أمّا نقطة تلاقيها مع هذه المجموعة فتكمن حين نمزج قطعاً مثل الكيمونو والبونشو والعباءة في مجموعة للألبسة الرياضيّة المعاصرة. لقد أثّر استعمال كورالي للخطوط الهندسيّة المتوازية وللعناصر الأحاديّة اللون تأثيراً كبيراً على اختيار القامات والقصّات المشغولة على اللايزر والزينة المقصوصة يدويّاً والأسلوب بكامله كما على إحساس المجموعة.
ELLE: هل تتأثّرين دوماً بالفنون ولمَ؟
م.ح.: نعم، استوحيت غالبيّة مجموعاتي من فنّانين في حقول مختلفة مثل فنّاني الغرافيتي والرسّامين والمصوّرين ومخرجي الأفلام. وبما أنّني بصريّة أجد مثيراً للاهتمام أخذ الوحي من عمل شخص ما في حقل معيّن وترجمته إلى شيء مختلف تماماً في حقل آخر. كذلك، يعدّ الفنّ أفضل وسيلة للتعبير عن الذات، لذا حين نستوحي من فنّ شخص ما نتواصل معه فنّياً.
ELLE: قلت إنّك تميلين إلى توسيع نطاق عملك ليطال الألبسة الرجالية – لمَ؟
م.ح.: غالباً ما يسألني أصدقائي المقرّبون عن عناوين للتسوّق للملابس الرجاليّة وعن الوقت الذي سأطلق فيه مجموعتي الرجالية. إنّ بعض القطع التي صمّمتها مسبقاً تصلح للجنسين وأشعر بأنّ لديّ الشغف للعمل على ثياب الرجل.
ELLE: ما هي التحدّيات التي تواجها ماركة من الشرق الأوسط في العالم اليوم؟
م.ح.: بما أنّ ماركتي صاعدة في الشرق الأوسط ومحاطة بعدد كبير من المنافسين فهذا يحمل معه بعض التحدّيات مثل النقص في الشهرة العالميّة، ولكن هناك قواعد في المنطقة تساعد على الوصول إلى الجمهور العالمي أكثر وأكثر. علاوةً على ذلك، تعدّ وسائل التواصل الاجتماعي والمحالّ الإلكترونيّة والتواصل الرقمي عناصر مهمّة تساعد على إيصال الماركة إلى مستوى عالمي.
حاورتها فاي أفغاهي