كان لـ Elle Arabia فرصة إجراء مقابلة مع المصممة البريطانية باف تايلور حيث حدثتنا عن مسيرتها، وأحدث مجموعاتها عقب مشاركتها ف أسبوع الموضة العربي في دبي.
ما الذي دفعكِ لاختيار تصميم الأزياء كمهنة لكِ؟
وُلدت في لندن من أصول هندية، حيث قادتني تربيتي العائلية والترحال الدائم إلى الإقامة في مختلف بقاع العالم والاختلاط مع معظم الثقافات، من لندن ونيجريا وأستراليا ونيوزيلاندا وإيطاليا، الأمر الذي منحني شعوراً فطرياً تجاه الإنسانية. لذلك أعتبر إطلاق علامتي التجارية الفاخرة والمستدامة وسيلةً لإيصال مفهوم الاستدامة البيئية ومعايير العمل الأخلاقية، إضافة إلى أنها تمثّل أسلوباً مثالياً يتيح أمامي الفرصة لدعم إرث أجدادي الذين كانوا من خياطين بارعين، حيث كان أحدهم يمتلك مشغل خياطة مرموق. ويأتي اسم عائلتي، تايلور (خياّط)؛ من سلسة طويلةٍ من الأسلاف الذين امتهنوا الخياطة، ويعود أصلهم إلى منطقة سورات في ولاية غوجارات بالهند.
أمّا شغفي بالأقمشة؛ فقد بدأ مع حصص الخياطة التي كنت أتلقاها في المدرسة، حيث اعتدت على ابتكار أو تعديل ملابسي الخاصة، إضافة إلى خياطة الوسائد والستائر للمنزل.
ما الذي يستهويكِ في هذه المهنة؟
أجد في الأزياء ملاذي الوحيد للتعبير عن خيالاتي الإبداعية، فأنا شخص خجول للغاية، لذلك أجد في علامتي التجارية طريقةً مثاليةً للتعبير عن ذاتي.
ما هو مصدر إلهامك الأبرز؟
أجد الإلهام في عائلتي، أي والدتي بسبب رؤيتها الملهمة للحياة في السعي الدائم لتحقيق الأحلام بغض النظر عن العقبات والصعوبات التي قد تعترض طريقنا؛ ووالدي باعتباره رجل أعمال مرموق، وذكائه الحاد.
من يعجبك من الأسماء البارزة في قطاع الموضة؟
لطالما أُعجبت بشخصية ليديويج إيديلكورت، فأنا أعتبرها من أهم المفكرين والمحللين لاتجاهات الموضة التي تسافر حول العالم وتدرس تطور التوجهات الاجتماعية والثقافية، فقصصها الملهمة عن عجائب العالم الطبيعية تشكّل إلهامًا عميقًا لمشروعي.
كما يلفتني المبدع مارتين مارغييلا، المصمم الهادئ الذي يروي من خلال تصاميمه حكايا من عالم الخيال، وهو أحد أعظم الأسماء المتخصصة في مجال التصميم المفاهيمي؛
إضافة إلى يوهجي ياماموتو، الذي يقدم تصاميم كبيرة الحجم، حيث تذكرني قصة دخوله إلى عالم الموضة برحلتي الشخصية التي قادتني للعمل في هذا المجال.
انطلاقاً من كونك مصممة أزياء ناجحة؛ ما هي المفاهيم الأخلاقية التي تتبعينها خلال عملك في قطاع الموضة؟
أتبنّى شعار علامتي التجارية والذي ينادي باحترام الجسد والكوكب، منطلقاً من ضرورة الاعتناء بأجسامنا من خلال ارتداء ملابس مبتكرة من مواد صحيّة، كالأقمشة المصنوعة من الألياف الطبيعية المريحة، والمضادة للحساسية أو البكتيريا، وفي الوقت نفسه اختيار ملابس مستدامة ورفيقة بالبيئة، وامتلاك سلسة تزويد شفافة ومعايير العمل الأخلاقي، والتي تقدم بالمجمل مساهمةً اجتماعية قيّمةً تتمثّل بعائدات من كل عملية بيع، يتم توظيفها لدعم مشاريع التنمية البشرية حول العالم.
ما الذي تعرفينه عن جمهورك المستهدف وكيف يمكنكِ التواصل معه؟
جمهوري المستهدف لا يضم جيلاً محدداً، بل يشمل أشخاصاً من جيل الألفية وصولاً إلى أشخاص يتجاوز عمرهم ستين عاماً، وتجسّد هذه الفئات الأشخاص الذين يشاركونني طريقة التفكير ذاتها، وبالتالي لديهم وعيٌ كبيرٌ بمفهوم الاستدامة البيئية والعافية، بغض النظر عن العمر أو الجنس. فهم يتمتعون بروح منطلقة وجريئة، كما أنهم معتادون على استيعاب مختلف الثقافات والقيم الأخلاقية والعادات المتنوعة حول العالم، ناهيك عن خبرتهم وإدراكهم لمفاهيم الجودة والتصميم والهندسة المعمارية، إضافة إلى شغفهم باكتشاف المجهول. لذلك فأنا لا أعتبرهم متابعين لتوجهات الموضة، بل يشكّلون بالنسبة لي المصدر الحقيقي الذي تنطلق منه مساراتها.
بماذا تختلف تصاميمك الخاصة بالمرأة الخليجية عن تلك التي تطلقينها لسيدات المجتمع الأوروبي؟
في الوقت الحالي؛ لا اختلاف في تصاميمي بين المنطقتين، إذ تنبع الفلسفة الخاصة بعلامتي التجارية من ابتكار قطع تحترم وتراعي الجسم وجميع الثقافات. حيث يمكن تزيين القطع لتشكل تصاميم ترضي مختلف الأذواق. وأتمنى توسيع حضوري في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وتلبية الطلبات الفردية للعملاء.
ما هي التوجهات الجديدة السائدة حالياً، وكيف تبقين على تواصل دائم مع أحدث التوجهات الفنية في القطاع، خاصةً مع السرعة الكبيرة التي تتغير فيها في عصرنا الراهن؟
أصبحت الاستدامة من المفاهيم الشائعة في قطاع الموضة. فعندما أطلقت مفهوم الأزياء المستدامة في علامتي التجارية قبل أربع سنوات، لم تحظَ بإقبال كبير. لكني تعلمت من خبرة السنين أن ألتزم بمبادئي ومخلصةً للنهج الذي أبني عليه مشاريعي، فتوطيد الثقة مع الجمهور المستهدف أثمن بكثير من الصيحات سريعة التغيّر.
أين تجدين نفسك بعد خمس سنوات من الآن؟
أود أن أواصل بناء مؤسسة ’باف تايلور‘ لمتابعة مسعاي في دعم مشاريع التنمية البشرية المستدامة على نطاق أوسع، وإرساء مبدأ "الاحترام" ليكون نمط حياة واسع الانتشار.
أخيراً وليس آخراً، ماذا تقولين لمتابعيك في مجلة Elle بالعربية؟
لقد شاركت في تقديم العروض في دبي مع مجلس الأزياء العربي على مدار المواسم الثلاثة الماضية من أسبوع الموضة العربي، وأود أن أتوجه بخالص الشكر لكم جميعًا على دعمكم المتواصل. وأتمنى منكم التوجه إلى متجر ’دبي كونسيبت ستور 1422‘، المتجر الذي تم افتتاحه حديثًا في سيتي ووك، لاستكشاف ما تقدمه علامتي التجارية من ابتكارات.