مقابلة مع أدريانا دومنغيز، الرئيسة التنفيذيّة لشركة أدولفو دومينغيز

تتميّز تصاميم "أدولفو دومينغيز" بتجسيدها مفهوم الاستدامة البيئيّة في عالم الموضة، وفي هذه المقابلة الحصريّة مع موقعنا، تخبرنا "أدريانا دومنغيز"،التي تشغل منصبيْ الرئيس التنفيذي والمدير الإبداعيّ فيها، أكثر عن نهج العلامة ومقوّماتها.

 

لقد عملت مع "أدولفو دومينغيز" لأكثر من 20 عامًا. كيف أثرت تجربتك على تركيز العلامة التجارية على الإبداع والاستدامة والابتكار؟

لقد نشأت في إسبانيا وكان والداي يعيشان في الريف وأرسلاني وأخواتي إلى مدارس داخلية. لذا، بالنسبة لي، فإن الاستدامة قريبة جدًا مني لأنني نشأت بالقرب من الطبيعة في الريف. تتواجد شركتنا في 26 دولة ولدينا الكثير من المتاجر في جميع أنحاء العالم، وذلك لأنّ والدي أرادنا أن نكون على هذا النطاق، وقد ساعدنا بذلك مقدرتنا على التحدهث باللغة الإسبانيّة بطلاقة. لقد درست في إنجلترا وألمانيا وسويسرا وإسبانيا وفرنسا ثم الولايات المتحدة، لذا زرت الكثير من الأماكن، وهذا جعلني أدرك أنّ كل فرد مختلف ولكن بطريقة معيّنة. لقد درست إدارة الأعمال وإخراج الأفلام والكتابة والتمثيل أيضًا ولفترة من الوقت في العشرينات من عمري أصبحت ممثلة، فتمكّنت من أن أكون بذلك راوية قصص وأن أكتسب الكثير من الخبرات من خلال عملي مع العلامات التجارية، لأنّها تسرد القصص الجيدة، وتجعلك تفهم نصّك حقًا، ومن أنت وما يجب أن تقوله. وبقدر ما يتعلق الأمر بالإبداع، فأنا حاليًّا أشغل منصبيْ الرئيس التنفيذي والمدير الإبداعيّ، لذلك بالنسبة لي هناك حقًا شيئان مهمان في علامتنا التجارية. أحدهما هو العلامة التجارية المصممة حيث نقوم بأشياء فريدة وحصرية ولا نقلّد أو ننسخ أي تصميم، حيث إنّنا نبدأ في كل ستة أشهر من الصفر، حيث نركّز على مفهوم معيّن، ونقرأ عنه ونشاهد الأفلام والموسيقى وننتقل ببطء إلى التصميم حيث تمّ إحضار المفاهيم المجرّدة إلى البلاستيك والأشكال والألوان والشفافيات وما إلى ذلك، وهو أمر مذهل، ويمر بعملية معملية تسمى "Ágora" والتي لدينا أحدثها.

 

أخبرينا بالمزيد عن عمليّة الابتكار هذه

تبدأ الفكرة من خلال كلمة تشير إلى الكثير من الأمور، وأصمّمها وأدرسها قبل أن أعرضها على المصمّمين، الذي يقدّمون بدورهم رؤيتهم لها بعد أسبوعين، لنحدّد أخيرًا التصميم الذي سيمرّ بالمراحل الإبداعيّة.

 

كيف أثرت خلفيتك في العلوم الإنسانية والتمثيل على نهجك في قيادة علامة تجارية عالمية للأزياء؟

لنأخذ كلمة "Ikigai" على سبيل المثال، فخلفيتها هي مفهوم يابانيّ يشير إلى الهدف، وخلال السنوات الأربع الماضية، كان كل ما كنت أقوم به هو محاولة وضع هدفنا في الشباب وما يهتمّون به. وما تعلّمناه هو أنّ الجمال والموضة أبديّان، لأنّ الجمال يحول الناس ونريد أن نخلق سحرًا عندما يذهب الناس إلى متاجرنا، ويجربون ملابسنا وينظرون إلى أنفسهم بأكبر قدر من الإعجاب. إذا غيّرت نفسك، فإنك تغير تأثيرك، وسينظر الآخرون إليك بشكل مختلف. لقد تعلمت شيئًا هنا في دبي، الأمر يتطلّب انطباعًا أوليًا واحدًا لمحوه وتغيير ما يعتقده الناس عنك، وسوف يستغرق الأمر 31 مرة من مقابلتك مرة أخرى لتغيير هذا الانطباع الأول، لذا، فإن الانطباعات الأولى مهمة حقًّا.

 

تعمل علامة "أدولفو دومينغيز" في 24 دولة، كيف تتأكدين من أنّ القيم الأساسيّة لها تبقى راسخة في كلّ الأسواق؟

يجب أن تكون قيمنا عالميّة، فهي أشياء صالحة هنا وفي اليابان وكذلك في أميركا الجنوبية. الهندسة المعمارية هي نفسها، مستدامةوطبيعيّة، وتبدو وكأنها معرض فني وفي كل مكان. ولأننا نعيش في مجتمع متنوع، فإننا نتعاون مع فنانين محليّين ونعرض قطعة فنية في المتجر، فكل متجر مختلف لكنه يشترك في نفس البنية.

 

كيف يؤثر مفهوم "Ikigai" الياباني على تصميم مجموعة خريف وشتاء 2024؟

يشير مفهوم "Ikigai" أكثر إلى أمر أساسيّ بالنسبة لك وما يجب أن قومين به في حياتك. إنه مزيج ممّا ترغبين في القيام به وما يبرز موهبتك، ولكن أيضًا حيث يحتاجك العالم، لأنك ستحصلين على أجر مقابل ما أنتِ على استعداد لتقديمه. إنه يجمع بين ما يجب عليك فعله وما تريدين فعله، كما أنه مرتبط بطول العمر، وهو ما نقوم بها بملابسنا، فنحن نريدها حقًا أن تدوم وأن تكون عالية الجودة ولكن أيضًا أن تكون خالدة. عندما نصمم ونفكر في شيء جميل الآن وبعد 10 سنوات أو 15 عامًا سيكون الأمر مختلفًا، لا يمكنك التصميم بالطريقة نفسها.

 

تدعو المجموعة الناس لاستكشاف هدف الحياة. كيف تعبر التصاميم والأقمشة عن هذه الفكرة، وما هي العناصر الثقافية اليابانية الموجودة في المطبوعات والقطع الرئيسية؟

تركّز الثقافة اليابانية على القصّات الواسعة، وهي تشتهر بخياطة قصّات كبيرة من الكيمونو، لذلك لدينا القليل منها. إنها ثقافة فكرية، ولديهم قطعًا يتكوّن بعضها من 40 قطعة أخرى تمّت خياطتها معًا. ونحن لا نخيطها مثل الآخرين، بل نفككها ونخجمعها معًا بطرق وأشكال مختلفة لم ترونها سابقًا، وهو أمر مثير للاهتمام للغاية. لدينا أيضًا كيمونو أسود غير متماثل، وجميل بدون أي عيوب، وله كم واحد وآخر بدون أكمام. لدينا أيضًا قطعة سوداء عليها طلاء قماشي ياباني للغاية.

 

مع تحرك العالم نحو الاستدامة، هناك أيضًا إساءة استخدام لهذا المصطلح في بعض الأحيان لأنه يتم تسويقه. كيف تعتمدون اتّجاه الاستدامة، هل من خلال المصانع أم القماش الذي تستخدمونه؟

لقد بدأنا باتّباع نهج الاستدامة منذ البداية وخاصة في الثمانينيّات، ويكثر استخدامنا للكتان لأنّه لم يكن يحتاج إلى الكثير من الماء أو المبيدات الحشرية. ويعدّ التحكم في سلسلة التوريد الخاصة بنا أمرًا كبيرًا آخر أشعر أن الجميع بحاجة إلى القيام به. ولكن ربما حيث أرى الفرق هو أننا نسعى لتصميم قطع لا يقلّ جمالها مع تغيّر الصيحات، وبنوعيّة تتيح استخدامه لفترة طويلة حقًا. الشيء الآخر هو التواصل مع العملاء، وذلك لأنّنا نرى أنّهم بحاجة أكبر لفهم معنى الاستدامة، والمفهوم الأكثر ريادة هو الاستهلاك. الاستهلاك الأقل هو ما ينبغي على المرء فعله حقًا، ولشراء أشياء أقل، عليك شراء أشياء أفضل وأكثر خلودًا.

المزيد
back to top button