كان لنا لقاء خاص مع أخصائي الأمراض الجلدية، الدكتور حسن كلداري، خريج جامعة بوسطن الأميريكية وأستاذ الأمراض الجلدية بكلية الطب في جامعة الإمارات، لمعرفة المزيد في ما يتعلق بالعناية بالبشرة، وكيفية معالجتها.
العناية بالوجه في غاية الأهمية بالأخص في مناخنا هذا. ما هي برأيك العوامل الأساسية المضرّة للبشرة؟
هنالك العديد من العوامل ولكن أكثرها أهمية هو التعرض للشمس. تسطع الشمس لأكثر من 10 أشهر خلال السنة ومن ضمن هذه الفترة، 6 أشهر منها تكون لاذعة. إن هذا يؤدي إلى التسبب بضرر كبير للبشرة والذي قد يحدث مباشرة و على فترات طويلة.
إن الحرارة تسبب آثاراً مؤذية إضافة إلى الغبار والرمل. إن الطقس جاف في المناطق الصحراوية ورطب في المناطق القريبة من البحر وإن زيادة أي من هذه الظروف قد يكون مؤدياً للبشرة.
كيف نعتني ببشرتنا؟ وما هي النصائح الواقية والغذائية للبشرة التي توجهها للسيدات في الشرق الأوسط؟
إن الالتزام بما هو بسيط يؤدي إلى تحقيق المطلوب. لهذا السبب فإني أبسط الأمور لمرضاي. إن المفتاح للحفاظ على البشرة هو استعمال غسول ملائم لطبيعة البشرة وواقي شمس ذو طيف جيد. اعتماداً على عمر المريض فإنني يمكن أن أنصحه باستخدام مضاد أكسدة مثل فيتامين ج (حمض الأسكوربيك) أو استخدام كريم يحتوي على مادة الريتبنويد ليلاً.
ما هي العلاجات الأكثر رواجاً في المنطقة؟
العمل التجميلي الحاصل على المركز الأول هو إزالة الشعر بالليزر. هذه التقنية متوفرة للرجال والنساء من كافة الأعمار. العلاج التجميلي الذي يليه هو التقشير الكيميائي والذي يستخدم لعدد من الاستطبابات مثل حب الشباب أو التجاعيد. الحقن تأتي في المركز الثالث من خلال استخدام المغيرات العصبية مثل البوتوكس والزيومين وكذلك الموالئ بتركيبة حمض الهيالورونيك مثل جوفيدرم أو ريستيلن وذات تركيبة مغايرة لحمض الهيالورونيك مثل راديس.
كيف تتّم عملية أختيار الكريم أو العلاج المناسب لنوع البشرة أو بحسب العمر؟
كلا العاملين يلعبان دورا ً هاماً. هناك كريمات بجب البدء باستخدامها من عمر صغير مثل واقيات الشمس. تتوافر واقيات شمس مختفة على حسب نوع البشرة. الكريم الذي يحتوي على الريتونيد والذي يستخدم في علاج خطوط الوجه قد يسبب جفافاً شديداً للبشرة و عليه فإنه يمكن استبداله بالريتينول الذي يعتبر ألطف عـلى البشرة. كما أن التركيبات المتوفرة عـلى شكل سيروم و هلام (جل) من المهم أخذها بعين الاعتبار.
كل منا ترغب بالمحافظة على نضارتها وشبابها دون عمليات جراحية، ما هو الحل الأفضل برأيك؟ وهل من الممكن الحصول على نفس النتيجة؟
إن الوقاية الملائمة من الشمس أمر هام لصحة البشرة بغض النظر عن العمر أو مدى الضرر الذي يصيبها. علاجات مثل التقشير الكيميائي قد تؤخر الحاجة لاستخدام المغيرات العصبية أو الموالئ. كما أن استخدام هذه العلاجات بالإجمال يؤخر من ضرورة العمل الجراحي. هنالك دوماً حاجة للعمل الجراحي على المدى البعيد، ولكن العمر الذي يتطلب العمر الجراحي قد تأخر مع مرور السنين ليصل إلى ما بعد الـ 60 في حالة شد الوجه. العمل الجراحي يلعب دورا ً هاما ً في تجميل الأنف، الصدر والجلد المترهل بعد إنقاص الوزن بشكل كبير.
ان تقنيّة الحقن والتعبئة أصبحت الأكثر رواجاً اليوم لاسيما في الشرق الأوسط. أخبرنا المزيد عن تقنيّة مستحضر راديس Radiesse ونتائجه... وبما يتميّز هذا المستحضر عن غيره؟
راديس مالئ ذو تركيبة مغايرة لحمض الهيالورونيك فهو يتكون من كالسيوم هيدروكسيل أباتيت وهي ذات المادة الطبيعية التي تدخل في تركيب الأسنان والعظام. حين يتم حقنها، فإن هذه المادة تحفز إنتاج الكولاجين في جسمك. ولهذا السبب فإن فعاليته تستمر أكثر من باقي أنواع الموالئ. إن استثارة الكولاجين تكون محكمة ولهذا فإن المرضى يرون نتائج في غاية الطبيعية وتستمر لمدة سنة أو سنة ونصف. إن المنتج متوفر منذ سنة 2004 وحاصل على موافقة هيئة الغذاء والدواء في الـ 2006 مما منحه سجل طويل من الأمان وذلك لأكثر من 10 سنين وهذا يعد عاملاً مهماً يجب على المرضى أخذه بعين الاعتبار. إن هذا المنتج هو واحد من الموالئ القليلة المتنوعة في السوق حيث يمكن حقنه في الوجنتين ليمنحهما حجماً زائداً كما يمكن حقنه في الذقن وخط الفك وذلك لإعادة تحديد شكل المنطقة.
ما هو الجمال بنظرك؟ وهل انت مع عمليات الحقن والتجميل؟
إن الجمال يمنحك إحساسا ً بالسعادة. سواء كان هـذا الجمال مصدره شيء أو شخص أو حتى مكان. حين تشعـر بالراحة بوجود شيء معين فإن عقلك يتصور أن هذا شيء جميل. حين ينطبق هذا الشيء على المظهر فإنك تشعر بالراحة حين تكون بالمظهر الذي تريد وعندها لا تشعر بحاجتك لشيء ولكن هناك علامات تدل على التقدم بالعمر وتسبب الانزعاج الشديد وعليه يجب تخفيفها من خلال العلاجات. إن الهدف الرئيسي من الجراحات التجميلية ليس جعل الناس أصغر بالعمر وهنا يكمن الخطأ ولكن الهدف هو منح التاس شعور أفضل بالراحة من خلال مظهرهم وبالتالي يرون أنفسهم أجمل. إن الدراسات أظهرت بأن الناس الأكثر راحة هم الأكثر قدرة على الإنتاج في عملهم وعلاقاتهم الاجتماعية مع عائلاتهم وأصدقائهم. إن الإجراءات الجراحية البسيطة تساعد في ذلك من دون تغيير جذري أو تغيير فيزيائي شديد. أنا أشجع وبشكل كبير الإجراءات التجميلية حين تتم بطريقة صحيحة وللغرض المناسب. كما أنني أرفض كثير من العلاجات في حال تيقني بأن طالبيها لن يحصلوا على الفائدة المرجوة منها. إن وظيفتنا لها دور في التأثير على نفسية المريض و في كثير من الأحيان فإن كلمة مريحة نعطيها للمريض أفضل من العمل بالإبرة فقد يكون هـذا ما يحتاجه المريض.