الممثّلة السعودية الرائدة سمية رضا في مهمّة لإعادة تشكيل السرد، وتحدّي الصور النمطية، وتبديد المفاهيم الخاطئة المحيطة بالمملكة العربية السعودية ونسائها الرائعات. في هذه اللقطة المذهلة، تتألّق نجمة غلافنا في مجموعة Cruise 2024 من Gucci والتي تستكشف أيضاً التبادل في الحوار بين تراثها الغني والإبداع الحديث والمتعدّد الثقافات اليوم.
في هذه المقابلة الحصرية مع سمية رضا، الممثّلة السعودية الرائدة، نتعمّق في رحلتها الرائعة من جذورها في المملكة العربية السعودية إلى صعودها السريع في عالم السينما. من دورها الرائد في فيلم "Roll’em"، وهو أول فيلم سعودي يُعرض في دور السينما في المملكة بعد الترخيص الرسمي، إلى نجوميتها العالمية في أفلام مثل "Rupture" إلى جانب Billy Zane، نجحت سمية في تغيير المفاهيم حول السينما السعودية على نطاقٍ عالمي. ومع دورها القادم في فيلم "الحمل" المقرّر عرضه عام ٢٠٢٤، تواصل سمية كونها قوّة قادرة على تشكيل قصة المملكة العربية السعودية في صناعة السينما.
هل يمكنك أن تخبرينا عن رحلتك من المملكة العربية السعودية إلى المملكة المتحدة عندما كان عمرك ١٦ عاماً وكيف أثّرت على مسيرتك المهنية في التمثيل؟
كانت رحلتي من المملكة العربية السعودية إلى المملكة المتحدة عندما كنت في السادسة عشرة من عمري لحظة محورية في حياتي. في ذلك العمر، لم أكن متأكّدة تماماً من المسار المهني الذي أريد اتباعه. لم أكن إحدى هؤلاء الأفراد المحظوظين الذين عرفوا دعوتهم منذ الطفولة. لقد استغرق الأمر مني قدراً كبيراً من الوقت والشجاعة لمعرفة ما كان له صدى حقيقي في ذهني.
عندما كنت طفلة، وجدت نفسي منغمسة في صناعة الأفلام القصيرة دون أن أفهم تماماً أهمية رواية القصص. كنت ببساطة أتبع غرائزي وحدسي، مدفوعة بحبّ الإبداع والتعبير عن الذات. ومع ذلك، غالباً ما تشكّل التوقّعات المجتمعية خياراتنا، فوجدت نفسي بعيدة عن شغفي. وأعتقد اعتقاداً راسخاً أنّنا يجب أن نغرس النية والروح في كلّ ما نقوم به. يعزّز هذا النهج العميق نوعية حياتنا بطرق لا يمكننا فهمها. خلال سنوات دراستي في المملكة المتحدة، تعمّقت في المجال الأكاديمي وتفوّقت في مجالاتي، فقط لأدرك أنّ جوهري يتوق إلى شيءٍ أكثر عمقاً ومعنى.
في أحد الأيام، أدركت أنّني بحاجة إلى متابعة ما يجعلني سعيدة حقاً. لقد شرعت في هذا المسار الجديد بعدم اليقين ولكن بتصميم لا يتزعزع. لقد ظهرت الفرص على طول الطريق، وبدأت أفهم أنّ ما كنت أفعله لم يكن مجرد تمثيل؛ لقد كانت مهمة مقدّسة. ومع مرور الوقت، أدركت أنّ رواية القصص هي وسيلة قوية للشفاء. في الماضي، كان أسلافنا ينقلون لنا القصص، والآن تطوّرت تلك القصص إلى أفلام.
أطمح أن أكون راوية قصص قادرة على المشاركة وإثارة الفكر وإلهام التفكير وإثارة الدهشة، وقبل كلّ شيء، إثارة المشاعر لدى الآخرين. لقد أحدثت هذه الرحلة تحوّلاً عميقاً بداخلي، واليوم، أنا ممتنة للطريق الذي اخترته، وهو المسار الذي يسمح لي بالتواصل مع الجماهير على مستوى عميق والمساهمة في عالم رواية القصص من خلال صناعة الأفلام.
يهدف فيلم "Rupture" (٢٠٢١) إلى تغيير المفاهيم حول صناعة السينما السعودية. ما الذي ألهمك للقيام بهذا الدور الثنائي اللغة، وما هي تجربتك في العمل مع Billy Zane والطاقم الدولي؟
يهدف الفيلم إلى إعادة تشكيل تصوّرات صناعة السينما السعودية. ما ألهمني لتبنّي الدور ثنائي اللغة في هذا المشروع هو التفاني الذي لا يتزعزع في تصوير روايات المرأة مع تعزيز الجسور الثقافية. ضرب الفيلم على وترٍ حسّاس عميق بالنسبة لي، حيث تناول الصراعات المعقّدة التي تواجهها النساء في عالم اليوم ـ التنقّل في متاهة الضغوط الاجتماعية، بدءاً من السعي وراء حياة ذات معنى إلى دعم الإيمان وواجبات الزواج والتوقّعات المجتمعية. استعداداً وتحضيراً لشخصية الفيلم، ملاك، فقد تعمّقت في الأساليب النفسية، وحلّلت بدقّة ظروفها المعقّدة. لقد طلبت التوجيه من متخصّصين في هذا المجال، وانخرطت في تدريبٍ نفسي مكثّف وإعداد لتجسيد هذا الدور المتعدّد الأوجه بشكلٍ صادق وأصيل. يمثّل فيلم "Rupture" أهم مسعى سينمائي في مسيرتي المهنية، مما يسمح لي بتسليط الضوء على هذه القضايا الحاسمة.
كان العمل مع موهبة Billy Zane الرائعة إنجازاً مذهلاً. لقد كان تعاوننا على الشاشة بمثابة لحظة حاسمة في رحلتي المهنية. جنباً إلى جنب مع فريقنا المتفاني، كنّا نطمح إلى إحداث ثورة في صناعة السينما السعودية، حيث لعب فيلم "Rupture" دوراً محورياً وحصل على الإشادة كأفضل فيلم سعودي في RSIFF. في جوهره، تجاوز فيلم "Rupture" عالم صناعة الأفلام؛ وكان بمثابة منصة لتسليط الضوء على الضغوط المجتمعية التي تواجهها المرأة، وإشعال شرارة التغيير. سلّط هذا الفيلم الضوء على الإمكانات المذهلة لسرد القصص والسينما لمعالجة القضايا الاجتماعية ذات الصلة، بما يتماشى مع التزامي بمناصرة أصوات النساء وقصصهنّ من خلال الفيلم.
أسود-أحمر، أكمام قصيرة، رقبة عالية، توب قصير من الجرسيه المطاطي؛ أحرف GG سوداء بنقشٍ خفيف على تنورة طويلة؛ لوح لركوب الأمواج باللون الأبيض مع شريط ويب أزرق وأحمر ـ كلّه من Gucci
ما هو التغيير الذي ترغبين في رؤيته فيما يتعلّق بالنظرة إلى المملكة العربية السعودية وإلى المرأة السعودية؟
في عالم السينما، طموحي الأعمق هو تسخير القوّة التحويلية لسرد القصص. باعتباري ممثّلة سعودية، فإنّ مهمتي تمتدّ إلى ما هو أبعد من الشاشة ـ لإعادة تشكيل السرد، وتحدّي الصور النمطية، وتبديد المفاهيم الخاطئة المحيطة بالمملكة العربية السعودية ونسائها المتميّزات. ومن خلال عدسة فنّية، نمتلك فرصة فريدة لرسم صورة دقيقة لحياة المرأة السعودية ومرونتها وأحلامها وروحها التي لا تتزعزع. وهذا يتجاوز المفاهيم المسبقة، ويكشف عن عمق أعماقنا وتنوّع أصواتنا. باعتباري ممثّلة ومخرجة أفلام سعودية، أعتقد أنّ هناك حاجة لمزيد من القصص التي تتمحور حول المرأة، سواء في كتابة السيناريو أو التصوير السينمائي، لزيادة تضخيم رواياتنا.
أعتقد اعتقاداً راسخاً أنّ السينما، باعتبارها لغة عالمية، يمكنها تجاوز الحدود وتعزيز التعاطف. من خلال الفنّ، نهدف إلى إيصال رسالة أنّ المرأة السعودية والمسلمة، مثل جميع النساء، تمتلك صوتاً يستحقّ التقدير والاحتفاء به داخل مجتمعنا. في نهاية المطاف، قصصنا لديها القدرة على إلهام التفاهم والوحدة على نطاق عالمي، ودعوة العالم لرؤية المملكة العربية السعودية ونسائها من خلال عدسة أكثر استنارة وتعاطفاً.
بماذا ساهم كونك شخصية عامة في تشكيل شخصيتك؟
أن تكوني شخصية عامة هي رحلة فريدة في حدّ ذاتها. وهي تأتي بمستوى كبير من المسؤولية والوعي بأنّ أفعالك وكلماتك لها وزنها وتأثيرها. أسعى جاهدة لاستغلال هذه الفرصة للدفاع عن قضايا ذات معنى، حيث تعدّ قضايا المرأة وتمكينها من أعزّ القضايا وأقربها إلى قلبي.
كيف يختلف المكان الذي أنت فيه اليوم عن المكان الذي كنت تعتقدين أنّك ستكونين فيه؟
الحياة لديها طريقة لمفاجأتنا، أليس كذلك؟ عندما كنت أصغر سنّاً، كان لدي حلم، وكنت شغوفة بصناعة الأفلام والتمثيل. ومع ذلك، مع تقدّمي في العمر وتجربة المزيد من العالم، تغيّرت وجهة نظري. أدركت أنّ لدي رغبة عميقة في إحداث فرق، والمساهمة في شيءٍ أكبر منّي. فلقد اكتشفت أنّ صناعة الأفلام تشتمل على فهم عميق للإنسانية. من يدري، ربما في المستقبل، سيقودني هذا الشغف إلى الانخراط في العمل الإنساني والدفاع عن قضايا مختلفة تتجاوز مجرّد التمثيل أو العمل.
حقيبة كتف صغيرة مع سلسلة، مرصّعة بكريستالات فضّية بالكامل مع شريط ويب باللون الوردي الفوشيا، وتفصيلة كبيرة على شكل لجام حصان فضّي ـ من Gucci
ما هي المفاجآت غير المتوقّعة في مسيرتك؟
في هذه الرحلة، كانت هناك العديد من المفاجآت غير المتوقعة التي تركت بصمة لا تمحى في نفسي. إحدى أبرز المفاجآت كانت الدفء والدعم المذهلين اللذين تلقّيتهما من العاملين في صناعة السينما السعودية. إنّه لمن دواعي التواضع أن نرى كيف يمكن للغرباء أن يصبحوا أصدقاء وحلفاء، جميعهم مرتبطون بشغف أو مهمة مشتركة. لقد فوجئت أيضاً بقوّة التعاون. إنّ السحر الذي يحدث عندما تجتمع مجموعة من الأفراد المتفانين معاً لإنشاء شيءٍ ذي معنى استثنائي دون شكّ.
ماذا يمكنك أن تخبرينا عن فيلمك القادم "الحمل" والدور الذي تلعبينه؟
أخشى ألا أستطيع الكشف عن الكثير من التفاصيل الآن. ومع ذلك، أنا متحمّسة حقّاً للدور الذي لعبته وأتطلّع إلى مشاركة المزيد عندما يحين الوقت المناسب.
بفضل مجموعتك الواسعة وخبرتك في العمل المسرحي والأعمال المثيرة وركوب الخيل؛ ما هو الدور الذي تحلمين به لنفسك؟ الحلم بمشاركة في بطولة مثلاً؟
الدور الذي أحلم به بالنسبة لي يجمع بين عناصر الحركة والمغامرة والتطوير العميق للشخصية. أما بالنسبة للنجم المشارك الحلم، فقد حظيت بشرف العمل مع بعض الأسماء والمواهب الرائعة في الصناعة، مثل John Travolta و Billy Zane. أنا دائماً منفتحة على التعاون مع الممثّلين المتحمّسين الذين يكرّسون جهودهم لمهنتهم ويتشاركون في الالتزام بسرد القصص الهادف.
حقيبة كتف بسلسلة متوسّطة من الجلد الأبيض مع تفصيلة كبيرة على شكل لجام حصان فضّي، من Gucci
هل يمكنك تقديم بعض النصائح للممثّلات الطموحات، خاصةً من المملكة العربية السعودية، اللواتي يتطلّعن إلى رحلتك وإنجازاتك؟
كوني صادقة مع شغفك ولا تقلّلي أبداً من قوّة المثابرة. اغتنمي كلّ فرصة للتعلّم والنمو وسرد القصص التي تهمّك.
غالباً ما يوصف أسلوبك بأنّه فريد وآسر. كيف يمكنك تحديد أسلوبك الشخصي في مجال الموضة، وما هي الصيحات أو العناصر التي أنت مهووسة بها حالياً؟
لقد كان أسلوبي الشخصي في الموضة دائماً انعكاساً لشخصيتي وقيمي. أعطي الأولوية للملابس التي تتوافق مع معتقداتي وثقافتي ونوع جسدي. على الرغم من أنّني لا أتبع اتجاهات محدّدة، إلا أنّني أنجذب نحو القطع الخالدة التي تنضح بالثقة والرقي. في نهاية المطاف، الموضة بالنسبة لي هي وسيلة للتعبير عن الذات والتمكين، بدلاً من التوافق مع الاتجاهات العابرة.
في جلسة التصوير هذه، ما هو العنصر الذي أحببته أكثر من سواه؟
كانت جزمة Gucci مريحة للغاية وخالدة...
سترة Camel منقوشة بالكامل بحروف GG، مع تفاصيل فيونكة برتقالية متباينة وأكمام قابلة للفصل؛ تنورة طويلة من الحرير الأسود مع كورسيه Duchesse Basque؛ حقيبة كتف بسلسلة متوسطة مصنوعة من قماش GG الأصلي باللون البيج والأبنوس مع شريط ويب من الحرير المضلّع باللون الأزرق والأحمر والأزرق وتفصيلة كبيرة على شكل لجام حصان فضّي ـ كلّه من Gucci
ما هي أغلى ممتلكاتك؟
أحد أغلى ممتلكاتي هو زوج من الأقراط الماسية الموروثة من جدتي. لديه قيمة عاطفية هائلة بالنسبة لي.
هل لديك أي روتين للعناية بالجمال أو العناية بالبشرة يجعلك تبدين متألّقة، خاصةً مع جدول أعمالك المزدحم؟
السرّ الرئيسي للعناية بالبشرة، خاصةً مع جدول أعمالي المزدحم، هو الحفاظ على نظام غذائي صحي. ما تضعينه داخل جسمك ينعكس على الخارج. إنّ الحفاظ على رطوبة الجسم وتناول الأطعمة الغنية بالمغذيات وممارسة اليقظة الذهنية في روتيني اليومي هي طقوس الجمال والعناية بالبشرة التي أتبعها والتي تساعدني على الظهور والشعور بالتألّق.
طرقك المفضّلة للاسترخاء والراحة؟
بعض الطرق المفضّلة لدي للاسترخاء والعثور على السلام الداخلي هي من خلال التأمّل، والانغماس في ملاذات الطبيعة، وببساطة مراقبة النجوم. أجد أنّ أبسط الأشياء غالباً ما تجلب أعظم الفرح والتجديد في حياتنا المزدحمة.
أبيض فضي، أكمام قصيرة، رقبة عالية، قميص ليكرا لامع مع تطريز بالترتر؛ تنورة متوسطة الطول من الصوف الجاف باللون الرمادي، مع تفاصيل جلدية متباينة وقطع معدنية على شكل لجام حصان؛ حقيبة كتف بسلسلة متوسطة من الجلد باللون الفضي مع تفصيلة كبيرة على شكل لجام حصان فضّي ـ كلّه من Gucci
ما هو الشيء الوحيد الذي لا يمكنك مقاومته؟
حسناً، هناك شيء لا يقاوم بشأن قوّة رواية القصص. سواء كان ذلك من خلال الأفلام، أو الكتب، أو الأحاديث مع أشخاص من مختلف مناحي الحياة، فلطالما انجذبت إلى القصص التي تعكس التجربة الإنسانية، ونضالاتنا، وانتصاراتنا، وقدرتنا على التعاطف.
لا أستطيع مقاومة قصة جيدة، خاصة تلك التي تلقي الضوء على تعقيدات العالم وقوّة الروح الإنسانية. وهذا ما جذبني في البداية إلى التمثيل، ثمّ قادني لاحقاً إلى صناعة الأفلام. تتمتّع القصص بالقدرة على خلق التواصل في ما بيننا، وإلهام التغيير، وتذكيرنا بإنسانيتنا المشتركة.
أخيراً، هل يمكنك أن تشاركينا نصيحة واحدة تتعلّق بالموضة أو الأسلوب تعتمدينها في حياتك، وهو أمر تعتقدين أنّ كلّ امرأة يجب أن تعرفه عن المظهر والشعور بالثقة؟
في نهاية المطاف، اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام هي نصائحي المفضّلة للأزياء والأناقة. الشعور بالثقة ببشرتك هو أساس أي مظهر، والعناية بجسمك هي المفتاح لتحقيق تلك الثقة. إنّه نهج خالد أعتقد أنّه يجب على كلّ امرأة أن تتبنّاه.
سترة Camel منقوشة بالكامل بحروف GG، مع تفاصيل فيونكة برتقالية متباينة وأكمام قابلة للفصل؛ تنورة طويلة من الحرير الأسود مع كورسيه Duchesse Basque؛ حقيبة كتف بسلسلة متوسطة مصنوعة من قماش GG الأصلي باللون البيج والأبنوس مع شريط ويب من الحرير المضلّع باللون الأزرق والأحمر والأزرق وتفصيلة كبيرة على شكل لجام حصان فضّي ـ كلّه من Gucci
--------------------------------
تصوير: Amer Mohamad
توجيه إبداعي وتنسيق: Carmel Harrison
ماكياج: Manuel Losada
تصفيف الشعر: Betty Bee
ساعد في التنسيق: Meghna Mohan
الموقع: Me Dubai Hotel