زهرة الغامدي الفنّانة المعاصرة التي اشتهرت بأعمالها المرتبطة بالأرض والتي تخلق تركيبات خاصة بالمواقع، تسعى إلى استحضار الذكريات والتفكير. ولدت الغامدي في "الباحة" بالمملكة العربية السعودية، وهي تتعمّق في الثقافة، والهوية، وعلاقتنا مع الأرض الأم، والذكريات التي لدينا في الماضي والحاضر. شاركت في العديد من المعارض الجماعية في باريس، وبرلين، ولندن، وأبو ظبي، والبرازيل، كما أقامت معارض فردية في جدّة ودبي والمملكة المتحدة. "باعتباري فنّانة معاصرة، أستكشف الذاكرة والتاريخ من خلال الهندسة المعمارية التقليدية، التي تفيدني جداً كوسيلة مهمّة في أعمالي التي تخصّ الموقع. تقول: "تتضمّن عمليتي الإبداعية مجموعة دقيقة من المواد الطبيعية مثل الأرض، والطين، والصخور، والجلود، والماء".
بعد توقّف السعوديّة عن مشاركتها الأولى في بينالي البندقية عام ٢٠١١، شاركت زهرة الغامدي في الدورة الثامنة والخمسين للبينالي عام ٢٠١٩ بعمل بعنوان "بعد الوهم" والذي أشار إلى موضوع "دمتم في زمن ممتع". سلّط عملها الضوء على المملكة العربية السعودية، ولفت الانتباه إلى البلاد ومواهبها الهائلة.
أخبرينا عن نفسك؟
لقد نشأت في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية وانتقلت إلى جدّة حيث أكملت درجة البكالوريوس في الفنون الإسلامية في جامعة الملك عبد العزيز. أحمل درجة الماجستير في الحُرَف المعاصرة من جامعة Coventry بإنكلترا، ودرجة الدكتوراه في التصميم البصري والفنون. تتناول أطروحتي للدكتوراه وتحلّل الهندسة المعمارية المحلية التقليدية في جنوب غرب المملكة العربية السعودية ضمن أطر معاصرة.
ما الذي ألهمك للعمل بشكلٍ خاص بالجلد، والطين، والماء، والتراب؟
نشأت في الطبيعة في جنوب غرب المملكة العربية السعودية، وقد كانت لي مصدر تأمّل وإلهام. إنّها تغرس شعوراً بالطاقة والقوة في النفس الإنسانية، ممّا دفعني إلى استخدام المواد الطبيعية مثل الأغصان، والأشواك، والجلود، وبقايا المواد التالفة.
ما هي الرسالة التي ترغبين في نقلها من خلال هذه المنشآت والمشاريع؟
تهدف أعمالي الفنّية إلى نقل "الذاكرة الكامنة" وتوضيح موضوعات الهوية الثقافية، والذاكرة، والخسارة من خلال المعالجات المعاصرة والوسائط المبتكرة.
ماذا اكتشفتِ من تجربة بينالي البندقية عام ٢٠١٩؟
لقد سمح لي هذا الحدث الفنّي الكبير باستكشاف أعمال فنّية متنوّعة وملهمة من جميع أنحاء العالم. لقد تعلّمت الكثير عن استخدام الفنّ كوسيلة لاستكشاف المفاهيم المجرّدة والفلسفية. أدركت كيف يمكن للفنّ أن يحفّز الجمهور على التفكير بطرقٍ جديدة ويتحدّى افتراضاتهم حول الواقع. لقد أثّرت هذه التجربة بشكلٍ عميق على نظرتي للعالم وتقديري لقدرة الفنّ على معالجة القضايا المعقّدة والتفكير بطريقة غير مألوفة، خارج الصندوق.
ما الذي تهدفين إلى تحقيقه من خلال عملك؟
هدفي هو إلهام وتحفيز الإبداع العالمي والمحلي، ممّا يجعل أعمالي الفنّية بوابة للتجريب والابتكار في الفنّ السعودي المعاصر. كما أهدف إلى تعزيز التطوّر والاحتراف في المشهد الفنّي السعودي ورفع الوعي الثقافي والفنّي لدى الجمهور المحلي والعالمي.
ما الذي تعملين عليه حالياً؟
أشارك في العديد من المشاريع محلياً ودولياً. أقوم باستمرار بمواءمة رؤيتي سنوياً للتكيّف مع الأحداث والفرص الفنّية المتطوّرة.
ما الذي تودّين رؤيته يتغيّر بالنسبة للمرأة العربية، من حيث الفنّ والثقافة، على نطاق عالمي؟ أنا لا أسعى إلى التغيير في حدّ ذاته؛ بدلاً من ذلك، أرغب في أن تتحلّى المرأة العربية بالقوّة والشجاعة، وأن تعبّر بجرأة عن الجوهر الحقيقي لثقافتها ورؤيتها الفنّية دون تحيّز أو الحاجة إلى التوافق مع توقّعات الآخرين.
أحب زيارة... الأماكن الهادئة حيث يمكنني عزل نفسي والاستمتاع بالعزلة.
شخص واحد لا أستطيع العيش بدونه... والدتي.
أخلاقيات عملي هي... الحفاظ دائماً على المصداقية والالتزام.
البودكاست الذي يجدر الاستماع إليه هو... "فنجان" بقلم عبد الرحمن أبو مالح.
شعاري في مجال اللياقة البدنية هو... المشي.
أحافظ على التوازن بين عملي وحياتي من خلال... تنظيم وقتي بشكلٍ فعّال وإعطاء كلّ جانب من جوانب حياتي حقّه.
موهبتي الأقل شهرة هي... الطبخ.