حملت الدكتورة مريم محمد فاطمة مطر على عاتقها مسؤولية التثقيف العام والتوعية من الاضطرابات الوراثية في منطقة الشرق الأوسط، بهدف الوصول إلى جيل واعٍ، مدرك لأهمية اتّباع نمط حياة صحيّ. هي إحدى الرائدات في مجال الرعاية الصحيّة، تخصّصت في علم الجينات واستطاعت أن تضع دولة الإمارات العربية على الخريطة العالمية للبحث الجيني والابتكار، ولعبت دوراً رائداً في وضع تشريعات جديدة على المستوى الحكومي.
علم الجينات وتأثيره في صحّة الإنسان وعمره، مواضيع نناقشها مع الدكتورة مطر في هذا الحوار.
بداية، ما الذي دفعك إلى اختيار علم الجينات؟
كانت والدتي، ولا تزال، الداعم الأكبر لي، كما أن جدّتي، رحمها الله، كانت تمارس الطبّ الشعبي، ومن هنا ولد شغفي بالطب. أردت في البداية أن أتخصّص في الجراحة التجميلية إلا أن عملي كطبيبة في مستشفى راشد- قسم التلاسيميا (وهو نوع من أنواع الأنيميا الوراثية)، دفعني إلى التوجّه نحو اختصاص علم الجينات.
كيف بدأت مسيرتك العلمية وما هي الإنجازات التي حقّقتها؟
درست الطبّ في جامعة الإمارات في دبي، وحصلت على شهادة البكالوريوس عام 1998، سافرت بعدها إلى بريطانيا لإتمام الدراسات العليا في الجامعة الملكية البريطانية ثم إلى واشنطن لمتابعة البحوث العلمية ومنها إلى اليابان حيث أصبحت أول طبيبة عربية وإماراتية تحصل على شهادة الدكتوراة في علم الجينات والوراثة. وانطلاقاً من دراساتي وخبراتي، استطعت أن أحقّق إنجازات مهمة أبرزها: وضع تشريع يقضي بإجراء الفحوصات قبل الزواج، إجراء الفحوصات الجينية لحديثي الولادة والاختبارات الوراثية الوقائية، تأسيس جمعية الإمارات للأمراض الجينية عام 2004 وتأسيس 15 جمعية أخرى غير ربحية ذات نفع عام تضمّ أكثر من ألف متطوّع ومتطوّعة.
ما الفرق بين عمر الإنسان الزمني وعمره البيولوجي؟
العمر الزمني هو العمر المتعارف عليه في شهادات الميلاد مثل تاريخ الولادة وسنوات العمر المعدودة للإنسان، أما العمر البيولوجي فتحدّده صحّة الخلايا وكفاءتها ووظائفها في الجسم.
كيف يمكن لعلم الجينات التأثير في عمر الإنسان؟
يؤثر علم الجينات في العمر البيولوجي للإنسان وفي جوانب مختلفة من حياته، فالعامل الوراثي يشير إلى احتمال إصابة الشخص بمرض مزمن، ولكن يمكن تدارك الأخطار والتخفيف من هذا الاحتمال عبر اتباع نمط حياة صحي، تشكّل فيه الرياضة جزءاً أساسياً، مع الابتعاد عن الضغوطات النفسية.
ما هو الطب التجديدي وما العلاجات التي يقدّمها؟
الطب التجديدي موجود منذ عشرات السنين وهو يهدف إلى تجديد الخلايا وتنشيطها، وبالتالي يعزّز جهاز المناعة فيصبح الجسم قادراً على مقاومة الأمراض والوقاية منها. وهو يقدّم علاجات عدّة منها:
- العلاج بالخلايا الجذعية من خلال توليد خلايا سليمة تحلّ مكان الخلايا المريضة، ويتم استخراجها من أماكن عدّة أهمها المشيمة والنخاع العظمي والسائل الذي يحيط بالجنين وجذور الأسنان اللبنية تحديداً.
- العلاج بالخلايا القاتلة الطبيعية وهي نوع من أنواع خلايا الدم البيضاء التي تساعد في تحفيز جهاز المناعة.
- العلاج بالبلازما الغنيّة بالصفائح الدموية وهو يستخدم في التخلص من علامات الشيخوخة وفي ترميم البشرة.
- الحقن التجديدي وهي تقنية مستخدمة في يومنا هذا تهدف إلى علاج مشكلة هشاشة العظام والأوتار والمفاصل.
ما هي نصائحك للحفاظ على صحّة شابة؟
الابتعاد قدر الإمكان عن الضغوطات النفسية وممارسة رياضة التأمل، الحصول على القسط الكافي من النوم، ممارسة الرياضة (المشي) نصف ساعة يومياً، شرب كميّات كافية من الماء، الابتعاد عن التدخين الذي يؤثر على عملية تدفق الدم في الأوعية الدموية.
حققت الكثير من الإنجازات، ما هو الإنجاز الأقرب إلى قلبك ولماذا؟
بفضل الله استطعت تحقيق إنجازات مهنية كثيرة داخل الإمارات وخارجها. إلا أن الأمومة بالنسبة إليّ هي الإنجاز الأكبر، فابنتي هي صديقتي وأنيستي والأسرة أهم إنجاز في حياة الإنسان، ولولا دعم أسرتي الدائم لي لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم.