أقامت مصمّمة الأردنية عبير جيّوسي في دبي لسنين طويلة ومن ثم انتقلت إلى العاصمة الأردنية عمّان حيث أسسّت علامة العبايات "حواء قفطان" التي تتميّز بالفردية والعصرية.
وخلال زيارتها الأخيرة لدبي، كان لنا هذا اللقاء الحصري معه للتعرّف أكثر إلى روح العلامة
ELLE Arabia: حدثينا عن بدايتك؟
عبير جيّوسي: أحببت التصميم منذ الصغر كون والدتي كانت تحب الخياطة والتفصيل وكنت اتابع ذوقها الرفيع، كما وجودي بدبيسمح لي بأن اتعرّف على أجود أنواع الأقمشة، بما أن دبي منفتحة على العالم بأسره ممّا جعلني اتقن التعامل مع الأنسجة بنظرة محترفة. وعندما إنتقلت الى عمّان وبعد التقاعد، قرّرت أن أقوم بعمل أحبّه أي شعفي. وفي الصيف، عندما بدأت أذهب الى الكثير من الأعراس وحفلات الحنّة، لاحظت أن الفتيات والسيدات يرتدين العبايات الجميلة ولكن غير مريحة التي لا تستطيع التحرّك بها مما حثني اكثر لدخول هذا المجال الذي أحبّه كثيراً. ابتدأت في شهر نوفمبر عام 2018 ابحث عن أقمشة في الأسواق الردنية، كما سافرت إلى بيروت ومصر وتعمّقت أكثر وأكثر في أنواع الأقمشة. قمت بتصنيع بعض العبايات في مصر حيث ساعدني كثيرأ رجل لبناني يمتلك مشغله الخاص والذي أود أن أوجه له الشكر، كما صمّمت بعضها في الأردن.
كيف تبدأ عملية التصميم؟
قد استيقظ من النوم ولدي فكرة عن تصميم معيّن. فعندما تخطر ببالي فكرة أجسّدها على الورقة والقلم وبعدها أحدّد نوع القماش الذي أريد أن أعمل به، وبعض الأحيان يلفتني نوع قماش معين يلهمني بتصميم جديد. أبدأ برسم بدائي ثم أطوّره شيئاً فشيئاً ولكني أميل إلى البساطة في التصميم مع المحافظة على الأناقة والفردية. أحب أن ترتدي تصاميمي كل من الفتيات الشابات والسيدات، ولذلك أدمج بين عدة أنواع من الأقمشة والخامات، مثل الأورغانزا والشيفون والكريب والشانتون والقطن بالإضافة للتخاريج والأكسسوارات مما يضفي الكثير من الأناقة والعصرية إلى تصاميمي.
ما رأيك بموضة العبايات الرائجة حالياً؟
في البدء، كنت اراقب الألوان السائدة في الموسم القادم بالطبع مع ذةقي الخاص. هناك العديد من التصاميم التي تناسب مختلف الأذواق. عندما بدأت مهنتي كمصمّمة عبايات، بالطبع الهمتني الموضة العالمية وموضة العبايات في بلادنا من حيث الألوان والتصاميم ولكن اهدف لأن تكوني تصاميمي فريدة ولا تشبه غيرها، لذا هناك لمستي وإلهامي الخاص. صمّمت بعض العبايات المتفاوتة الطول، والمزيّنة على الأكمام وليس العبايات التقليدية.
عندما تصمميم مجموعة معينة هل يكون لديك قطعة أجمل من أخرى (بالنسبة لك)؟
أكيد أكيد! هناك تصاميم تفوق التوقعات، فتجعلني أنغرم بها أكثر من غيرها، ولكن طبعاً أنا أحب كل تصاميمي فهي تخصني. وبحال بدا التصميم بعد التنفيذ لا يتماشي مع ما كنت اتمنّى الحصول عليه، أقوم بتغييره على الفور. احب الدقّة ولا أقبل إلاّ أن تكون قطعي مميزة.
هل تأثّرت تصاميمك بالثقافة الأردنية ؟
لحد اليوم، لم أدخل الأردن وثقافتها في تصاميمي، ولكن بما أن الأردن بلد صحراوي، لذا من الممكن أن يكون هناك عبايات بالألوان الترابية من إلهام التراث والطبيعية الأردنية. بصراحة، تكثر التصاميم المستوحاة من التراث الأردني والفلسطيني في الأسواق وأنا لا أحب التقليد أو التكرار، لذلك أبحث عن أفكار جديدة وعصرية بعيدة عما هو متواجد في الأسواق. ربما فيما بعد...
برأيك، هل تختلف تصاميمك التي تخص منطقة الخليج عن التصاميم التي تخص البلاد العربية الأخرى؟
المرأة الخليجية إمرأة منفتحة وملمّة بالموضة، وتريد القطعة الحديثة والعصرية، قطعي تناسب كل النساء في الشرق الأوسط.
هل تخصصين العروس بقطعة تريد أن تصممها على ذوقها. أم عليها أن تختار من القطع الموجوة أصلاً؟
أنا أحترم أن لكل سيدة ذوق، وتحب أن تكون لها لمسة خاصة خصوصاً في يومها الكبير، لذا نعم آخذ بعين الإعتبار ما تحب وأصمم وأضيف بعض التفاصيل ولكن أساس القطعة فكرتي ولمستي.
هل من الممكن أن تصممي للأطفال والرجال؟
نعم، أنا أحضر لهذا الموضوع وهو تصميم عبايات للفتيات الصغيرات، حتى تصاميم متشابهة بين الأم وإبنتها الصغيرة. أمّا بالنسبة للرجا، فهذا المجال بعيد عنّي.
كم تأخذ عملية التصميم وقت؟
بين الفكرة، والرسم، والتصميم، والحياكة الى النهاية ممكن أسبوعين على حسب طبعاً، ولكن كما سبق وذكرت، لن أقبل بقطعة أراها غير مناسبة أو غير متكاملة بكل تفاصيلها.
من تحبين من المشاهير والشخصيات أن ترتدي تصاميمك؟
عليها أن تكون بسيطة بلبسها، أي سيدة بسيطة وعصرية، مثلاً جوليا روبرتس لو ستحضر مناسبة شرقية أو الملكة رانيا لأنها تحب البساطة والأناقة. أشعر أن تصاميمي كثيراً بجوليا روبرتس لأنها بسيطة وأنيقة وأحس أن تصاميمي تليق بها. أختي رولا أيضاً، لأنها أمرأة تسعى إلى الأناقة البسيطة.
ما هو شعارك في الحياة؟
أن تحبين نفسك، وتتصرّفي على طبيعتك وأن لا تضعي أي عائق أمام طموحاتك، وأن تكوني مثابرة وواثقة بنفسك، وبهذه الطريقة ستبرعين.
نلاحظ أن بعد القطع فيها الكثير من التنوع، ما تعليقك؟
نعم، لأنني أسافر إلى أكثر من بلد من أجل تصميم قطعي، مثلاً هناك قطعة متميّزة، القماش من مصر، الكلفة من بيروت أو دبي أو الأردن، ليس من الشرط أن تكون العباية مصمّمة من بلد واحد، كما سبق وقلت أنا أحب أن أدمج أنواع القماش. وهنا أريد أن أنوه أنني لا أصمم نفس العباية مرّتين، من كل عباية تصميم واحد فقط وقياس واحد فقط.
هل درستي الرسم؟
لا، ولكنني أرسم طبعاً، أنا درست إدارة الأعمال وكنت معلّمة لغة عربية في الأردن.
من هو مصممك المفضل في الوطن العربي؟
أحب بعض تصاميم إيلي صعب، وبعض تصاميم جورج حبيقة، أنا بعيدة كل البعد عن التصاميم المعقّدة والتي تحتوي على الكثير من التفاصيل .
ما هي ألأوانك المفضلة؟
أحب الألوان الترابية، والأزرق والأخضر.
أين ترين نفسك بعد 10 سنين؟
أحب أن أعرض أزيائي وعباياتي خارج الوطن العربي. إن مصمّمين العرب بارعين جداً ويسعدني حينما أرى التصاميم العربية على السجادة الحمراء. لقد تعاملت مع الكثير من الأجانب، وهم يحبّون عباياتنا كثيراً.
ما هي النصيحة التي تحبين أن تقدمينها للشابات اليافعات؟
(تضحك)، بصراحة جيل اليوم يعرف ماذا يريد من دون أخذ نصيحتنا، ولكن أنصحهم بأن يقوموا بما يحبوه من إختصاص وهوايات، وأن يثقن بأنفسهن ولا يخفن من أي شيء.
حاورتها ندى قبّاني
تصوير: غسان لقمان