مع الكشف عن مجموعة Nature Sauvage للمجوهرات الراقية في فيينا، يتحدّث مدير التسويق والاتصالات الدولي ذو الخبرة في Cartier، أرنو كاريز، عن العالم البرّي والخيالي الذي ابتكرته الدار.
بدأت قصتك مع Cartier عام ١٩٩٧، أي منذ ٢٧ عاماً تقريباً، ومنذ ذلك الحين تعاملت وعملت في أسواق مختلفة لصالح الدار. كيف كانت تلك الرحلة؟
حسناً، لقد قضيت في الخارج وقتاً أطول من الذي أمضيته في باريس، ما يقارب ١٥ عاماً في بلدان وقارات مختلفة من أميركا إلى آسيا وأوروبا، وكان لذلك تأثير كبير على هويتي. أعتقد أنّ هذا خلق لدي وجهة نظر مختلفة عن أولئك الذين عاشوا في باريس والذين نشأوا وبقوا مع نفس الأشخاص طوال حياتهم. لقد منحني التواجد وسط عدد كبير ومتنوّع من الناس والتعاطي معهم المزيد من الإبداع والإلهام. لقد قضيت أوقاتاً رائعة في اليابان، والمكسيك، وهونغ كونغ وغيرها، وتعرّضت لتجارب مختلفة، واكتسبت نظرة جديدة عن أشياء مختلفة في الحياة وهذه كلّها شكّلتني وجعلتني على ما أنا عليه اليوم.
ما الذي جلب Cartier اليوم إلى فيينا، ولماذا اخترت هذه المدينة لعرض مجموعة المجوهرات الراقية الجديدة Nature Sauvage؟ ولما لا فيينا؟!
علينا أن نختار المدن التي تكون فيها التجربة الشاملة أكبر من الحياة أو تتجاوز المعرض نفسه وهذا بالطبع في أعلى سلّم أولوياتنا. لدى هذه المدينة دائماً ما تقدّمه لمدعوّينا وضيوفنا، وفي السنوات الماضية كنا في أوروبا، وكومو، ومدريد، وفلورنسا، وراودتنا فكرة فيينا وكنّا نتحدّث عنها منذ بعض الوقت؛ لكنّنا أردنا أن يقام الحدث بالتزامن مع تجديد المتجر.
إذن، كان هناك جاذبية فورية؟
فيينا مكان للفنّ والثقافة. نحن نحبّ فيها ذلك التوازن بين الهندسة المعمارية والحداثة، وخاصةً جودة المتاحف واللوحات الفنّية هنا. المدينة غنيّة، وكثيفة معالمها للغاية، ويسهل فيها التنقّل وتجربة كلّ شيء بشكلٍ جيد جداً. لدينا الكثير من الصحفيين والعملاء الذين لم يروا الكثير هنا، لذا كانت هذه أفضل فرصة لجعل ضيوفنا ينغمسون في عروض فيينا. وأخيراً، إنّ الدار على صلة جيدة بالمدينة؛ على ما يبدو، جاء لويس كارتييه إلى هنا عام ١٩٣٧ عندما انتقل إلى المجر وعاش فيها مدّة أربع سنوات ومن هناك جاء إلى فيينا وزار عدّة أماكن بما فيها المتحف الذي استضافنا ونظّمنا فيه حدثنا الخاص هذا.
لماذا أُطلق عليها اسم Nature Sauvage وما هو الإلهام وراء ذلك؟
تتألّف هذه المجموعة من مزيج فريد من القطع غير المسبوقة وهي تجسّد روح Cartier التي تدور حول إعادة اختراع نفسها ودفع حدود الإبداع. والفرق الكبير بين هذه المجموعة مقابل المجموعة السابقة هو أنّها تركّز في المقام الأول على إعطاء منظور جديد حول موضوع الحيوان ـ وهو أمر عزيز جداً على الدار وأحد الركائز الأساسية لعناصر Cartier. هذا العام، تتمحور الأمور حول إعادة اختراع التعبيرات التقليدية لـ La Panthère والحيوانات الأخرى بطريقة قويّة وجريئة تؤدّي إلى ولادة بعض الحيوانات التي تمتزج مع الطبيعة المحيطة بها. إنّه أيضاً إعادة تفسير لبعض التعبيرات التقليديّة، مثل القلادة التي تحمل صورة الحمار الوحشي ـ انعكاس مثالي لكيفيّة دفعنا لحدودنا. بالنسبة لـ Nature Sauvage، فإنّ الاسم لا يمثّل أهميّة كبيرة بالنسبة لنا، بل يتعلّق بالموضوع. إذا نظرتِ إلى الموضوع السابق مثل Le Voyage Recommencé، فستجدين أنّه يحتوي على منظور مختلف للمجوهرات الراقية، لذلك لا أهميّة كبيرة للاسم بل لفلسفة وطريقة صنع مجوهرات Cartier الراقية.
هل يمكنك إخبارنا المزيد عن تعيين ديبيكا بادكون كسفيرة عالميّة؟
يسعدني ويشرّفني أن تكون ديبيكا الوجه الجديد لمجموعة المجوهرات الراقية هذه. لقد قمنا بتطوير ورعاية علاقتنا معها منذ ما يقارب عامين. إنّه تعاون غني والمجموعة تدور حول بناء الأشياء على المدى الطويل. يتمحور الأمر حول التلاقي، وإيجاد بعضنا البعض وإثراء العلاقة. لقد قمنا بدعوة ديبيكا إلى بعض الأحداث لجعل هذه العلاقة أكثر أصالة وذات مغزى مما أدّى إلى هذا المشروع الجميل اليوم في فيينا. إنّها المرأة المثالية لتجسيد هذه المجموعة. في Cartier، نقول دائماً أنّ الإنسانية هي مصدر إلهامنا، والعالم من حولنا، ولهذا السبب تحظى ديبيكا بشهرة واحترام عالميين، وهو شرف عظيم أن تكون ضمن فريقنا.
هل هناك أي معايير محدّدة تُستخدم لاختيار سفراء مجوهرات Cartier الراقية؟
عندما ننظر إلى أصدقاء الدار، نجد أنّ المشاهير الذين نعمل معهم، بعضهم معروفون جداً والبعض الآخر أقل شهرة. لا يتعلّق الأمر حقاً بما إذا كانوا أثرياء أو أنّ قاعدة معجبيهم معروفة، بل يتعلّق بمواهبهم وجميع الذين عملوا معنا موهوبون في مجالهم الخاص. وكما قلت، فإنّهم يجسّدون قيم العالمية والكرم في مجالاتهم المختلفة. التنوّع معيار مهم بالنسبة لنا. لا نريد أن يكون للدار وجه واحد فقط، بل يمكن أن يكون هناك وجوه متعدّدة، وفئات عمرية مختلفة، ومناطق مختلفة، ولكن القاسم المشترك هو أنّنا نبني علاقات لفترة أطول. أفضل مثال هي مونيكا بيلوتشي، فنحن نعمل معاً منذ أكثر من ٢٠ عاماً. تعدّ رعاية جميع العلاقات مع فنّانين مختلفين إحدى الأيديولوجيّات الرئيسية لدار Cartier من أجل الحفاظ على تعاون غني طويل الأمد مع كلّ من يرتبط بالعلامة التجارية. كما أنّنا لا نجمع الأشخاص الذين نعمل معهم ونضعهم في صناديق، مما يعني أنّ بعضهم يعمل في مشاريع محدّدة ـ ورامي مالك مثال جيد على ذلك. منذ بضع سنوات، بدأنا ببناء علاقة معه لحفل توزيع جوائز الأوسكار وقمنا بتعزيز العلاقة بشكلٍ عضوي، حيث تمّت دعوته إلى فعاليات Clash de Cartier في باريس عام ٢٠١٩ وشارك أيضاً في جناح المرأة في Expo City Dubai.
ما هي الخطوة التالية بالنسبة لدار Cartier؟
أشياء كثيرة في الطابور! بعد معرض المجوهرات الراقية في فيينا، سيكون لدينا فصول جديدة من Trinity بعد احتفال Trinity الذي بدأ في مدينة نيويورك، ولندن، وباريس. ستكون الفصول التالية في سنغافورة، وشانغهاي، وطوكيو مع الفصل الأخير في ميامي في ديسمبر، لذلك لدينا أربعة احتفالات كبيرة ستحدث على مدار العام وحتى الآن، النتائج في Trinity أعلى من توقّعاتنا. لدينا أيضاً معارض في متحف اللوفر أبو ظبي، وآخر في سيول يضمّ أكثر من ٣٠٠ قطعة من إبداع يوجي ياماموتو، وثالث في تايلاند. نحتفل هذا العام أيضاً بالذكرى الأربعين لقيام مؤسّسة كارتييه للفنّ المعاصر، والعام المقبل سيتمّ افتتاح فرع جديد لها. لذا، تبدو السنة مكثّفة النشاطات ومزدحمة للغاية!