بدأت مبادرة لوريال-اليونسكو "من أجل المرأة في العلم" قبل 20 عاماً، ومنذ تأسيسها وهي تهدّف إلى تمكين المرأة في مجال العلوم وتسليط الضوء على قيمة إنجازاتها في مجال العلم ويُكرّم البرنامج 5 من العالمات البارعات كل عام. في حوار خاص لنا بدبي مع الدكتورة أشواق البخاري، إحدى الفائزات في هذه المبادرة،
تشرح لنا عن أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء ومدى أهمية الكشف المُبكر عن السرطان. تتخصص الدكتورة أشواق البخاري في علم الأورام في جامعة الملك عبد العزيز بجدة.
Elle Arabia: لماذا اخترتِ هذا المجال بالتحديد؟
الدكتورة أشواق البخاري: بدأ حبي لمادة العلوم منذ صغري، فكنت أحلم بأن أصبح عالمة في يوم من الأيام. إلى جانب هذا، كنت مهتّمة بالفن والتصميم. لفتت انتباهي إحدى أقاربي أنه يوجد مرضى تحتاج للمساعدة واستشارة الأطباء للتخفيف عنهم مما أثر فيا كثيراً وجعلني أقرر أن أتجه إلى مجال العلوم واستكمل دراستي فيه خصوصاً مرض السرطان. فأنا أُشبع رغباتي كوني أعمل بمجال العلوم وفي نفس الوقت أساعد المرضى للتوصل لعلاج فعّال للتعافي من هذا المرض.
Elle Arabia: اخبّرينا أكثر عن التعاون بينك وبين مبادرة لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم.
الدكتورة أشواق البخاري: سمعت عن هذه المبادرة منذ عدة سنوات وبدأت بالقراءة أكثر عنها. هذه السنة قررت أن أتقدم للمشاركة فيها لتكون خطوة جديدة لعمل أبحاث مختلفة.
Elle Arabia: كلمينا أكثر عن تفاصيل البحث الخاص بكِ.
الدكتورة أشواق البخاري: أنا مهتمة بعمل أبحاث عن السرطانات النسائية بالأخص سرطان الثدي وسرطان المبيض وهم مرتبطين ببعض نوعاً ما. بالنسبة لسرطان المبيض فأنا أحاول أن أجدّ دلائل حيوية للكشف المُبكر عنه، فهو من أكثر أنواع السرطانات النسائية انتشاراً في العالم وعلى مستوى الخليج العربي خاصاً السرطانات العائلية أو الوراثية التي تنتشر في هذا الجزء من العالم. في بعض الحالات يتّم استئصال المبيض أو قناة فلوب، كإجراء وقائي مما يؤثر بشكل سلبي على هرمونات ونفسية المرأة. هذا يحدث لأنه حتى الآن لا يوجد نظام للكشف المُبكر عن سرطان المبيض مثل سرطان الثدي. الهدف من بحثنا هو خلق نظام لدراسة المراحل الأولى لسرطان المبيض الذي ينشأ في قناة فلوب ثم يبدأ بالتكون في المبيض. نحتاج للتعرف على تفاصيل أكثر مثل كيف يتكون السرطان وما هي التغيرات التي تحدث له حتى نتوصل إلى فرص علاج مختلفة.
Elle Arabia: في أي مرحلة من البحث أنتم الآن؟
الدكتورة أشواق البخاري: نحن في مراحل مبكرة من البحث، بدأنا بتجميع الخلايا وتحويلها من 2D إلى 3D وتوفير أفضل بيئة لهذه العملية للتوصل إلى أفضل النتائج.
Elle Arabia: برأيك ما هي المدّة الزمنية التي تحتاجينها للتوصل للنتائج المرجوة؟
الدكتورة أشواق البخاري: من الصعب تحديد فترة زمنية معيّنة لهذا البحث، فكل خطوة نقوم بها يجب التأكد من نتائجها أكثر من مرة قبل الإعلان عنها.
Elle Arabia: هل أنت مع استئصال أو مع علاج الخلايا السرطانية؟
الدكتورة أشواق البخاري: يعتمد هذا القرار على حالة المريض: هل الورم موجود في جزء من المبيض وانتشر فيه كله. يجب أن يشرح الطبيب بالتفصيل للمريضة حالتها ونوع العلاج الأفضل لها. هناك توجه عام الآن لعلاج كل مريض على حسب حالته من دون التعميم حتى يستفيد بأكثر قدر ممكن من العلاج.
Elle Arabia: ما هو أفضل حل في حالة الكشف المُبكر؟
الدكتورة أشواق البخاري: حالياً، لا توجد أي وسيلة للكشف المُبكر ولكن إذا توفّر هذا في المستقبل سيساعد على تفادي استئصال المبيض واكتشاف المرض في المراحل الأولى له مما يُسهل التحكم فيه والقضاء عليه. الخلايا السرطانية عندها القدرة على الخروج من المكان الذي تتجمع فيه لتنتشر في كل أعضاء الجسم لذلك يجب احتوائها في مراحل مُبكرة.
Elle Arabia: ما هو سبب زيادة انتشار مرض السرطان مؤخراً؟
الدكتورة أشواق البخاري: بالفعل هو مُنتشر ولكن أيضاً الأبحاث المُستمرة تساعد على وجود خطط فعّالة للمرضى مما جعل فرص الشفاء أكثر من الأول. عوامل الإصابة بالسرطان كثيرة فهي تختلف من بيئة لأخرى ومن شخص لأخر، فبعض الناس أكثر عُرضه للإصابة بمرض السرطان.
Elle Arabia: هل تختلف خصائص الخلايا السرطانية للمرأة من عمر لآخر؟
الدكتورة أشواق البخاري: لا تختلف الخلايا السرطانية من عمر لآخر ولكن خصائصها تختلف من شخص لآخر.
Elle Arabia: ما هي نصيحتك للمرأة؟
الدكتورة أشواق البخاري: الاهتمام بالصحة والتوازن. لا تمنعي نفسك من أي شيء في الحياة ولكن حاولي بقدر الإمكان أن تكون اختياراتك صحية وابتعدي عن المُلوثات. أيضاً، لا يجب أن تُهمل المرأة أي تغيّر تشعر به في جسمها وتستشير الطبيب في الحال خصوصاً في حال وجود حالة سابقة في تاريخ العائلة. الكشف المُبكر دائماً يُساعد على احتواء الحالة وسرعة العلاج.
حاورتها ندى قبّاني