بصفتها النائب الأول لرئيس مجموعة تيكوم - حي دبي للتصميم، كان تركيز خديجة البستكي الرئيسي على تصنيف دبي كمركز عالمي للتصميم. من خلال شغفها بالفن والتصميم والثقافة ، شاركت خديجة خبرتها التجارية أثناء التخطيط لمشروع D3 وخطط النمو المستقبلية. وهي مسؤولة أيضًا عن دعوة الشركات العالمية للمشاركة في المشهد الإبداعي في دبي ، مع إنشاء منصات تهدف إلى تمكين الشركات الصغيرة أيضّا.
حصلت خديجة البستكي على ماجستير في إدارة الأعمال في الإدارة الاستراتيجية من كليات التقنية العليا في أبو ظبي ، ودرجة البكالوريوس في هندسة البرمجيات من فرع المؤسسة في دبي. منذ بداية حياتها المهنية ، اكتسبت 17 عامًا من الخبرة العملية في مجال الأعمال ، بالإضافة إلى امتلاكها لخبرات في التخطيط الاستراتيجي وإدارة المحافظ.
حدثينا عن نفسك وعن دورك كمديرة تنفيذية لحي دبي للتصميم.
يعكس عملي في حيّ دبي للتصميم شغفي الكبير بالإبداع على أنواعه ويُعدّ جزءاً أساسياً من حياتي اليومية خارج إطار العمل، إذ أنّ الفنّ والتصميم هما من المجالات المحبّبة جداً إلى قلبي. وأحرص من خلال منصبي الحالي على البحث عن سُبُل مبتكرة وفعّالة للارتقاء بدور القطاع الإبداعي في دبي، من خلال إيجاد منظومة متكاملة يحصل من خلالها المبدعون والفنانون على فرص التطوّر والنمو والتحوّل إلى مصدر إلهام للآخرين وابتكار التصاميم والأعمال الفنية التي تخرج عن المألوف بكلّ تفاصيلها. وللقيام بدوري بنجاح، أستمدّ الإلهام من قيادتنا الرشيدة التي تقدّم للعالم نموذجاً يُحتذى به من حيث توفير البيئة الداعمة والموارد اللازمة لتمكين الموهوبين والمبدعين من إطلاق مسيرتهم المهنية في هذا المجال ودفعها قدماً نحو العالمية.
وبصفتي النائب الأول لرئيس مجموعة تيكوم – حيّ دبي للتصميم، أسعى بشكل دؤوب إلى تحقيق رؤية حيّ دبي للتصميم وخططه المستقبلية، بما يسهم في ترسيخ مكانة دبي وجهة عالمية للفنّ والتصميم والإبداع. لهذه الغاية، أشرف على تنفيذ مجموعة كبيرة من المبادرات الاستراتيجية التي تسهم بدورها في جذب المواهب المحلية والإقليمية والعالمية ودفع عجلة الاقتصاد الإبداعي على المستويين المحلي والإقليمي. وبالتالي، أشرف على بناء شراكات استراتيجية مع القطاعين العام والخاص، لتوفير البيئة الداعمة للمبتكرين وروّاد الأعمال في دبي، بما في ذلك تعاوننا المثمر مع مجلس الأزياء العربي وشراكتنا الناجحة مع اتحاد الأزياء الراقية والموضة، وهو الجهة الفرنسية الرسمية المسؤولة عن تنظيم فعاليات أسبوع باريس للموضة.
يدعم حي دبي للتصميم المصممين الموهوبين في جميع أشكالهم، كيف يتم استقطابهم وإلى أي مدى يتم دعمهم؟
نسعى من خلال عملنا اليومي إلى تسليط الضوء على نخبة من المواهب القائمة والناشئة على مستوى دولة الإمارات والمنطقة وخارجهما، وذلك بهدف تمكين تلك المواهب من إطلاق شراكات جديدة تسهم في توفير المزيد من فرص التوسّع والنمو. فمنطقتنا غنية بالتنوّع الثقافي والمواهب المبدعة التي تكون في البداية بأمسّ الحاجة إلى منصّة فعّالة لتطوير أعمالها والانطلاق بها نحو العالمية.
وبذلك، نسعى إلى تزويد المواهب المحلية والإقليمية بفرص استثنائية لعرض أعمالها وتوسيع نطاق انتشارها، بينما نطمح في الوقت نفسه إلى استقطاب أبرز العلامات التجارية والمصمّمين العالميين الذين يضيفون قيمة ملحوظة إلى كافة الصناعات الإبداعية بما في ذلك التصميم والأزياء.
ولطالما كانت منطقة الشرق الأوسط حاضنة لأبرز المواهب الناشئة التي حقّقت على مرّ السنين شهرة عالمية واسعة النطاق، من خلال تقديمها أروع التصاميم والأعمال الفنية المبتكرة. وإننا نحرص على تزويد المبدعين والمبتكرين وروّاد الأعمال بالبيئة الداعمة ضمن منظومة إبداع متكاملة، لمساعدتهم على تحقيق شهرة عالمية واكتساب المزيد من الخبرة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم.
هل تجتاح المرأة اليوم قطاعات العمل التي يهيمن عليها الرجال تقليديّا؟
لطالما كان للمرأة حضور قوي في كافة الميادين حيث شغلت وأثبتت جدارتها العالية على مر السنين من خلال ريادتها في تولي المناصب القيادية العليا والمهمة بمختلف المجالات والقطاعات الحيوية. لهذا نحرص في حيّ دبي للتصميم على تزويد المبدعات والموهوبات في مجال الفنّ والتصميم والأزياء بالبيئة الداعمة والمنصات المبتكرة لتمكينهم من تحقيق طموحاتهنّ ومواصلة دورهم المحوري في تقدّم مجتمعاتهنّ باعتبارهنّ نصف المجتمع وركيزته الجوهرية.
ما هي المشاريع والمبادرات المستقبلية للمواسم القادمة في عالم الموضة في دبي والمنطقة؟
يوفّر حي دبي للتصميم، الوجهة العالمية الرائدة للفنون والإبداع والتصميم والأزياء والهندسة المعمارية، منذ تأسيسه في عام 2013 بيئة أعمال جاذبة وتنافسية، ضمن موقع استراتيجي مدعومة ببنية تحتية متقدّمة ومساحات عمل إبداعية متنوّعة ومعارض وصالات فنية. ويقدّم كذلك برنامجاً سنوياً غنياً بالفعاليات والشراكات الاستراتيجية مع منصّات بارزة مثل أسبوع دبي للتصميم ومهرجان "سول دي إكس بي"، ومؤخراً أسبوع دبي للموضة الذي ينبثق عن أسبوع الموضة العربي ويهدف إلى ترسيخ مكانة دبي عاصمةً عالمية للموضة، على غرار عواصم الموضة العالمية مثل باريس وميلانو ولندن ونيويورك.
ما هو دور حي دبي للتصميم للمساعدة في تسريع صناعة الأزياء في الإمارات والمنطقة؟
يوفر حي دبي للتصميم التابع لمجموعة تيكوم بيئة أعمال مبتكرة تساهم بشكل فاعل في تطور ونمو صناعة الأزياء حيث تضم أبرز صناع الموضة ونخبة المواهب من جميع أنحاء العالم. كما نفخر بأسبوع دبي للموضة الذي يعد أبرز المشاريع التي أطلقناها في مطلع العام الجديد، وبداية لمرحلة جديدة من التعاون الناجح مع مجلس الأزياء العربي الذي تجمعنا به علاقة مثمرة طويلة الأجل، لمضاعفة أثر هذا الحدث وتوسيع نطاق انتشاره على المستوى العالمي.
كما نحرص على دعم المواهب الشابة ورواد الأعمال من خلال حاضنة الأعمال in5 للتصميم التي توفّر بيئة مثالية للشركات الناشئة ورواد الأعمال تتضمن مجموعة من المرافق المجهّزة بالكامل، مثل مختبرات الأزياء وإعداد النماذج الأولية التي تتيح للمصمّمين ابتكار وإعداد مجموعات الأزياء والمنتجات ذات الصلة بتكاليف معقولة. كما توفر حاضنة الأعمال in5 التابعة لمجموعة تيكوم متجر "Atypical" النموذجي الذي يوفر الفرصة للشركات الناشئة ضمن الحاضنة من عرض منتجاتها وابتكاراتها، ما يسهم في تعزيز بيئة ريادة الأعمال في دبي وترسيخ مكانة الإمارة وجهةً عالميةً لرواد الأعمال والشركات الناشئة والمستثمرين من جميع أنحاء العالم.
ويضم الحي الإبداعي معهد دبي للتصميم والابتكار DIDI، الذي يقدم أول درجة بكالوريوس في التصميم متعدد المسارات من نوعها في المنطقة، صممت بالشراكة والتعاون مع خبراء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وكلية "بارسونز" الجديدة للتصميم في نيويورك، ومعتمدة من وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات. فمنذ بداية تأسيسه سعى المعهد إلى إعداد الجيل القادم من المبتكرين القادرين على تولي وظائف المستقبل، وذلك من خلال امتلاك مفاهيم وأدوات الفكر التصميمي الذي يدمج حلول التكنولوجيا ومبادئ ريادة الأعمال والمسؤولية المجتمعية والقدرة على اتخاذ القرارات الاستراتيجية.
ما الذي يميّز حي دبي للتصميم؟ وكيف تصفين التطوّر في عالم الفنون اليوم في المنطقة عامةً وفي دبي؟
يتمتّع حي دبي للتصميم ببنية تحتية متطورة مصمّمة لتلبية احتياجات القطاع، وفقاً لإطار عمل يدعم الشركات ويسهم في تمكينها. ويقدّم للمواهب المبتكرة الأدوات اللازمة للتعاون والنمو ويستضيف مجموعة من أبرز الفعاليات على مستوى المنطقة ويستقطب الفنانين والزائرين من حول العالم إلى معارض وفعاليات في مجال الثقافة والأزياء. وينظّم كذلك مجموعة متنوّعة وواسعة من الجلسات الحوارية وورش العمل والبرامج التثقيفية، التي يستطيع الأفراد من كافة الفئات العمرية المشاركة فيها. وبالإضافة إلى المنصّات المبتكرة التي نوفّرها، يضمّ حيّ دبي للتصميم كما ذكرت حاضنة الأعمال in5 للتصميم التابعة لمجموعة تيكوم والتي توفّر منصّة متكاملة لتمكين الطلاب وروّاد الأعمال وتوفير البيئة الملائمة للشركات الناشئة للنموّ والازدهار. كما يضمّ الحيّ أيضاً معهد دبي للتصميم والابتكار، وهو الجامعة الوحيدة على مستوى المنطقة المتخصّصة في مجال التصميم والابتكار.
ما هي استراتيجية دبي لدعم واستقطاب مختلف الفنانين والمصممين سواء في عالم الموضة أو هندسة العمار أو غيرها من المجالات من جميع أنحاء العالم؟
أطلقت حكومة إمارة دبي استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي والتي تهدف بحلول عام 2025 إلى تحويل إمارة دبي إلى وجهة مفضّلة للمبدعين من كلّ أنحاء العالم وعاصمة للاقتصاد الإبداعي، ومضاعفة مساهمة القطاع الإبداعي في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي، ومضاعفة عدد الشركات الإبداعية في مجالات المحتوى والتصميم والثقافة وعدد المبدعين في إمارة دبي. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى توفير البيئة التشريعية والاستثمارية الملائمة لدعم ازدهار القطاع الإبداعي في دبي وتعزيز قدرتها على جذب المبدعين والمستثمرين وروّاد الأعمال، فضلاً عن دعم الاقتصاد القائم على المعرفة وتنويعه والتحفيز على الإبداع والابتكار.
كيف تنظرين إلى مستقبل عالم التصميم في دبي وفي الشرق الأوسط؟
شهد قطاع التصميم في دبي ومنطقة الشرق الأوسط نمواً سريعاً وملحوظاً خلال السنوات القليلة الماضية، حيث ازداد مؤخراً الطلب على التصاميم المبتكرة والحديثة في مختلف القطاعات، بما في ذلك الهندسة المعمارية والأزياء والتصميم الداخلي. وقد لعبت دبي بالتحديد دوراً محورياً في تحقيق هذا النموّ من خلال مشاريعها التنموية الرائدة والأولى من نوعها على مستوى العالم. وبالطبع، ساهم تركيز مدينة دبي على التصميم والابتكار في تحوّلها إلى وجهة عالمية رائدة للمبدعين والمصمّمين الناشئين والقائمين من مختلف أنحاء العالم.
ونشهد كذلك في الآونة الأخيرة توجّهاً ملحوظاً نحو التصميم المستدام في دبي ومنطقة الشرق الأوسط، مع التركيز على الممارسات والمواد الصديقة للبيئة. ومن المتوقّع أن يستمرّ هذا الاتجاه في السنوات المقبلة، حيث تطمح المنطقة إلى الاضطلاع بدور ريادي على مستوى التصميم والهندسة المعمارية المستدامة. لذلك، يقف قطاع التصميم في دبي اليوم أمام مستقبل واعد غني بالفرص والإمكانات، وبخاصّة مع ازدياد الطلب على التصاميم المبتكرة والمستدامة والتي نلعب دوراً رئيسياً في توفيرها من خلال مختلف الفعاليات والأنشطة التي ينظمها حيّ دبي للتصميم.
ما هي نصيحتك للفتيات الشابات؟
أشعر بفخر كبير عندما أرى اليوم الكثير من المبدعات تسهم في دفع عجلة الاقتصاد الإبداعي، بدءاً من الفنانات المُبتكرات إلى مصمّمات الأزياء والمجوهرات والمتخصّصات في مجالي التصميم الداخلي والهندسة المعمارية. فالمرأة تلعب دوراً حيوياً في شتى المجالات الإبداعية ونجحن الكثير من رائدات الأعمال لغاية اليوم في إطلاق وقيادة مجموعة متنوّعة وغنيّة من العلامات التجارية التي وصل الكثير منها إلى العالمية. أدعو جميع المبدعات والموهوبات للاستفادة مما يوفره حي دبي للتصميم من مجتمع إبداعي واحترافي متكامل ومنصات مبتكرة.