عمره 24 عاماً لكن إنجازاته كثيرة. لقاء مع المصمم الموهوب حسين بظاظا الذي فاز عن فئة Best Upcoming Designer في آخر حفل لتوزيع جوائز Elle Style Awards .
الأبيض في كل مكان. أهذه هي بصمة المصمّم الصاعد الشاب؟ بالرغم من أنّ الجواب عن هذا السؤال يأتي بالنفي، لكن الصفاء الأبيض الذي استقبلنا في محترفه يكشف لنا شفافيةَ شخصيّته. من أعلى الطبقة الثامنة التي تهيمن على المدينة، يمكننا أن نكتشف ملهمة بظاظا الحقيقية: النور الأبيض الذي يدخل من كلّ مكان ليركّز على التناقضات وينير التدرّجات الحمراء المبعثرة هنا وهناك. "إنّ الأبيض مرادف السلام والنقاوة"، يقول ذلك وهو يرتّب البزّة البيضاء على العارضة. وبما أنّ كل الألوان تنحدر من الأبيض فإنّ لكلّ منها شخصّيته. "أحبّها كلّها لكنّ عندي ضعفاً حيال الأحمر، قوياً جداً".
مصمّم رغماً عنه
من صغره كان حسين يرسم التنانير في المدرسة والمنزل وخلال الفرصة. "من أجل تشجيعي، اشترى لي والداي آلة خياطة وأقمشة ورحت أستعملها لأبتكر. ما إن أنهيت المرحلة الثانوية حتى تخلّيت عن كلّ شيء ممزّقاً الأقمشة والقمصان والفساتين. ما عدت أريد أن أسمع كلمة واحدة عن الخياطة فإنّ ما همّني حينئذٍ كان دراسة الماركيتينغ! لم يوافقني أهلي الرأي وأصرّوا عليّ لكي أنطلق في تصميم الأزياء. وتمسّكوا برأيهم هذا إلى أن خضعت لرغبتهم فتسجّلت في ESMOD في بيروت. كانت السنة الأولى بالنسبة إليّ عذاباً حقيقياً فأنا لم أجد نفسي في تلك الأجواء حيث كان التلاميذ يتعمّدون ارتداء ملابس غريبة ليحاكوا تميز وضعهم عن باقي الناس. كنت أبكي حين كنت أرجع إلى البيت لكنّني استرجعت رغبتي حيال الموضة في السنة الثانية". كان أهل بظاظة على حقّ في إصرارهم واليوم لسخرية القدر صار التلميذ السابق معلّماً في المدرسة ذاتها التي كرهها.
كيمياء الوحي
فالانتينو، جيفينشي، عز الدين علايا، ماكوين... تتعدّد مراجع المصمّم الشاب وتتنوّع. وماذا عن إيلي صعب؟ "عملت لديه مدّة سبعة أشهر وقد أحببت التجربة كثيراً. لا بدّ من أن ندرك أنّه في عالمنا الذي يفيض بالموضة والمصمّمين، لولا وجود إيلي صعب على الساحة لكان هناك فراغ كبير". ومن أجل الوحي؟ وجد بظاظا دربه الخاص. فإن كان بعض المصمّمين يتوجّه إلى الطبيعة أو نحو المدينة، فهو يستمدّ الوحي من تفاصيل دقيقة للغاية تصل إلى الكيمياء وعلم الأحياء، هذه المواد التي كان يحبها كثيراً في صفوفه الدراسية! "أحبّ الطبيعة لكنّني أهتمّ أكثر بالأشياء الدقيقة التي تفسّر الحياة مثل عالم الكيمياء والمذوّبات وتلك التفاعلات البيولوجية التي تجري في الجسم، كل ذلك ممزوجاً مع المشاعر يمنحني فكرة عن القصّات والألوان والأشكال".
سيدات بظاظا
"إنّ أجمل ما في جسم المرأة هو خصرها"، على غرار ما يقوله مصّممنا الشاب. بالتالي تأتي تصاميمه لتكرّم هذه المنطقة المفعمة بالأنوثة والجمال. "حتى لو لم يكن خصر السيدة نحيفاً يبقى أنحف من باقي الجسم". انطلاقاً من هذه النقطة الأساسية ألا وهي الخصر، تبدأ عمارة التصميم عند بظاظة لكي يتناسب الأسلوب مع الأناقة والتناغم ولكي تشعر المرأة بأنّها مرتاحة. ولكن عن أيّ امرأة نتكلّم؟ "إنّ اللّبنانية هي بحدّ ذاتها مدرسة للهوت كوتور فهي تصل إلى المصمّم وفي ذهنها فكرة واضحة عمّا تريده مع الاستناد إلى التفاصيل والصور. هي تجرّب القطعة أكثر من مرّة خلال تنفيذها وتعدّل في طلبيّتها وتعطي ملاحظاتها وانتقاداتها. وكل ذلك مع الابتسامة!". لكن من هي السيّدة الأكثر هناءً؟ "إنّها سيدة الخليج بلا منازع، فهي تعرض طلبيّتها وتتركنا نعمل على هوانا. مرات عديدة أتواصل مع أولئك السيدات عبر البريد الإلكتروني".
وخارج إطار ذاك العالم الذي يضجّ بالنساء والكوتور، ماذا يفعل بظاظا لتغيير الأجواء؟ "لا شيء. حين لا يكون عندي فساتين أنفّذها أرسم فساتين أخرى. أبقى في المنزل، من هنا يطلقون عليّ صفة "بيتوتي" وهذا الأمر لا يزعجني". نعم، ومن دون أدنى شك، إن حسين بظاظة يستمتع في محترفه، ذاك البلد الأبيض!