من مجال التسويق إلى عالم تصميم الأزياء، انتقلت المصمّمة الإماراتية شذى عيسى بخطوات ثابتة وقلب قويّ. أدركت الصعوبات والتحدّيات، وكانت على قدر كافي من الجهوزية لمواجهتها، محصّنة بإيمان كبير بقدرتها على تحقيق إنجازات من شأنها أن تشكّل حافزاً وإلهاماً لغيرها من النساء.
في هذا الحوار، تخبرنا شذى عيسى عن مشوارها المهني وعن التزامها بتراثها الإماراتي، كما نتطرّق إلى زيارة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى متجرها مؤخراً.
أخبرينا عن بداياتك في عالم تصميم الأزياء؟
بدأت العمل ضمن فريق التسويق الخاص بمركز دبي مول عام 2013، حين التقيت بمحرّرة موضة في إحدى المجلاّت الرائدة وأبدت إعجابها بالزيّ المطرّز الذي كنت أرتديه وكان من تصميمي الخاص. فساهمت ردّة فعلها بخلق رغبة بداخلي لتغيير مساري المهني. وبالفعل، بعد مرور ثلاث سنوات، أطلقت علامة شذى عيسى المتخصّصة بتقنيّات التطريز اليدوي والتي تستخدم أقمشة فاخرة وأساليب أنثوية.
كيف أثرت الثقافة الإماراتية وتراثها في تصاميمك؟
الثقافة الإماراتية وتراثها هما جوهر تصاميمي. نشأت في الإمارات، وتأثرت بعمق التقاليد الغنية والحرفية الدقيقة والأناقة الخالدة التي تجسدها ثقافتنا. تصاميمي هي تكريم لهذه الجذور، أمزج جوهر التراث الإماراتي مع الجماليات الحديثة، وسواء كان ذلك باستخدام تقنيات التطريز التقليدية أو اختيار الأقمشة التي تعكس بيئتنا، فإن كل تصميم يروي قصة تراثنا. هذا المزيج يسمح لي بإظهار ثقافتنا إلى العالم بصورة معاصرة تحاكي الموضة الحديثة.
ما هي التحدّيات التي تواجهك في هذا المجال؟
تواجهنا تحدّيات متنوّعة في هذا المجال، من توفير المواد ذات الجودة العالية وتلبية توقّعات العملاء وأذواقهم المتفاوتة، والبقاء على اطلاع دائم على كل ما هو جديد في عالم الموضة مع الحفاظ على جوهر العلامة التجارية . فضلاً عن أن السعي لتحقيق التوازن بين الإبداع الفني والعامل التجاري هو أمر أساسي في نجاح العلامة واستمرارها.
كيف تصفين تصاميمك وما الذي يميّزك عن غيرك من المصمّمين؟
تتميز تصاميمي بلمساتها الأنيقة و تنوّعها ودقّة تفاصيلها، فأنا أسعى إلى تقديم أزياء تتجاوز الاتجاهات ولا تتقيّد بصيحات الموضة الموسمية، إنما تبقى قطعة أنيقة في خزانة المرأة. ما يميّزني هو تركيزي على مزج الحرفية التقليدية مع الجماليات الحديثة ومراعاة الأذواق المتنوّعة والمناسبات، دون التخلّي عن هوية العلامات التجارية.
حظي متجرك مؤخراً بشرف زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. كيف كان تأثير هذه الزيارة عليك شخصياً ومهنياً؟
كانت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لحظة مليئة بالتواضع والفخر بالنسبة إلي على الصعيدين الشخصي والمهني. أكدت هذه الزيارة على أهمية ما تقوم به علامة "شذى عيسى" من حيث الحفاظ على الموضة الإماراتية وتجديدها. تقديره لعملنا يحفّزني على المواصلة والتحدّي، ليس فقط محلياً، إنما أيضاً على الساحة العالمية. أما على المستوى الشخصي، فقد شعرت بفخر كبير كامرأة إماراتية، فهذه الزيارة أظهرت كيف يمكن لثقافتنا وإبداعنا أن يلقى صدى ويُحتفى به من أعلى المستويات في مجتمعنا.
في مناسبة يوم المرأة الإماراتية، ما هي الرسالة التي توجّهينها إلى النساء الإماراتيات؟
في هذا اليوم المميّز، أتوجّه بأحر التهاني إلى جميع النساء الإماراتيات. نحن حاملات إرث ثقافي غني، ومساهماتنا ضرورية في تعزيز مستقبل أمتنا. رسالتي إلى كل سيّدة إماراتية هي رسالة تشجيع: "احتضني تراثك، واتبعي أحلامك بشغف، وتجاوزي كل الصعاب. تذكري أن قوتنا تكمن في وحدتنا والتزامنا المشترك بالتميز. معًا، نحن لا نحافظ فقط على ثقافتنا، إنما أيضاً نمهّد طريقاً جديداً للأجيال القادمة".
