مع ارتفاع حالات الطلاق في المجتمع خلال الأعوام الأخيرة والناتجة عن عدم التوافق بين الزوجين وغياب ثقافة الحوار والمودة والرحمة في التعاملات الزوجية، كان لابد من وجود دورات توضح للمقبلين على الزواج المفهوم الصحيح للعلاقة الزوجية، وواجبات ومسؤوليات كلا الزوجين، وهي ما يطلق عليه دورات ما قبل الزواج، التي بدأت بعض مراكز الاستشارات الأسرية في دولة الإمارات بطرحها، بهدف مساعدة الأزواج لبناء حياة أسرية سعيدة ومستقرة بعيداً على المشكلات وخطر الطلاق.
حول هذا الموضوع، يتحدث علاء بن مروان آل حرز الله، مستشار ومدرب تطوير إداري دولي معتمد، ومستشار توجيه وإرشاد أسري، عن مفهوم "دورات ما قبل الزواج" وقال: " تعتبر هذه الدورات هي أساس نجاح أي أسرة جديدة، وللأسف رغم وجود التكنولوجيا الحديثة إلا أن المجتمع يفتقر إلى حقوق الزوج والزوجة، ومن هنا فإن هذه الدورات سوف تساهم في تطوير قدرات الشباب المقبلين على الزواج لمعرفة فنون تعامل كلا الطرفين مع الآخر وفي حال وجود مشكلة فيما بينهم يستطيعون حلها دون تضخيم الأمور أو اللجوء للطلاق، وهذا للأسف ما يفسر زيادة معدلات الطلاق، لذلك ادعوا جميع المقلين على الزواج التسلح بهذه الدورات لتجنب الكثير من المتاعب أثناء الحياة الزوجية".
* هل استشارات ما قبل الزواج تعني وجود مشكلات بين الطرفين؟
على العكس هذه الاستشارات تدل على وجود الوعي لدى المستشير أو المقبل على الزواج لمعرفة وتعلم الحياة الجديدة المقبل عليها.
* من خلال خبرتك وتجاربك في مجال الاستشارات الأسرية، حدثنا عّن نموذج لدورة ما قبل الزواج عملت على تقديمها؟
ثمة العديد من الدورات التي نقدمها للمقبلين على الزواج، وتقدم على نطاق الأفراد أو المؤسسات، ومن أهم الدورات التدريبية؛ هي دورة عن فنون الحياة الزوجة السعيدة، والتي تركز على معرفة كل طرف من المقبلين على الزواج من ناحية معرفة حقوق وواجبات الطرف الآخر، وكيفية حل المشكلات، وتجديد الحياة الزوجة لكسر الروتين.
* هل جميع المقبلين على الزواج بحاجة إلى هذه الدورات؟
ليس بالضرورة ولكن هناك فئة كبيرة بحاجة لمثل هذه الدورات، وخاصة من هم دون سن الثلاثين سنة.
* ما هي فوائد دورات ما قبل الزواج؟
فوائدها تتمحور حول تثقيف المجتمع بحقيقة الحياة الزوجة، ومساعدة الزوجين على إنشاء أسرة سعيدة مترابطة بعيداً عن المشكلات، كما وتساعد المقبلين على الزواج على حل المشكلات المجتمعية التي زادت في الآونة الأخيرة وأدت بدورها إلى ارتفاع معدلات الطلاق.
* في حال اكتشف عدم توافق الطرفين، هل بالضرورة أن يكون الانفصال هو الحل؟ وكيف تتعامل مع الحالة؟
في البداية نسعى نحو توجيههم بكيفية التعامل والتعاون والتفاهم ولكن إذا كان الأمر مستحيلاً فبفضل الانفصال قبل الزواج حتى يرى كل منهما حياته بصورة أفضل مع شريك حياة أكثر تناغماَ.
* ما هي نوعية البرامج المقدمة في دورات ما قبل الزواج؟
تحتوي الدورات على برامج مختلفة ومنها: برنامج عن فن حل المشكلات الزوجية، وكيفية اختيار شريك الحياة، وفن التعامل مع الطرف الآخر، وكسر الروتين.
* نصائح تقدمها للأزواج الجدد المقبلين على الزواج؟
انصحهم بأن أول الزواج يجب أن يكون مبنى على التفكير في العقل قبل القلب، وأن يتأكد الشخص من أن الطرف الآخر مناسب له من كافة النواحي، مع الخضوع لدورات ما قبل الزواج، و الاتفاق المسبق بين الطرفين على حل كافة المشكلات باستخدام مبدأ الحوار، وتجاوز مشاركة الأهل وتدخلهم في حياتهم الزوجية، مع وجود الثقة دائما بين الطرفين.
* برأيك ما أسباب ارتفاع معدلات الطلاق في دولة الإمارات؟
هناك أسباب كثيرة للطلاق ولا تقتصر ظاهرة الطلاق فقط على الإمارات بل تشمل المجتمع العربي بشكل عام، ومن أهم أسباب الطلاق؛ الخيانة الإلكترونية والتي ينتج عنها الكثير من الخلافات والتي قد تتطور إلى خيانة واقعية، عدا عن سن الزوجين، ونقصد هنا الزواج بسن صغير، تحت 25 سنة، حيث يكون الزوجين غير قادرين على التأقلم في الحياة الجديدة، وبهذا العمر يكون التفكير في القلب والمشاعر أكثر من العقل ، وبعدها يأتي تدخل أهل الزوجين في حياة أبنائهم والتي تعتبر من الأسباب الرئيسية للطلاق، عدا عن جهل الزوجين بحقوق وواجبات الطرف الآخر، وقد يكون عدم اهتمام الرجل بزوجته سبباً مهماً لوقوع الطلاق.
* ما هي الحلول المقترحة لتجاوز خطر الطلاق؟
ثمة حلول يجب على المقبلين على الزواج الاستعانة بها، وتأتي في مقدمتها، وضع شروط ما قبل الزواج وتتمثل بخضوع كلا الزوجين لدورات مكثفة وموسعه عن الحياة الزوجة على غرار فحص طبي ما قبل الزواج، ورفع سن الزواج المبكر حتى يكون كل منهم قادراً على تحمل المسؤولية الاجتماعية، ووضع مادة تدرس ضمن المناهج الدراسية في المدارس والجامعات حول الحياة الزوجة والاجتماعية، وعلى الزوجين أن يدركوا أن الزواج ليس فقط حب وغرام، ولكن الزواج حياه واستقرار ويجب على الجميع تحمل المسؤولية الاجتماعية، وللأسف الكثير من الشباب أعطى الأولية لأصدقائه على حساب زوجته، ما أدى إلى زيادة حالات الطلاق.
حاورته رنا إبراهيم
