إيمان الهاشمي لا تعرف حدوداً عندما يتعلّق الأمر بالوصول إلى القمّة. إنّها نموذج يحتذى به لأي شخصٍ يريد تحقيق أحلام مستحيلة، وتغيير العالم من خلال اللغة العالمية للموسيقى والفنون.
تفتخر رائدة الموسيقى الإماراتية إيمان الهاشمي بقائمة إنجازاتها الطويلة. إذا كان بإمكان بعض الأشخاص ملء جدار بالشهادات والأوسمة، فهي ليست واحدة منهم. وبدلاً من ذلك، يمكنها ملء الغرفة لعرض كلّ المراكز الأولى التي حصلت عليها في دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى المستوى الدولي، حيث وصلت إلى ٣٨ إنجازاً. إيمان هي شاعرة، وعازفة بيانو، ورسّامة، وكاتبة، ومدرّبة حياة معتمدة دولياً وأول مؤلّفة موسيقى وملحّنة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي أيضاً مؤلّفة، والتي شاركت من خلال كتابها الذي يحمل عنوان "إيمانسترو" رسالة خاصة إلى جيل الشباب.
"اللغة العربية غنية وموسيقية. أريد أن يرى العالم مدى جمال هذه اللغة، من خلال معلومات مثمرة وأسلوب مختلف تماماً في الكتابة. في هذه الحالة، سيستمتع القارئ بثلاثة أشياء: معرفة المزيد من المعلومات الموسيقية، وسماع الكلمات الموسيقية، واستكشاف الجمال الحقيقي للغة العربية".
من بين أولى أعمالها، تعتبر إيمان نفسها أول ملحّنة تبتكر موسيقى تصويرية لفيلم عام ٢٠١٩، معروض على نيتفليكس، بالإضافة إلى كونها أول ملحّنة تمزج الموسيقى الهندية التقليدية مع الموسيقى الإماراتية لافتتاح معرض زايد غاندي الرقمي في منارة السعديات. كما أضافت لمستها الموسيقية للأولمبياد الخاص عام ٢٠١٩، لتثبت أنّها تتبع قلبها بشغف لجعل بلدها فخوراً.
وتعترف قائلة: "إنّ أي لحظة تتعلّق بمساهمتي من أجل دولة الإمارات العربية المتحدة ستكون دائماً ذروة أي شيء، وكل لحظة لا تُنسى".
ولكن ماذا عن أكبر معجبيها الذين دعموها طوال الرحلة، والعقبات التي كان عليها التغلّب عليها للوصول إلى القمة؟ تقول: "بصراحة، لا أتوقّف أبداً عند أي عائق يواجهني، ولا أتمسّك إلا بخيارين: أتجاهل الأمر إذا كان غير قابل للحلّ أو أصلحه على الفور".
بالنسبة لإيمان، الموسيقى هي لغة الروح، وهي لغة تستطيع جميع الكائنات الحية فهمها والتحدّث بها بطلاقة، ولهذا السبب سعت إلى الشفاء بالموسيقى من خلال عملها كمدرّبة حياة. "إنّ إدخال العلاجات الموسيقية في جلساتي كمدرّبة حياة جعل عملي بالتأكيد مثيراً للاهتمام وفريداً من نوعه، حيث تحتاج كلّ حالة مزاجية إلى نوع مختلف من الموسيقى أو الآلات، بما في ذلك الصمت نفسه".
وفيما يتعلّق بترك إرثٍ للجيل القادم، تقول: "أهم شيء في هذا العالم هو السلام، والموسيقى بجميع أشكالها هي جوهر السلام. تخيّلي عالماً يتمّ فيه التعبير عن جميع أنواع المشاعر من خلال الموسيقى أو الفنون بشكلٍ عام، بما في ذلك المشاعر السلبية مثل الغضب أو الحزن. أسعى إلى تحقيق السلام وجعله في صميم إرثي ليحمله كلّ إنسان ويمضي به إلى الأمام".