في البداية كان أشبه بحالة "عشق خفيف" أصبح حبّاً حقيقياً، هكذا عبّرت نائب المدير العام لمجوهرات فيرنييه Vhernier، إيزابيلا تراغليو، Isabella Traglio عن شغفها لعالم آخر من الجمال والأناقة، هو عالم المجوهرات، عمّقته لاحقّا في دراسة علم الأحجار الكريمة في معهد الأحجار الكريمة في نيويورك، على ما اشارت في حديث خصته لمجلّة ELLE العربية.
وبعدما تحدّثت عن بداياتها، قصّت مسيرة انضمامها الى أهم دور تصميم المجوهرات فيرنييه ، متطرّقة الى المجموعات الأيقونية الأبرز ولا سيما منها مجموعة "كالا" ومصدر إلهامها، وكشفت خلال الحديث عن رؤيتها لمستقبل مجوهرات فرنييه المعاصرة، مشيرة الى الإيمان الراسخ بهذا التفرّد، فهوية فرنييه تمتاز بأبعاد جريئة ومواد مميّزة، وأشكال ترتكز إلى مفهوم الحركة من خلال لعبة الضوء واللون.
تراغليو خلال اللقاء توجّهت ببعض النصائح لمن يريد خوض تصميم المجوهرات، لتختم بالإشارة الى أن بصفتها أم تقول إن المرأة التي تعمل وتكون راضية عن مكان عملها هي مثال رائع للاستقلالية بالنسبة لأطفالها.
وفي تفاصيل هذه المقابلة الحصرية، إليك إجابات تراغليو عن الأسئلة.
كيف بدأت رحلتك مع المجوهرات الفاخرة؟
إيزابيلا تراغليو: أعتقد أن شغفي بالمجوهرات يسري في جيناتي الوراثية، فمن الواضح أن العيش في عائلة تملك شغفاً كبيراً بالجمال والأحجار الكريمة والمجوهرات قد أثار فضولي واهتمامي. وما كان في البداية أشبه بحالة "عشق خفيف" أصبح حبّاً حقيقياً عندما بدأت أعمل في تلميع المجوهرات في أول متجر تفتتحه فيرنييه Vhernier في ميلانو خلال سنوات دراستي الجامعية، وما لبثت أن قرّرت أن أعمّق هذا الشغف ودرست علم الأحجار الكريمة في معهد الأحجار الكريمة في نيويورك. عندما عدت إلى إيطاليا، بعد اكتساب بعض الخبرات في شركات أخرى، انضممت إلى فيرنييه Vhernier لإدارة المشاغل، وهنا أتيحت لي الفرصة لتحسين معرفتي بالأحجار الكريمة وتقنيات الصياغة، عملاً جنباً إلى جنب مع مؤسس فيرنييه Vhernier.
من أين تستلهم فيرنييه Vhernier الأفكار؟
إيزابيلا تراغليو: يمكن أن يأتي الإلهام من أي شيء: أكان من عناصر الطبيعة، أو منحوتة، أو عمل فني، ومهما كانت نقطة البداية، فإن العملية الإبداعية هي التي تنطلق من الإلهام وتجعل مجوهرات فيرنييه Vhernier مميزة للغاية. وهذه العملية عبارة عن بحث يقودنا إلى تصميم خطوط وأحجام وألوان وأوقات لامتناهية، لابتكار مجوهرات تختلف عن كلّ شيء: عصرية وترتكز إلى عنصر الحركة المتأصّل في كلّ من إبداعاتنا، إنها عملية تستغرق وقتاً طويلاً وغالباً ما تبدو فكرة الإلهام وكأنها غير قابلة للتحقيق.
ما هو أصل اسم فيرنييه Vhernier؟
إيزابيلا تراغليو: منذ بداية نشأتها، كانت علامة فيرنييه Vhernier مختلفة عن غيرها بكلّ المعايير، ابتداءً من اختيار الاسم الذي تمّ اختراعه. فهذا الاسم الفريد لم يكن يشبه شيئاً معروفاً بالفعل، ويمتاز بنغمة لفظية محبّبة تجعله يبدو عالمياً من الوهلة الأولى. وقد يبدو الحرفان "V" و "H" مزيجاً غير متناسق لحرفين ساكنين، إلا أن ذلك كان متعمّداً لجعله مختلفاً حتى في الكتابة عن أي اسم معروف آخر.
ما هو مصدر الإلهام في مجموعة "كالا"Calla ؟
إيزابيلا تراغليو: زنبقة كالا هي رمز فيرنييه وتمثل نتيجة بحث فكري رائع، لقد نشأ كل شيء من الرغبة في تشكيل عنصر فريد يجسّد هوية قوية للعلامة يمكن تكرارها لتكوين قطع مختلفة، من العقود وإلى الأقراط والقلائد والأساور. وبعد بحث طويل، احتفظنا بالشكل الأساسي والنموذجي من خلال تجريد خالص يحتوي على هوية فيرنييه المتجذّرة في النحت والفنّ المعاصر. ويعود تاريخ الإصدار الأول من عقد كالا Calla إلى عام 1998، تبعه إطلاق قلادة مصُممة من الذهب الوردي، وهو مفضّل لدينا لأنه يتماشى مع جميع درجات لون البشرة ويبدو رقيقاً حتى في القطع الكبيرة. ولتجنّب كسر حلقات السلسلة، تم تصميم القلادة بمشبك مدمج بسلاسة، يعمل تماماً مثل المسمار المثبت داخل إحدى حلقات السلسلة. علماً أن استخدام مشبك الإغلاق غير المرئي هو سمة من سمات فيرنييه Vhernier التي تميّز جميع قلاداتنا منذ أوّل كالا Calla.
كيف يبدو مستقبل مجوهرات فيرنييه Vhernier؟
إيزابيلا تراغليو: منذ البداية، كانت مجوهرات فيرنييه Vhernier معاصرة ومختلفة عن أي شيء آخر في السوق، ونحن نؤمن إيماناُ راسخاً بهذا التفرّد، إذ تمتاز هويتنا بأبعاد جريئة ومواد مميّزة، وأشكال ترتكز إلى مفهوم الحركة من خلال لعبة الضوء واللون، بتصاميم واضحة الخطوط تكشف جوهر القطعة بجودة ممتازة. وهذه الهوية هي نتيجة دراسة وتجربة طويلة من أجل دمج الإبداع بسلاسة مع قابلية كبيرة للارتداء لأنه لا يمكن أن تكون هناك مجوهرات معاصرة من دون أن تكون قابلة للارتداء، إنها هويتنا التي تشكّلت في تلك السنوات وحافظنا عليها على مرّ السنين لتنمو إلى ما هو أبعد من ذلك. واليوم، بنفس الشجاعة التي صُنعت بها تصماميمنا الأولى، وبنفس التصميم والإصرار، تولد إبداعات جديدة مختلفة عن الاتجاه السائد بالنهج الذي لطالما اتبعناه ليرسم ملامح مستقبل المجوهرات العصرية. إنها هوية فيرنييه Vhernier والتي سمحت للعلامة بتبوّء مكانة مميزة للغاية على مشهد المجوهرات العالمي الذي تهيمن عليه القوة التسويقية للعلامات التجارية التاريخية الشهيرة والأشكال الغارقة في كلاسيكيتها. وهذا هو النهج الذي سنبقى عليه لنصنع "المجوهرات التي لم تُصنع من قبل"، حيث نرغب في تحديد إبداعاتنا، والعمل على كلّ من التصميم والمواد غير العادية التي تميّز مجورهات فيرنييه Vhernier، جنباً إلى جنب مع المواد الكلاسيكية الثمينة المعروفة في صناعة المجوهرات.
هل لديك أي نصائح لشخص يفكّر في الانطلاق في مهنة تصميم المجوهرات؟
إيزابيلا تراغليو: أنصحهم بالتحلّي بالصبر، وأخذ كلّ الوقت اللازم للدراسة، والتعلّم من دون استعجال، لأن المجوهرات تحتاج إلى مواد رائعة مستمدّة من الطبيعة، ولكن هذه المواد الرائعة يجب التعامل معها بعناية فائقة، مع احترام البيئة، وبأعلى المهارات. ويمكن للمرء أن يختار صناعة مجوهرات كلاسيكية أو تصاميم أكثر تطرّفاً، أو حتى تصاميم مبتكرة تُصنع للمرّة الأولى، وإذا كان الأمر كذلك، فلا داعي للشعور بالإحباط، بل النظر إلى النتائج على المدّى المتوسط والطويل. فمنذ البداية، كانت علامة فيرنييه Vhernier رائدة ومتقدّمة للغاية بأشكالها الجريئة المصمّمة بشكل حوار بين الجسم والفضاء، وبموادها المبتكرة الممزوجة بأجمل مواد المجوهرات. ومع اتّساق أسلوبها، تمكنت من تحقيق التقدير والنجاح على مّر السنين، ولا تزال حتى اليوم تواصل طريقها لإنشاء مجوهرات مبتكرة.
النساء يحاولن دائماً إرساء توازن بين الأسرة والحياة المهنية، كيف تحقّقين هذا التوازن؟
إيزابيلا تراغليو: من الصعب بالتأكيد بالنسبة للمرأة أن تجمع بين العمل والأسرة لأنه يُطلب منا أن نكون مثاليات ولائقات دائماً، سواء أكان داخل الأسرة أو في العمل. إن دور المرأة التي تتحمّل مسؤولية كبيرة في الشركة أصعب من دور الرجل، ولكن هذا ممكن إذا ساعدها فريقها الذي يجب أن تجمعها بأفراده علاقة صادقة ومفتوحة معه. نصيحتي أيضاً هي: لا تخافي أبداً من طلب المساعدة إذا كنت في حاجة إليها، وبصفتي أم أقول إن المرأة التي تعمل وتكون راضية عن مكان عملها هي مثال رائع للاستقلالية بالنسبة لأطفالها.