ممثّلة، ومخرجة، ومنتجة، وكاتبة سيناريو، وناشطة منذ فترة طويلة، أنجلينا جولي هي أيضاً عرّابة البرنامج الريادي والبيئي الذي أطلقته Guerlain واليونسكو، النساء من أجل النحل Women for Bees في كمبوديا، البلد العزيز على قلبها، ستشرف Buzz-y Jolie على اثنتي عشرة امرأة يتدرّبن ليصبحن مربّيات نحل. مبادرة صعبة وبعيدة كل البعد عن أن تكون... مغلّفة بالسكّر!
الجمعة 6 مساءً، في يوم من أيام أبريل: ها هي أنجلينا جولي تظهرعلى شاشة جهاز الكمبيوتر لدي. لا، أنا لا أشاهد "Eternals" على Netflix أو"Those who wish my Dead"على +Canal، وأنا لا أهذي. إنّها حقّاً هنا، عبر Zoom، مبتسمة، ماكياجها خفيف، بشرتها مثالية، شعرها الطويل منسدل حول وجهها. التفاعل واضح بيننا، وقد بدأت بالرد على سؤالي الأول. حتى أنّني أشعر أنّ هناك شكلاً من أشكال التواطؤ بين النساء والأمهات يترسّخ بسرعة. تتمتّع "جولي" بنعمة تجعلك تشعرين أنّك تنتمين إلى نفس المجتمع. حسناً، تقريباً، باستثناء بعض الاختلافات التي تدركها جيّداً. وهذا ما يدور حوله هذا الاجتماع الإلكتروني: حديث مع هذه المجموعة الرائعة من النساء اللواتي يتدرّبن ليصبحن مربيات النحل، مما يؤدي إلى زيادة الاستقلالية والفوائد الاقتصادية الفردية والمحلية، وتأثير بيئي إيجابي للجميع، بما في ذلك النحل.
أنجلينا جولي هي امرأة لها قناعاتها ونشاطاتها وتستخدم شهرتها العالمية منذ سنوات في خدمة القضايا الإنسانية والبيئية والنسوية، وتتمتّع برؤية حقيقية حول القضايا العالميّة وتعاطف صادق مع الآخرين. منذ ما يقارب عشرين عاماً، كانت هذه الأم لستّة أطفال (وقد تبنّت ثلاثة منهم) تعمل في كمبوديا مع مؤسسة MJP) Maddox Jolie-Pitt)، مساهمة في التخفيف من الفقر المدقع المنتشر في الأرياف وحماية البيئة والحفاظ على الحياة البريّة. كما تدعم MJP برامج الرّعاية الصحية والتعليم والزراعة وتمكين المرأة.
وتتويجاً لكل ذلك، فإنّ جولي هي أيضاً سفيرة النوايا الحسنة للمفوضيّة السامية للأمم المتحدة: "إنّ جزءاً كبيراً من نشاطاتي ينحصر بدوري كمبعوثة خاصّة لدى الأمم المتحدة، لا سيّما مع الأزمة في أوكرانيا وأجزاء أخرى من العالم. وتضيف: "مؤخّراً، أنا أعمل في واشنطن العاصمة على قانون العنف ضد المرأة".
مع ٦٩ فيلماً على اسمها، نادراً ما نتطرّق إلى مشاريع الأفلام القادمة: "ليس لدي أي خطط لهذا العام. قد أقوم بفيلم بعنوان Without Blood لأليساندرو باريكو، كاتب إيطالي رائع. يدور حول أشخاص في مرحلة ما بعد حالة الصّراع والحرب الأهليّة والصّدمات والحالة الإنسانيّة". موضوع مناسب لجولي، مثل First they killed my father (٢٠١٧) أو In the Land of Blood and Honey (٢٠١٢).
اليوم، ملهمة Guerlain (الدّار التي كان رمزها النحلة الإمبراطورية منذ عام ١٨٥٣)، هي العرّابة الفخورة لبرنامج "النساء من أجل النحل"، الذي يستمرّ في كمبوديا، بعد مرحلة أولى في فرنسا، عام ٢٠٢١. هذا العام، سيتمّ تدريب ١٢ امرأة كمبوديّة في Siem Reap (منطقة ساملوت Samlot District) وفي Tonle Sap المحيط الحيوي لليونسكو في حديقة أنغكور الأثريّة. سوف تتعلّم هؤلاء النساء، رائدات الأعمال، كيفيّة إنشاء وإدارة نظام تربية النحل المستدام. وأيضاً، أهميّة النحل في بيئتهنّ وفي ثقافة الـ Kmer. هنا، نتحدّث مع أنجلينا جولي حول الالتزام، والتضامن الأنثوي، والتعاطف، والنحل، والعمل الجاد مثل... جولي!
Elle Arabia: لقد أمضيتِ ٢٠ عاماً في العمل على أزمة اللاجئين وقضايا الحفاظ على البشر والبيئة، وأسّستِ عدّة مدارس للبنات، ومؤسّسة خاصة بك في كمبوديا، MJP... بمعنى آخر، أنت "سوبر" نشيطة. ما الذي أدّى بك إلى هذه الالتزامات الضخمة؟
أنجلينا جولي: لو أتيحت لك الفرصة لمقابلة الأشخاص الذين أعرفهم، على مستوى العالم، وخاصة الأشخاص الذين نزحوا بسبب الصّراعات وخاضوا أهوالاً جمّة كبشر، فستكونين محظوظة جدّاً وبما فيه الكفاية لكي تصبحي مرتبطة بعمق بالحالات الإنسانيّة من خلال هؤلاء النّاجين وعائلاتهم الرائعة. وعندها، سيشرّفك ويسعدك أن تكوني قادرة على أن تفعلي أي شيء لتخدميهم. لقد عملت مع مدارس الفتيات في أفغانستان وكذلك في أجزاء أخرى من العالم وفي كمبوديا لمدّة عشرين عاماً تقريباً مع جميع الأشخاص الرائعين في Samlot. لديهم فريق من الموظّفين المحليين، وهو أمر مهم جداً بالنسبة لي، يتمّ تشغيله محلياً، وبالتالي... إنّه لمن دواعي سروري.
Elle Arabia: هل كانت هناك نقطة بداية جعلتك تفكّرين في حالة الجنس البشري وتصبحين متعاطفًةً جداً مع الآخرين؟ شيء في ماضيك؟
أنجلينا جولي: (تضحك بهدوء) يبدو أنّه يجب علينا جميعاً أن نحظى بهذه اللحظة الكبيرة... إنّها مجموعة من الأشياء، كما هو الحال بالنسبة للعديد من الأشخاص، الطبقات العديدة التي تنمو فينا، مع المرأة التي سنصبح والتي تجعل منّا ما نحن عليه، بالطبع، كان لدي أم رصينة وعميقة التفكير للغاية وكانت عطوفة جداً، إنسانة طيّبة علّمتني الكثير بالمثال والقدوة. بعد ذلك، تمكّنت من السفر والتعرّف على الناس. بالنسبة لي، كانت كمبوديا إحدى الأماكن التي كان لها تأثير كبير عليّ لأنها كانت المرّة الأولى التي التقيت فيها بأشخاص كانوا لاجئين وعادوا بعد الصراع إلى مناطق مزروعة بالألغام الأرضية. وهكذا، تمكّنت من فهم ليس فقط دورة الصّراع نفسه، ولكن أيضاً سنوات اللجوء، ثمّ المخيّم ثمّ العودة إلى منطقة كانت لا تزال متأثّرة بالحرب. الآن، وقد تمّت إزالة الألغام من نفس المنطقة، فقد أصبحت مقرّي ومنزلي مع عائلتي، ولدينا مشروعنا. نحن نعمل مع آلاف الأشخاص. وهكذا، ترون هذه الدورات. وبعد ذلك، بالطبع، كوني أصبحت أمّاً. فعندما تصبحين أمّاً، تستيقظين كل يوم بوعي أكبر ولو قليلاً، لأنّ حياتك هي ملك لشخص آخر، في الواقع، هناك العديد من الأشخاص المتعاطفين، ليس عليك أن تكوني أمّاً، ولكن هناك وعي إضافي عندما تصبحين امّاً!
Elle Arabia: اليوم، أنت من جديد عرّابة مبادرة Women for Bees، بقيادة Guerlain ومنظمة اليونسكو بالتعاون، هذا العام، مع مؤسستك MJP. ما هو هدفها ورسالتها؟
أنجلينا جولي: لها بعض المهام الواقعية. بالنسبة لي، فيما يتعلّق بهذا الموضوع، هو أنّنا كثيراً ما نتحدّث بالعناوين العريضة حول إنقاذ العالم. ونتحدّث عن جميع المُلقِّحات في العالم وكيف تموت ومدى أهميّتها. المهم في هذه المبادرة هو أنّ هناك علماً حقيقيّاً لها: كيفية دراسة وحماية وفهم أنواع النحل المختلفة، وخصائص النّحل وأفضل الممارسات. هناك أيضاً فهم واحترام للتراث الثقافي، بالنسبة للبلدان المختلفة في العالم التي لديها طرق خاصة جدّاً لتربية النحل والتي تحتاج إلى الحفاظ عليها. ومن ثمّ يكمن أيضاً في جوهرها تدريب المرأة ومهاراتها وقدرتها على أن تكون هي نفسها رائدة أعمال وأن تعيش دون أن تمدّ يدها لأحد. عندما تمزجين بين العلم وبقاء النّوع وقدرة المجتمع والعائلات أيضاً على الازدهار والبقاء على قيد الحياة، فعندئذٍ تكونين قد جمعتِ معاً أجزاء عديدة لقطعة واحدة وهذا ما يفعله هذا المشروع. سيتمّ تدريب النساء وتوفير الحماية والوعي لأسباب مختلفة. كما نأمل أيضاً أن تجعل هذه المجتمعات تحظى بإمكانات للنمو الاقتصادي. عندما يكون لدى المرأة عمل، فإنّها تكون أيضاً أكثر حماية، ويتبع ذلك العديد من الأشياء الأخرى.
Elle Arabia: وهؤلاء النساء، "مصمّمات التغيير"، سيكتسبن المعرفة وينقلنها للآخرين؟
أنجلينا جولي: بالتأكيدّ، ونحن نعلم ذلك كحقيقة. هناك دراسة تقول إنّه، عندما تُمنح المرأة مهارات معيّنة أو حتى طعاماً، أيّاً كان ما تُعطى المرأة، فإنّها تميل إلى مشاركته مع الآخرين. يمكنك تصوّر مدى تضاعفها.
Elle Arabia: هل تشعرين أنّ المرأة تلعب الدور الرئيسي في مجتمعنا؟
أنجلينا جولي: قطعاً. ومن المحزن أن نقول ذلك. إنّ دورها غير مفهوم وغير محترم. هناك نساء في أفغانستان ما زلن يكافحن من أجل الحصول على تعليم ما بعد الصف السادس والعديد من وجوه الظّلم الأخرى ضد النساء على مستوى العالم. إنّه لأمر صادم للغاية وكلما قرأت عنه ازدادت صدمتي، لقد درسته لسنوات عديدة ولكن، كل يوم، أشعر أنّني أقرأ شيئاً جديداً، وأصاب بالصدمة مراراً وتكراراً من سوء المعاملة والظلم وعدم المساءلة عن الجرائم المرتكبة ضد المرأة.
Elle Arabia: هل يمكننا التعلّم من الماضي؟
أنجلينا جولي: نحن قادرون على التعلّم من الماضي، لكنّنا أيضاً نكرّر الأخطاء كثيراً، وفي بعض المجالات، نتراجع عندما يجب أن نكون متقدّمين. ما نراه، والذي يمنحني الأمل، هو أنّه عندما تجتمع النساء، يكتسبن صوتاً أقوى ولو بقليل، وحضوراً أكبر ولو بقليل، وقوة أكبر ولو بقليل، وموقعاً أيضاً بحيث يجمعن بعضهن البعض ويعملن معاً. وهذا من أجمل الأشياء التي نراها في مبادرة "نساء من أجل النحل". كنت مع النساء في فرنسا عندما كنّ يقمن بتدريباتهنّ (العام الماضي، في Sainte-Baume hills of Provence) ثم كنت مع إحدى مربيات النحل، Aggelina Kanellopoulou، التي جاءت للعمل مع نساء كمبوديا. شاهدتهنّ يبدأنَ العمل معاً ورأيت أنّ هذه الأخوة والتواصل بينهنّ أمر حقيقي. إنهنّ يفهمن العلم، ويدرنَ الأعمال، وينجحنَ حقّاً معاً. أعلم أنّنا سنشهد المزيد والمزيد من هذا التقارب في السنوات القادمة.
Elle Arabia: إنّها مسألة تمكين المرأة، تقودها نساء من أجل النساء: المديرة التنفيذية لشركة Guerlain، فيرونيك كورتوا Veronique Courtois، المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي Audrey Azoulay، والسّيدات المتدرّبات الـ ١٢ وأنت والنحل.
أنجلينا جولي: نحن بحاجة إليها! نحن فعلاً بحاجة لبعضنا البعض. كلّما تقدمت في السنّ، شعرت أنّنا نتواصل بشكل مختلف كنساء في مراحل مختلفة من حياتنا. وأعتقد أنّنا نقترب أكثر من بعضنا مع تقدمّنا في السنّ، بحيث مررنا بأشياء وظروف مختلفة. يمكنني الذهاب إلى أي مكان في العالم، وبمجرّد أن أنظر إلى امرأة أخرى يحلّ بيننا التفاهم، قد تكون حياتنا مختلفة جداً وربّما هناك الكثير الذي لا أفهمه أو لا أستطيع فهمه ولكن هناك فهم مشترك كوننا نساء. هناك اتصال وفهم غير معلن في ما بيننا وعلينا فعل المزيد والمزيد للمضي قدماً، لأنّه عندما ينجح الأمر يكون هذا غير عادي. عندما نكون معاً، نكون قوة فعليّة.
Elle Arabia: منذ متى تعملين في مبادرة النساء من أجل النحل في كمبوديا؟
أنجلينا جولي: مشروعي في كمبوديا موجود منذ ١٨ عاماً ولذا فإنّنا نحمي البيئة هناك منذ ما يقارب عقدين، ونعمل مع المجتمع المحلي، لأنّ كل ذلك يسير جنباً إلى جنب. لقد قمنا أيضاً بتحويل العديد من الصيّادين إلى حرّاس، ومنحهم وظائف مختلفة ليتمكّنوا من الحماية بدلاً من الصيد. ثمّ قبل بضع سنوات، بدأنا العمل مع النّحل، ومع النّحل من أجل المجتمع. نحن نعمل دائماً على أشياء مختلفة معاً ونجد طرقاً مختلفة للمضي قدماً. كان ذلك في نفس الوقت أيضاً الذي أتت فيه غيرلان معي للقيام بإحدى اللقطات الخاصة بنا في كمبوديا (أحضرت غيرلان إلى كمبوديا في عام ٢٠١٩ لتصوير أحدث إعلان تجاري لـ Mon Guerlain). تمتلك شركة Guerlain ومنظّمة اليونسكو تاريخاً طويلاً في العمل مع النحل من خلال العديد من المشاريع.
Elle Arabia: أليس من النّادر أن نرى علامة تجاريّة للجمال مثل Guerlain ومنظمة مثل Unesco اجتمعتا معاً لإنشاء مثل هذه المبادرة؟
أنجلينا جولي: للوهلة الأولى، يبدو الأمر كذلك. ولكن إذا قمت بربط صناعة العطور بالزهور والنحل وأهمية كل ذلك، يمكنك أن تري الصّلة بينها كلّها. كانت "غيرلان" مدركة لمصادرها وهي مدركة لكيفية ارتباط النحل باحتياجاته الخاصة ولكن أيضاً على دراية بالدورة. لقد تعاملنا معها على أنّها ثلاث كيانات مختلفة (بما في ذلك MJP) مع تجارب مختلفة مع النحل. تلتزم غيرلان بالمساعدة في العمل الذي تقوم به اليونسكو. الآن، بالعمل جنباً إلى جنب معهم، نحن قادرون على نشر العمل وتدريب النساء في جميع أنحاء العالم.
Elle Arabia: كيف كان أول لقاء لك مع هؤلاء النحالات؟
أنجلينا جولي: كنّ رائعات. لقد تأثّرت أكثر مما كنت أتوقّع، لأنّه لم يكن الأمر يتعلق فقط بحصولهنّ على عدد قليل من الفصول الدراسية الرائعة وحصولهنّ على شهادة. كنّا يعملنَ بجدّ ويتعرّقن ويتعلّمنَ. إنهنّ رائعات للغاية. قام بعضهن بتغيير ما كنّ يفعلنَه... كما تعلمون، الأشياء المختلفة التي تجعل المرأة قادرة حتى على الحصول على بضعة أسابيع لتقوم بدورات التدريب!
Elle Arabia: بدأ هذا البرنامج مع ٨ شابات العام الماضي في فرنسا و١٢ هذا العام في كمبوديا. من هنّ؟
أنجلينا جولي: يأتينَ من خلفيّات مختلفة، لكن لديهنّ نفس الالتزام، تماماً مثل النساء المهنيات الجدّيّات، فهنّ يفهمن العمل الجاد، والإدارة، والعلوم، والرعاية، والعمل الميداني العملي وكم هنّ مدعاةً للإعجاب ومتفانيات جميعاً. كانت رؤيتهنّ يبدأنَ العمل معاً أمراً مميّزاً للغاية. أتخيّل حتى الخبرة التي يمكنهنّ مشاركتها والتعلّم عن بعضهنّ ومن بعضهنّ. لقد لاحظت أن امرأة من فرنسا كانت مندهشة جداً من النحل في كمبوديا.
Elle Arabia: هل كل النحل مختلف؟
أنجلينا جولي: النحل وخلايا النحل مختلفة. لم أكن أعرف ذلك إلى أن ذهبت إلى هناك. وبعد ذلك تبدأين في التّعرّف على الأنواع المختلفة، ولماذا هي مهة جدّاً وكيف يتمّ تكاثرها... ثمّ تعملين أيضاً مع المجتمع لإيجاد طرق بديلة لجني الأموال أو الزراعة حتى تتمكّني من المساعدة. الكثير من الناس الذين يتسبّبون في الضرر لا يقصدون ذلك! ليس لديهم فقط الاحتياجات الأساسية والتدريب الذي يجب أن يحصلوا عليه. يوجد داخل مؤسّستنا حرّاس، وأولاد صغار هم "حرّاس بيئيين". شاركوا أيضاً في برنامج تربية النحل مع النساء، لذلك كان من الرائع رؤية كيف يتمّ نقل المعرفة إلى جيل الشباب من الصبيان والبنات. بالطبع، نحن نركّز على النساء، لكنّنا نعلم أن النساء سيدرّبن الرجال. هناك رجل كمبودي يدير مؤسّستي في كمبوديا وهو غير عادي وهو الشخص الذي يساعد في العمل مع جميع النساء أيضاً ـ لذا، نعم، بالطبع هذا يمتد إلى ما غير النساء، لكنّنا نركّز عليهنّ ونضعهنّ وسط اهتمامنا.
Elle Arabia: اليوم، ما يقارب ٧٥٪ من جميع النباتات المزروعة و٩٠٪ من النباتات المزهرة البرية تعتمد على الملقِّحات، بما في ذلك النحل. هل تعتقدين أنّ الناس يدركون مدى أهمية بقاء النحل لبقائنا على قيد الحياة؟
أنجلينا جولي: نعلم جميعاً في عمق أذهاننا مدى أهميّة وجود الغابات والبيئات والموائل الطبيعية. نعلم جميعاً مخاطر تغيّر المناخ. نحن نعلم ذلك. أعتقد في بعض الأحيان أنّنا غارقين في ذلك لدرجة أنّنا نتجمّد. هذا يشعرنا بالحزن، لكننا لا نعرف ما يمكننا فعله لوقفه. من المهم جداً أن نبحث عن طرق عمليّة ومحدّدة للغاية يمكننا من خلالها إحداث تغيير معاً ومحاولة النمو وتوسيع رقعة الوعي ـ لأنّ هناك الكثير لنتعلّمه.
Elle Arabia: من خلال تثقيف المزيد والمزيد من الناس؟
أنجلينا جولي: بالنسبة لشيء مثل النحل والملقِّحات، هناك الكثير يمكننا القيام به، ومن المثير أن نكون قادرين على مشاركة ذلك مع الناس. هناك بعض المشكلات في العالم التي هي خارج نطاق الإدارة وأبعد منها ولكن بشيء من هذا القبيل، حتى الأولاد الصغار يمكنهم المساعدة في زراعة البذور المناسبة للزهور المناسبة أو حتى التي لديها خلايا صغيرة. في المناطق الحضرية، يمكنك وضعها فوق مبنى شقتك، على السطح، وفي أي مكان!
Elle Arabia: في العام الماضي، أجريتِ جلسة تصوير مع Dan Winters لصالح ناشيونال جيوغرافيك لـ "Beeday" (يوم النّحل في ٢٠ مايو من كل عام). وأسفر ذلك عن تغطية صورتك بالنحل للتوعية حول اختفائها. هل كنت خائفة؟ هل لديك ذكريات جيّدة عنها؟
أنجلينا جولي: أذكر طبعاً. ليس لدي خوف من النحل. لقد كان الأمر في الواقع يشبه التأمّل لأنّه عليك أن تظلّي ساكنة، وانا لا أبقى ثابتةً بسهولة! هناك طنين وأزيز، وهذا الصوت يذكّرني بترانيم الرهبان في كمبوديا. فهي تطنّ بصوت عالٍ، لذا فأنت محاطة بهذا الصوت، وعليك أن تتنفسي فقط لا غير! بطريقة ما، يجبرك على أن تكوني داخل جسدك ككائن. كان أطفالي حولي أيضاً. لم يفعلوا ما فعلته بالضبط ولكن كان النّحل على Shilo و Vivien وحولهما.
Elle Arabia: هل كان عليك القيام بأي شيء محدّد للاستعداد للتصوير؟
أنجلينا جولي: لم نستطع الاستحمام لمدة ثلاثة أيام (تضحك). قالوا لي لا يمكنك استخدام أي عطر أو أي منتجات أو مستحضرات. يمكن للنحل أن يلدغك إن كان مرتبكاً بشأن ما أنت عليه، فإن تمكّن من أن يشمّ رائحتك وجوهرك، فأنت كائن آخر. هذا يساعد النحل على الاستقرار عليك، كما لو كانت تستقرّ على حيوان آخر. ولكن إن كانت لديك كل هذه الروائح الأخرى فسوف يتمّ الخلط بينها، وهو أمر مضحك، لأنّ Guerlain بالطبع تبيع العطور، لكن ليس من المفترض أن يكون لديك أي منها عندما يكون النحل قريباً منك. لذلك، كنا جميعاً متسخين تماماً ولم يكن لدينا ماكياج. كان وقتاً لطيفاً جداً. لقد كانت لحظة نادرة جدّاً، أن تجلسي هناك، وتكوني موجودة وحاضرة وتسمحي لهذه المخلوقات الأخرى باستكشافك. أحبّ تلك الصورة أكثر من أي صورة لي على الإطلاق، لأنّني شعرت بأنّها إنسانيّة ولطيفة للغاية.
Elle Arabia: هل مارستِ بعض اليوغا من قبل للتحكّم في تنفّسك؟
أنجلينا جولي: أنا لا أقوم بشيء من هذا القبيل. أنا لا أمارس اليوغا أبداً، ولا يمكنني التأمّل. لقد كان لدي نحلة تحت تنّورتي وبصراحة، قضيت معظم الوقت أفكّر إن كانت تلك النحلة ستلسعني، فسيكون من المستحيل بالنسبة لي أن أحافظ على هدوئي. حاولت ألاّ أفزع، لأنّهم قالوا لي إنّ الجزء الأصعب من المهمّة هو أنّك إذا تعرّضت للدغة وتفاعلت، فقد تبدأ النحلات الأخرى بلسعك أيضاً! كنت يقظة جداً لناحية هذه النحلة، لكن في النهاية نجحنا معاً في تجاوزها!
تعرّفي على المزيد حول نساء من أجل النحل:
عمر هذا البرنامج خمس سنوات، "نساء من أجل النحل" وهو جزء من شراكة بين اليونسكو (MAB-Man and the Biosphere) و Guerlain، بالإضافة إلى LVMH بمعنى أوسع. وله هدفان: حماية النحل في المحيطات الحيوية، وتشجيع النساء على ريادة الأعمال من خلال تدريبهنّ على تربية النحل.
بحلول عام ٢٠٢٥، سيكون قد تمّ بناء ٢٥٠٠ خليّة في ٢٥ محمية من المحيط الحيوي لليونسكو و١٢٥ مليون نحلة ستكون سعيدة بالقيام بالتلقيح. سيتمّ اعتماد ٥٠ امرأة من مربّيات النحل وتدريبهنّ ودعمهنّ لإنشاء مزارع نحل خاصة بهنّ، أثناء مشاركتهنّ في مشروع حيوي ومفيد اجتماعياً، محلياً وعالمياً، من خلال جعلهنّ أعضاء في مجتمع أكبر.
سيستمرّ الالتزام بتمكين المرأة من خلال برنامج "النساء من أجل النحل" عام ٢٠٢٢ بتدريب مربّيات النحل في رواندا وإثيوبيا، تليها مقاطعة Yunnan في الصين عام ٢٠٢٣ وفي أمازون.
مقابلة: Virginie Dolata
تصوير: Ian Gavan