هي آنا بوندافالي ورد Anna Bondavalli Ward، عاشقة فن التصوير منذ صغرها والباحثة دوماً عن أفكار جديدة وتقنيات مبتكرة تتيح لها المجال لتجسيد إبداعاتها بأسلوب يعكس شخصيتها. اختبرت تنوّع الحضارات من خلال سفرها الدائم وكان له تأثير كبير على أعمالها.
في هذا الحوار، تحدثّنا أنا بوندافالي ورد عن مسيرتها في فن التصوير وتدخلنا إلى دهاليز هذا العالم الخيالي.
بداية، كيف لمست شغف التصوير لديك؟
عشقت التصوير منذ صغري وبدأت استخدام الكاميرا التناظرية Analog وطباعة الصور في غرفة مظلمة في قبو داخل منزل عائلتي. كنت ألتقط صوراً متنوّعة كصور أطفال أو مشاهد من جبال الدولوميت في إيطاليا، أو أشكال الهندسة المعمارية في مدينة باريس.. وكانت بمعظمها صوراً باللونين الأبيض والأسود. وقد كانت هذه الخطوة بمثابة تدريب ذاتي مرفق بشغف كبير.
تنقلت بين بلدان عدّة. ما هو تأثير السفر على أعمالك؟
يساعد السفر في تحرّر الفكر ويمنعنا من إطلاق أحكام مسبقة. كما أن التنوّع والاختلاف بين الحضارات يجعلنا نتعرّف أكثر على أنفسنا وندرك تماماً ما نحن عليه.
ما هي أبرز المحطّات في مسيرتك المهنية؟
البداية كانت في جامعات إيطاليا حيث نلت شهادة في العلوم الاقتصادية، ثم انتقلت إلى بيروت لألتحق بزوجي وأبدأ العمل في دار الأزياء الخاصة بنا. كما دفعني حبي للفن والثقافة إلى التدريس لعدة سنوات في المركز الثقافي الإيطالي في بيروت. إلا أن شغفي بالتصوير الفوتوغرافي لم يتلاش أبداً، فأصدرت أول كتاب لي خاص بالصور الفنيّة بعنوان ROMÆ, INNER SHADES، والذي يجسّد جمال روما بعين شخص أعاد اكتشاف مدينته بعد 25 عاماً. وقد حصل الكتاب على تقدير مدير متحف الفن الحديث في نيويورك The Museum of Modern Art وتم إطلاقه برعاية وزير الثقافة اللبناني.
ما كان دور زوجك المصمم طوني ورد بنجاحك؟
طوني هو زوج داعم ومؤيد. يشجّعني دائماً على الابتكار والتجدّد ويحفّزني على تقديم الأفضل.
من أين تستوحين أفكارك وكيف تطوّرينها باستمرار؟
تولد الأفكار من رحم التحدّيات التي أواجهها فهي تلهمني الكثير من الأفكار التي أسعى إلى تغذيتها وتطويرها من خلال الاطلاع على أعمال الفنانين الآخرين والأساتذة العظماء وبالطبع عبر اختبار تقنيات جديدة.
ما هي الخطوات التي تسبق أي مشروع جديد؟
يولد شعور في داخلي عن حاجة إلى تجسيد فكرة معيّنة، وتكون الخطوة الأولى اختيار الموضوع وإنشاء لوحات عديدة تعكس المزاج العام المرتبط به. بعدها تبدأ عملية البحث عن العارضة التي تستطيع تجسيد رؤيتي ومساعدتي على إنجاز مشروعي، مع الاستعانة ببعض الدعائم إذا لزم الأمر. ولكن تبقى خطوة دراسة الضوء وضبطه في مكان مظلم، هي الأهم في المشروع وهي التي تمنحني النتيجة النهائية غير المتوقّعة.
ما هي أهمية الفن في حياتك؟
وجود الفن في حاتي أساسي، تماماً كالأحاسيس. فهو يُدخل الجمال والرقّة إلى يوميّاتنا ويمنح حياتنا أبعاداً جديدة، كما أن الفن يجعلنا نعيش حياة شاعرية.
ما الذي يحفّزك على الإبداع؟
التصوير هو حاجة حقيقية بالنسبة إلي. إنه طريقة للنظر إلى الواقع وتجسيده من خلال عدستي الخاصة. غالبًا ما يعتقد الناس بأن المصوّر يختبئ وراء الكاميرا، لكن في الواقع أن ما يصوره على الجانب الآخر ليس سوى انعكس لما في أعماق نفسه.
ما هي الجوانب السلبية في عملك؟
يحتاج ابتكار الأفكار وتطويرها إلى مساحة من الصمت والهدوء، إلى غرفة معزولة وهو ما ليس متوافراً بشكل دائم.
ما هو حلمك الأكبر؟
مع امتناني الكبير لكل ما قدّمته لي الحياة لغاية اليوم، أتمنى التوصّل إلى أسلوب تعبير فني خاص بي يجسّد في الوقت نفسه هويّتي المتعدّدة الثقافات وجمال العالم المحيط بي سواء كان ملموساً أم لا.