بينما تحتفل Cartier بالذكرى المئوية لتأسيس Trinity الخالدة، يتأمّل مدير الصورة والأسلوب والتراث في الدار، Pierre Rainero، في أهمية الخط الأيقوني، وإرثه الدائم وصداه المستمرّ في عالم المجوهرات الراقية.
هل يمكنك مشاركتنا أفكارك حول مصدر الإلهام وراء مجموعة Trinity de Cartier التي تحتفل بمرور ١٠٠ عام على ولادتها؟
كانت الفكرة هي الإشادة بهذه المجموعة وإظهار قوّة التصميم الذي وراءها. هناك ثلاثة عناصر مرتبطة لتكوين حلقات الثالوث، كلّ حلقة مرتبطة بالحلقتين الأخريين. ومن خلال إضافة بعض الجماليات المرتبطة بالمجموعة السابقة، كان أهمّ متطلّباتنا هو أن يتدحرج الخاتم أو ينزلق على إصبعك بشكلٍ مريح وساحر وكذلك أن يتمّ تكديس حلقاته بشكلٍ صحيح، فيُصدِرَ صوتاً معيّناً. لقد كان الباب مفتوحاً على أي فكرة جديدة. وقد فوجئت برؤية الشكل المربّع. لم نفكّر أبداً في سبب امتلاكه لتلك الخصائص، وهو شيء غير مرتبط بالشكل الدائري، بل مرتبط بتعلّق الحلقات ببعضها وبشكل الخاتم، فبمجرّد احترام ذلك، زائد مفهوم الراحة والانزلاق على الأصبع، يمكن أن يتّخذ أشكالاً مختلفة. بالعودة إلى جوهر سؤالك، لم يكن هناك أي ملخّص محدّد بصرف النظر عن جوهر التصميم ومتعة إنشاء شيء جميل.
كيف تطوّرت مجموعة Trinity de Cartier خلال القرن الماضي، وما هي العناصر الرئيسية التي ساهمت في جاذبيتها الدائمة؟
لقد وُلدت المجموعة بخاتم بسيط جداً عام ١٩٢٤، وبعد عام، أتى السوار. وبسرعة كبيرة، جاء كلاهما بحركات مختلفة وألوان مختلفة. بعد ذلك، تضاعف عدد الخواتم بل تمّ ضرب عددها بـ ٥ و٧ و٩. وقد أعطى هذا للمجموعة معنىً قوياً، فهي مرحة وقابلة للتطوّر مع الحفاظ على جوهر القوّة.
هل يمكنك إخبارنا عن الإصدارات الجديدة والتصميمات الفريدة المخطّط لها للاحتفال بالذكرى المئوية لمجموعة Trinity de Cartier؟
لدينا قطعة واحدة مميّزة جداً بحلقاتها الملتوية، وعندما يتمّ تجميعها تبدو كخاتمٍ واحد ولكن بثلاثة ألوان ـ مثل الأحجية، حيث يختفي السطح المرصوف بالألماس عند تجميعها.
تحمل الخواتم المترابطة في Trinity de Cartier رمزية كبيرة. هل يمكنك توضيح ما تمثّله وارتباطه بتراث كارتييه الغني؟
في الأيام الأولى، لم تفرض كارتييه أي رمزيّة على القطعة، بل كانت مجرّد قطعة جميلة. نحن ندرك تماماً الخاصية والبعد المحدّد لقطعة المجوهرات، فهي المتلقّي لجميع توقّعاتك من حيث الرمزية، وهي تعكس ما ترينه أو تتخّيلينه بنفسك. خاتم Trinity فيه الكثير من الغموض، والسبب هو أنّ Jean Cocteau اعتمد في الأيام الأولى هذا الخاتم بقيمته الرمزية. إنّه كالسحر، لناحية كيفيّة تجميعه بدون مشبك. لفترة طويلة، كان يمثّل الحبّ، والإخلاص، والوحدة، ولكن يمكن أن يمثّل أشياء أخرى كثيرة. نحن نتواصل حول قيمنا التي تربط بين الناس، وهي الأسرة بخليّتها الأساسية، والعاطفة، والصداقة، فهي قوية جدّاً. يمكن أن يكون لها العديد من الكلمات والتفسيرات المختلفة، ولكن تلك هي روحها.
إذا نظرنا إلى المئة عام الماضية، ما هي المعالم أو اللحظات التي لا تُنسى التي برزت في مجموعة Trinity de Cartier؟
في منتصف عام ١٩٣٠، قرّر Jean Cocteau ارتداء الخاتم خلال علاقته مع Nathalie Palais. لقد منح Trinity جمهوراً عالميّاً لأنّه كان شاعراً وفنّاناً، موهوباً حقّاً في العديد من الاتّجاهات المختلفة. كان لـ Grace Kelly لحظتها أيضاً. من اللحظات المهمّة، كانت خلال السبعينيّات، حيث قدّمنا مجموعة متنوّعة من ٥ و٧ و٩ حلقات، بالإضافة إلى معالجة مختلفة للذهب، وأحجام مختلفة أيضاً؛ فجأة أصبح لـ Trinity إطلالة جديدة على العالم خاصة خلال هذه الفترة بفضل الإعلانات وإمكانيّة التواصل من خلال الكتالوغات. لقد كانت أيضاً الفترة التي افتتحنا فيها المزيد من المتاجر، وكان لدينا المزيد من الظهور، وكانت بمثابة حياة ثانية للمجموعة في عالمنا المعاصر.
كيف تتعامل كارتييه مع الابتكار مع الحفاظ على جوهر تراثها، خاصةً عند دمج عناصر من الأرشيف في مجموعات جديدة؟
الرقم ٣ مهم جدّاً في الدار؛ مع الإخوة الثلاثة، من الواضح أنّ ذلك جزء من ثقافتنا اليومية التي يتقاسمها الجميع. قرّرنا أيضاً الاحتفاظ بأرشيف خاص بهم في كلّ موقع من مواقعنا الثلاثة؛ هذه الوثائق مرفقة بجزء من حياة كارتييه والتي نستشفّ منها فكرة النّزاهة والأصالة.
ما هي الطرق التي تستفيد بها كارتييه من تاريخها وأرشيفها الغني كمصدر للإلهام ولتشكيل مجموعات جديدة؟
أعتقد أنّ هناك طريقة محدّدة للنظر إلى ماضي كارتييه ومستقبله ـ لا مكان للحنين عند كارتييه. فما نتعلّمه من أسلافنا، نستخدمه للتمهيد للمستقبل. ما تعلّمناه من الأخوين كارتييه و Jeanne Toussaint هو الترحيب دائماً بالمستقبل. نحن ننظر إلى الفرص لنتطوّر. لقد أثبت لويس كارتييه ذلك في عمله عندما تبنّى العديد من التغييرات لحظة انضم إلى العمل في الدار في نهاية القرن التاسع عشر وبقي حتى منتصف الثلاثينيات، فتخيّلي تطوّر أسلوب كارتييه والإبداعات والابتكارات التي قدّمها وحتى عندما انضمّت Jeanne Toussaint في عشرينيات حتى سبعينيات القرن العشرين، اتبعت نفس الشيء؛ لقد أثبت كلاهما في كارتييه أنّ هناك ثقافة البقاء على طبيعتنا مع الترحيب بالتطوّر. نحن ننظر إلى ماضينا وجذورنا كدروسٍ للمستقبل. نحن لا نعيد بالضرورة إنتاج ما فعلناه، بل نأخذ جوهر الدافع وراء التصميم لإنشاء شيءٍ آخر يعتمد على الفلسفة نفسها.
هل هناك مشاريع أو مبادرات قادمة تُظهر التزام كارتييه بمزج الماضي مع التصميم والتكنولوجيا الحديثة؟
بالنسبة لنا، التكنولوجيا هي في خدمة الإبداع والجماليات ودورها يكمن في كيفية تمكيننا من توفير الاختلاف والأصالة، وكذلك من حيث الحرفية، كيف يمكننا المساعدة في السير في اتجاه التميّز. نحن نفكّر من حيث نوعية المشاعر التي يخلقها الشيء وأعتقد أنّنا في عالم من الإبداعات البشرية وهذا يخلق نوعاً معيّناً من المشاعر عندما تعلمين أنّ التصميم من صنع رجال ونساء ونفّذه أشخاص ذوو خبرة. إنّها العاطفة المرتبطة باختلاف الجنس البشري، تلك القدرة على تجاوز المعتاد والتقليدي، وإضافة الجهد الدائم للتوجّه نحو فكرة ما هو ممتاز. فكرتنا تتركّز ليس على فقدان هذا الشعور بل على تنميته، فلا نغلق الباب أمام التكنولوجيا ما دامت في خدمة البحث عن التميّز.