مقابلة حصرية مع هبة طوجي

لا أحد يشبهها ولا شيء يثنيها، لقد تفرّدت حقّاً ونجحت بطريقتها الإبداعية. تظهر هنا في أبهى حلّة بملابس من مجموعة خريف وشتاء ٢٠٢٢ من Fendi، وتتحدّث إلينا عن تأليف الموسيقى وعن إيجاد وشقّ طريقها الفنّي وعن مشاريعها الكثيرة.

 

حبّ العمل

أكثر ما أحبّه في الأداء هو التفاعل مع الجمهور والحصول على فرصة للتواصل مع معجبيّ على المسرح. يعطيني هذا إحساساً لا مثيل له بتحقيق إنجاز. إنّ تلك العروض الحية تتوّج أسابيع وأشهر من العمل الجاد خلف الكواليس: البروفات، والتمارين، والساعات الطويلة التي أقضيها في الاستوديو. إنّ تصفيق الجمهور وهتافاتهم هي المكافأة على كلّ هذا العمل الشاق. أنا ممتنّة جداً لأنّني حقّقت حلمي في الأداء أمام جمهور يحبّني ويستمع إلى أغنياتي ويتابع عملي. أنا أقدّر وقتهم ووجودهم. فهذا يثبت لي أنّ موسيقاي تلامس قلوبهم وعقولهم.

 

امرأة ذات اهتمامات كثيرة

يعكس الغناء والإخراج والتمثيل هويتي الفنية. إنّها كلّها مكمّلة وممتعة ومثرية لحياتي المهنية. إنّها نشاطات مختلفة ولكنّها متشابهة جداً لأنّها جميعاً وسائل للتعبير الفني وكلّ منها يبرز شيئاً مختلفاً وجديداً في داخلي. لست متحمسة لهذه المجالات الثلاثة فحسب، بل أنا أيضاً خرّيجة معهد "الفنون والأداء" وحاصلة على درجة البكالوريوس في التمثيل والإخراج. لقد درست الموسيقى في المعاهد الموسيقية الخاصة وحضرت ورش عمل للغناء في الولايات المتحدة. يعتمد الغناء على أساس صوتي وعلى الصوت المتأصل في المغنى ولهذا كان الغناء أول وسيلة لي للتعبير الفنّي وأولويتي. لقد قمت بإنشاء ألبومات ومقاطع فيديو موسيقية وقمت بالعزف على خشبة المسرح لسنوات عديدة حتى الآن وأعتزم القيام بذلك لسنوات عديدة قادمة. الغناء جزء منّي وأعتقد أنّ الممثلة أو المخرجة بداخلي ستتطور مع تقدّمي.

 

ولادة نجمة

لقد بدأت في سنّ مبكرة جداً من مسرح يطمح العديد من الفنانين للوصول إليه يوماً ما في حياتهم المهنية. المكان الذي بدأت منه بمثابة نعمة؛ في الحقيقة، أنّ قدمي وطأت لأول مرة خشبة المسرح مع عائلة الرحباني عندما كان عمري ١٨ عاماً وهذا حمّلني مسؤولية كبيرة ولكنّه أعطاني أيضاً الكثير من المصداقية لأنّه عندما يضع فنانان كبيران مثل أسامة أو منصور الرحباني ثقتهما في فنان ويطلبان منه الأداء على مسرح الرحابنة وتقديم أعمالهم للجمهور، فهذا يعني أنّهم يؤمنون به وبمواهبه. لذا، لم تكمن الصعوبة في أن أؤخذ على محمل الجد، بل في أن أرتقي إلى مستوى المسؤولية التي أسندت إلي والعمل على استدامتها. يمكن لأي شخص الحصول على فرصة كبيرة والارتقاء إلى الشهرة بسرعة. من الأهمية بمكان أن تكون متسقاً ومستمراً وأن تتطوّر من أجل تلبية توقعات الناس المتغيّرة باستمرار.

 

لحظات سحريّة

أدائي المفضّل حتى الآن هو الحفلة الموسيقية "ليلة أمل"، وهي أكبر حفلة موسيقية تقام في بيروت منذ انفجار المرفأ في عام ٢٠٢٠. وكانت علامة فارقة في رحلتي. لقد كان حلماً لي ولأسامة أن ننظّم حفلاً من هذا العيار والأهميّة يدخله الجميع مجّاناً، وسط الظروف الصعبة جدّاً التي يمرّ بها لبنان. لم نكن لنتمكّن من تحقيق هذا الحلم دون دعم الشركاء والجهات الراعية والمتعاونين والفرق التقنية والفنية التي عملت معنا جنباً إلى جنب. أستطيع اليوم أن أقول أنّ الحفلة الموسيقية حقّقت نجاحاً كبيراً وقدمت للشعب اللبناني ليلة ساحرة، ليلة أمل على الرغم من كل الأوقات الصعبة التي يواجهونها. الأداء الثاني الذي يمثّل أيضاً علامة فارقة في مسيرتي المهنية هو الحفلة الموسيقية الحية التي أقيمت في المملكة العربية السعودية في ديسمبر ٢٠١٧. كنت أول امرأة تقدّم عرضاً في حفل موسيقي في المملكة العربية السعودية. أشعر بالفخر لاختياري وأتذكّر كيف تفاعلت النساء في الجمهور وغنّينَ في انسجام "مين لي بيختار"، وهي أغنية عن تمكين المرأة والقوة التي تتمتع بها عندما يتعلّق الأمر بالتحكّم بحياتها وبالسيطرة عليها.

 

العمل والصداقة مع أسطورة

تعود رحلتي مع أسامة الرحباني إلى أول عرض لي في "عودة الفنيق"، عام ٢٠٠٧. بعد ذلك عملنا سويّاً على ثلاث مسرحيات موسيقية بالإضافة إلى العديد من الألبومات التي ألّفها وأنتجها أسامة إلى جانبها بالإضافة إلى أشرطة الفيديو والموسيقى. كان أسامة أول من آمن بي ومنحني الفرصة لإثبات نفسي. مع ذلك، كانت المسؤولية كبيرة وكان علي أن أرتقي إليها. إنّه يحفّز إبداعي ويخرج أفضل ما لدي ويشجّعني على العمل بجدية أكبر لتحقيق ذلك. إنّه يتحدّاني باستمرار، ويحفّزني ويدفعني إلى تجاوز حدودي من أجل التطوّر. في بعض الأحيان، يؤمن بي أكثر مما أؤمن أنا بنفسي. هذا هو التمكين بعينه! تعاوننا ناجح لأنّنا على نفس الخطّ فيما يتعلّق برؤيتنا للعمل وبأهدافي المهنية. لدينا أحياناً وجهات نظر مختلفة نناقشها بطريقة صحية وبنّاءة. يمنحني حرية التعبير عن أفكاري وتطلّعاتي. كل واحد منا يطرح أفكاره على الطاولة وهذا مفيد للغاية.

 

إنتاج مستقبلي

نعمل أنا وأسامة منذ ثلاث سنوات على ألبوم جديد باللغة العربية. استغرق هذا الألبوم وقتاً طويلاً لأنّ محتواه مطلوب ومرغوب ولأنّه تمّ تسجيله في بلدان مختلفة بما في ذلك لبنان وفرنسا والولايات المتحدة. إلى جانب ذلك، تأخّر إطلاقه بسبب الوباء الذي أوقف العالم لفترة طويلة، والظروف الصعبة التي كان لبنان، ولا يزال، يواجهها وبسبب الوقت الذي توقّفت فيه عن العمل بعد ولادة طفلي. لقد شاركت بشكل كبير في عملية الإبداع بأكملها ونحن الآن نضع اللمسات الأخيرة على الألبوم. أنا متحمسّة جداً لمشاركتها مع جمهوري ومعجبيّ لأنّها تحمل العديد من المفاجآت والكثير من العناصر الجديدة من حيث الموسيقى والأغاني والموضوعات والإنتاج والمحتوى والمرئيات والرؤية بشكل عام. وأكثر بكثير؛ لقد شاركت في كتابة بعض كلمات الأغاني والموسيقى وهذا يعني الكثير بالنسبة لي لأنّه سمح لي بالتعبير عن نفسي ليس فقط من خلال صوتي وترجمتي ولكن من خلال الكلمات والموسيقى (في بعض الأغاني) أيضاً. يتضمن هذا الألبوم أيضاً تعاونات مع العديد من الشعراء والملحنين والمنتجين الذين نعمل معهم لأول مرة وهذا أيضاً يضيف روحاً جديدة إلى الألبوم.

 

من أجل حبّي لبيروت

بيروت ولبنان عنصران رئيسيان شكّلا هويتي وشخصيتي. إذاً بيروت تؤثر بشكل مباشر على موسيقاي وفنّي وهذا التأثير واضح في مشاريعي المختلفة. تعكس مشاريعنا هويتنا، لكنّها تعكس أيضاً ثقافتنا والمجتمع الذي نعيش فيه. ولست بحاجة فقط إلى أداء أغاني ملتزمة للتعبير عن حبّي وإحساسي بالانتماء إلى بلدي. شخصيتي والطريقة التي أعبّر بها عن نفسي تساعدني في نقل هذه المشاعر حتى لو كنت أغني أغنية حبّ. عملنا كفنانين لبنانيين مشبع بالقوة والمثابرة والكآبة وحبّ الحياة وحبّ الناس المتأصّل فينا. فقد أثّر تنوّع المجتمع اللبناني وانفتاحه على شخصيتي وموسيقاي وفني. جذوري راسخة في لبنان بغض النظر عن المكان الذي يأخذني إليه جناحيّ. سأعود إليه دائماً. لا ينبغي لأحد أن ينسى من أين أتى. يساعده هذا على إبقاء رجليه على الأرض وعلى أن يكون واعيًا بذاته.

 

كلّ شيء عن هبة

الأغاني المفضّلة لديك في كل عصرٍ ووقت...

هناك الكثير من الأغاني التي أحبّها. لا يمكنني اختيار واحدة. إنّها تختلف باختلاف مزاجي.

 

الأيقونات الموسيقية التي تتطلّعين إليها...

فيروز والأخوين الرحباني. مايكل جاكسون، ماريا كاري، باربرا سترايسند.

 

أكثر أنواع الموسيقى التي تحبّين تشغيلها على جهازك iPod...

تتضمّن قائمة التشغيل الخاصة بي حرفيّاً جميع الأنواع ولكن في الوقت الحالي، ربما تكون الأغاني التي أشغلها أكثر من غيرها هي أغاني الأطفال (مع طفلي البالغ من العمر عاماً واحداً).

 

الممثل والممثلة المفضلة لديك...

ليوناردو دي كابريو وميريل ستريب.

 

آلة كنت تتمنّين أن تعزفي عليها...

البيانو والتشيلو بالتأكيد. ربما البوق من أجل المتعة! كنت سأحبّ أداء "ديو"، ثنائي، والارتجال في حفل موسيقي مع زوجي.

 

كلمات أغاني تصف حياتك الآن...

أنت أشعة الشمس في حياتي، ولهذا سأكون دائماً في الجوار. أنت قرّة عيني إلى الأبد ستبقين في قلبي.

 

تصوير Jeremy Zaessinger

تنسيق Justine Bleicher

المزيد
back to top button