ستيفاني صليبا نجمة مسلسلات رمضان في الخليج والعالم العربي

اشتهرت الممثلّة اللبنانية ستيفاني صليبا منذ صغرها بشخصيّتها المتميّزة. تلقت ستيفاني دراستها في جامعة القدّيس يوسف حيث حازت على شهادة ماستر في مجال "علوم التأمين" ولكنها عملت في مجال تقديم البرامج وكانت أوّل إطلالة لها عبر شاشة الـ MTV اللبنانيّة، ومن هنا بدأت مسيرتها في عالم التلفزيون التي قادتها حالياً إلى التمثيل.
 

من مسلسلاتها "مثل القمر"، "صرخة روح"، "شبابيك"، "فوق السحاب"، "كارما" وقد حصدت جائزة لجنة تحكيم "الموريكس دور" الخاصّة عن دورها المُتميّز في هذا المسلسل، بالإضافة إلى "دقيقة صمت" و مسلسل "الساحر" و"داون تاون"، "سنوات الجريش"...


وتقول ستيفاني أنّ الشهرة حمّلتها مسؤوليّة كبيرة وأنّها مُمتنّة أنّها أعطتها الفرصة لتوظّف صورتها لخدمة قضايا إنسانيّة تهمّها كتمكين المرأة وخدمة حقوق الإنسان وتعزيز طرق حماية الحيوان.

 

فستان من تصميم ساندرا منصور

 

ELLE Arabia: حدّثينا عن تجربتك في مُسلسل "سنوات الجريش" الذي جمعك بسيّدة الشاشة الخليجيّة حياة الفهد وجعل منك حديث الشارع الخليجيّ منذ إنطلاق شهر رمضان المُبارك؟
ستيفاني صليبا: مُسلسل "سنوات الجريش" هو بصمة جديدة في حياتي المهنيّة. فاللحظة التي عُرض عليّ هذا العمل، أدركت أنّه سيُشكّل نقلة نوعيّة في مسيرتي المهنيّة، وأعتبر أنّ هذه التجربة الأولى لي في الدراما الخليجيّة أتت من الباب العريض بخاصّةٍ أنّها جمعتني بسيّدة الشاشة الخليجيّة حياة الفهد. وأعتبر ذلك تتويج للمرحلة السابقة من حياتي المهنيّة.
أنا سعيدةٌ جداً لمُشاركتي في هذا العمل والأصداء الإيجابيّة التي ما زلت أتلقّاها، خاصّة أنّنا لا نزال في شهر رمضان الكريم ولا يزال العمل يُعرض على مجموعة من الشاشات والمنصّات العربيّة . كما أنّني سعيدة بردود الفعل وبالدور المُركّب الذي أدّيته. فشخصيّة "لينا" تطلّبت منّي الكثير من الجهد الجسديّ، وأداء هذه الشخصيّة المُلوّنة المُتعدّدة الجوانب لم يخلو من الصعوبات.
فـ"لينا" هي مجموعة نساء في إمرأة... هي الأم الحنون التي تخاف على إبنتها الوحيدة والتي تريد حمايتها بشتّى الطرق وهي القائد الحربيّ والجاسوسة والمرأة التي تعرف كيف تستخدم أنوثتها لتصل إلى أهدافها.
سُعدت كثيراً لتأدية هذا الدور الذي تطلّب منّي تدريباً عسكرياً قاسياً لمدّة ثلاثة أشهر، كما تطلّب بناء داخلي للشخصيّة لإظهار مُختلف أوجهها المتناقضة. أتمنّى أن تطبع هذه الشخصيّة ذاكرة المشاهدين .
وتكمن أهميّة مُسلسل "سنوات الجريش" في أنّه مُسلسل دراميّ تاريخيّ ينقل لنا للمرّة الأولى أحداث الحرب العالميّة الثانية بعين عربيّة، وينقل الواقع المرير والمُعاناة التي عاشتها الشعوب في منطقة الخليج، كما يكشف تفاصيل يجهلها الكثيرون في الوطن العربي. أتوقّع أن يتحوّل هذا المُسلسل إلى عمل كلاسيكيّ في مكتبة الدراما الخليجيّة.

 

ELLE Arabia: ما رأيك بالمُسلسلات العربيّة المُشتركة، ما الذي يُميّزها عن المُسلسلات الغير مشتركة؟ ما الذي أضافته لكِ كستيفاني؟
ستيفاني صليبا: بدايةً، أحبّ أن أشير إلى أّنّ العمل المُميّز يحتاج لعناصر مُحدّدة تبدأ من النصّ الجيّد والمخرج الجيّد ومُمثّلين في مكانهم الصحيح، وهذه العناصر تُشكّل نقطة الثبات لأيّ عمل ليتحوّل لعمل ناجح . لذلك، فجنسيّة العمل تأتي ثانويّة بالنسبة لي وليست أساساً أو شرطاً لفرض نجاح أيّ مُسلسل، بل هي نقطة أساسيّة في إنتشار العمل على نطاق أوسع ومُخاطبة شريحة مُختلفة وأكبر من الجمهور.
لا شكّ أنّ الدراما المُشتركة ساهمت في تحويل الدراما لصناعة في منطقة بلاد الشام كالأعمال اللبنانيّة السوريّة المُشتركة التي نجحت بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية وشهدنا طلباً وإقبالاً لافتاً عليها بحيث أحبّها الجمهور بشكل كبير. ولكن، برأيي إنّ نجاح وتميّز أيّ عمل يرتبط بعناصر أساسيّة أخرى وهي تُشكّل نقطة الإنطلاق لأيّ مُسلسل.
إنّ الدراما المُشتركة ساهمت بالطبع في إنتشار إسمي وصقل خبرتي التمثيليّة لأنّه لا شكّ أنّ هناك مدارس مُختلفة في الدراما، فأنا تعلّمت من المدرسة السوريّة والمصريّة واليوم من المدرسة الخليجيّة، واكتشفت أنّ كلّ مدرسة في الدراما نكتسب منها غنىً مُختلفاً وتُعطي المُمثّل خبرة ونضجاً خاصّاً .

 



ELLE Arabia: شاركت بمسلسلات لبنانية بحتة وأخرى لبنانيّة- سوريّة ومن ثمّ مصريّة وخليجيّة - ما رأيك بكلّ تجربة؟ وأيّ تجربة هي الأقرب إلى قلبك؟
ستيفاني صليبا: إذا أردت الإجابة سريعاً على هذا السؤال، أعتقد أنّ مُسلسل "مثل القمر" وشخصيّة "قمر" تحديداً هي الأقرب إلى قلبي لأنّها كانت تجربتي الأولى في عالم التمثيل وكانت سبباً في ولادة المُمثلة بداخلي. فهذا المُسلسل شكّل نقطة تحوّل في مهنتي نقلتني من تقديم البرامج إلى التمثيل. لذلك، تبقى هذه الشخصيّة الأقرب إلى قلبي لأنّها مُرتبطة بتغيير جذريّ في حياتي ولكن هذا لا يمنع أنّ كلّ عمل أديته وكلّ شخصية لعبتها بقي منها جزء فيّ وأعتبرها سبباً من أسباب تراكم خبراتي ونجاحي.
هناك الكثير من الأعمال التي أحبّها وأفتخر بها، وأعمال أخرى غيّرت الكثير في حياتي المهنية. أحبّ كثيراً تجربتي في المُسلسل اللبنانيّ "كارما" الذي أعتبره من الأعمال الصعبة التي قدّمتها والذي إحتاج وقتاً كبيراً من التحضير كوني لعبت دورين لأختين توأم "هند" و"هايا" مُختلفتين بالشكل والمضمون. ولا شكّ أنّ مُسلسل"دقيقة صمت" من الأعمال التي أفتخر بها أيضاً وشكّل محطّة مُهمّة جداً في حياتي المهنيّة وساهم في ولادتي كممثلة بالنسبة للنقّاد العرب الذين أجمعوا على أدائي. أعتبر أنّني خرجت ، من خلال دور سمارا ، من جلدي كلياً وظهرت من خلال الدور بشعر قصير للمرّة الأولى ولوك بعيد كلّ البعد عن مُقوّمات الأنوثة، وإجتمعت من خلال هذا الدور الذي وضعني في مكانة مُختلفة جداً بالفنّان الكبير عابد فهد، وسمحت لي هذه الشخصيّة أن أخرج كلياً من إطار الإمرأة الجميلة المطبوع عند الكثيرين وفتحت لي المجال للغوص في إتجاه جديد وجريء سخّرني أكثر كممثلة محترفة. ولا شكّ أنّ دخولي إلى مصر من الباب العريض بدور بطولة جمعني بالنجم الكبير هاني سلامة لعمل رمضانيّ كان من أجمل التجارب التي عشتها والتي أغنت مسيرتي وطبعتها أيضاً من خلال دور صعب أيضاً تكلمت من خلاله باللغة الروسية تطلب مجهودا.
وأخيراً، هناك عمل تاريخيّ عزيز جداً على قلبي، ولكنّه لم يُعرض بعد وأعتبره من الإنجازات المهنيّة الكبيرة جداً في حياتي كمُمثلة، تكلّمت من خلاله أيضاً لغة جديدة عليّ وهي اللغة التركيّة وأدّيت دوراً تاريخياً كبيراً أتمنّى أن يتمكّن الجمهور من مُتابعة هذا المُسلسل لإكتشاف المجهود الكبير الذي وظّفته في هذا الدور.
وبالطبع، هناك اليوم مُسلسل "سنوات الجريش" وهو محطّة هامّة جداُ بالنسبة لي ومساحة جديدة أخاطب من خلالها جمهور أحبّه كثيراً وسعيدة بمُخاطبته بعمل تاريخيّ نوعاً ما يؤرّخ تاريخ المنطقة الخليحيّة خلال الحرب.

 


فستان من تصميم سارا مراد 


ELLE Arabia: ما رأيك بالمُسلسلات التي تعرض على المنصّات بدل من شاشات التلفزيون؟
ستيفاني صليبا: كوني عملت سابقاً في المجال الإعلاميّ كمُقدّمة برامج، أنا على يقين أنّه ما من وسيلة إعلاميّة تُشكّل بديل للوسيلة التي سبقتها والدليل على ذلك أنّه على الرغم من كلّ التطوّرات التي حصلت، لا تزال كافة وسائل الإعلامية حاضرة فالتلفزيون لم يلغي دور الإذاعات والجرائد الإلكترونية ام تلغي الورقيةَ ومواقع التواصل غيّرت الصورة النمطية للإعلام الا انها لم تلغي حضورها وأهميتها. فأيّ وسيلة جديدة اليوم تفتح آفاقاً جديدة في العمل المهنيّ من دون أن تكون بديلةً للوسيلة التي قبلها.
برأيي، إنّ المنصّات ساهمت في إنتشار الأعمال الدراميّة العربيّة خارج نطاق العالم العربيّ وخلقت فرص عمل جديدة بسبب تنوّع المادّة التي تقدّمها كما ساهمت في زيادة إنتاج الدراما العربيّة وتحويلها إلى صناعة فعليّة بسبب الإستهلاك الأكبر للمشاهدة.

 

 


ELLE Arabia: ما هو الدور الذي تحبّين تقديمه ولم تقدميه قبل؟
ستيفاني صليبا: لو سؤلت هذا السؤال سابقاً لأجبت دور "شهرزاد " ولكنني حظيت على الفرصة لأطلّ على محبيني ومتابعيني في هذا الشهر الفضيل في شخصية شهرزاد من خلال إعلان "ليلى وليلى" مع مغربي. وأعتبر هذه التجربة الإعلانيّة تجربة فنيّة ويعني لي الكثير أن أكون سفيرة لـ" ليلى وليلى" وتحديداً بشخصيّة شهرزاد.
يلفتني بنوع خاصّ أداء دور الشخصيّات النسائيّة التي طبعت التاريخ والشخصيّات الرائدة والقيادية .
لا أحبّ أن ألعب دور المرأة الضحيّة والضعيفة، بل أحبّ المرأة التي تستخدم ذكاءها وحنكتها للوصول إلى أهدافها.
وأطوق لأجسّد أدواراً تعكس قوّة المرأة ويكون لها أثراً إيجابيّاً على المجتمع فأنا أحبّ أن أظهر نقاط القوّة التي لديّ ولدى كل إمرأة.

ELLE Arabia: ستيفاني، ذكرت القوّة أو الجانب القويّ الذي تُحبّين أن تطلّي من خلاله على الناس. من أين تستمدّين قوّتك عادةً؟ وهل هناك طقوس مُعيّنة تمارسينها لتطلّي دائماً بصورة ثابتة على الجمهورلأنّه لا شكّ أنّ المجال الفنيّ يُعرّض الفنّان لمشاعر متناقضة كثيرة...
ستيفاني صليبا: أستمدّ قوّتي عادة من محيطي الصغير عائلتي وأشخاص قريبين منّي يمتصّون مخاوفي وقلقي، يمدّونني بالقوّة والطاقة الإيجابيّة. وفي الوقت نفسه تعلّمت أن أستمدّ القوّة من نفسي عندما أجلس بمفردي وأقوم بالتأمّل واليوغا وأحاول أن أحصّن نفسي من الداخل لأتلقّى أيّ شيء من الممكن أن أختبره وأعيشه في وسط مليء بالضوء والصخب ومليء بالظلمة أحياناً.

 

فستان من تصميم سارا مراد

 

ELLE Arabia: من يُتابع مسيرة ستيفاني صليبا المهنيّة يعلم أنّك درست القانون وانتقلت إلى تقديم البرامج. ولكنّ الفرص أخذتك لمكان مُختلف وتحوّلت بعدها من التقديم إلى التمثيل. هل أنت راضية عن التغييرات التي حصلت في حياتك والمكانة التي وصلت إليها اليوم؟ أم كنت تطمحين لشيء مُختلف؟
ستيفاني صليبا: التغييرات الجذريّة التي واجهتها في حياتي المهنيّة علّمتني ألاّ أقاوم وأن أرى الأمور دائماً بطريقة مُختلفة جداُ وأن أصدّق أنّنا في الكثير من الأحيان مُسيّرين، ولكلّ منّا دوراً مُعيّناً رُسم لنا وأتينا إلى هذه الحياة لتأديته. لذلك تجتمع كلّ الأمور والظروف لتوصلنا الحياة للمكان الذي جئنا لنكون فيه.
أذكر أنّني عندما كنت صغيرة، كان يحذبني كثيراً عالم الأزياء والموسيقى والرقص ولكن لم أتمكّن وقتها من تحديد المكان الذي أريد الوصول إليه. تخصّصت في قانون التأمين ولم أعمل فيه، لكنّه ساعدني في تنظيم أفكاري ومعرفة حقوقي وواجباتي وكيفيّة الحفاظ على الهدوء في حياتي. أمّا مرحلة تقديم البرامج علّمتني التواصل بطريقة محترفة مع الناس وإختيار كلماتي بطريقة صائبة. كلّ هذه المراحل كانت تمهيداً لما وصلت إليه اليوم وأنا راضية عن كلّ الأمور التي إختبرها ولكنّي دائماً أطلب من نفسي أكثر وأتحدّى نفسي بشكل دائم لتقديم أكثر في حياتي العمليّة والفنيّة والإنسانيّة. ولكن في الوقت نفسه أعتبر أنّ كلّ ما قدّمته لغاية اليوم هو لأنّني لم أستسلم وانتهزت كلّ الفرص وطوّرت نفسي لأكون جاهزة لها.

 

تصوير: لارا زنكول Lara Zankoul

https://instagram.com/lazanks

تصميم: إدوارد غوش Edward Ghosh

https://instagram.com/edward.ghoch

تنسيق الملابس: جف عون Jeff Aoun

https://instagram.com/jeff.aoun

مكياج: هيلدا داغر

https://instagram.com/hildadaagher

تصفيف الشعر: رنزي زغيب

Hair stylist Renzi Zgheib

https://instagram.com/renzizgheib

إدارة : Eliane Al Hajj

https://instagram.com/elianealhajj

وكالة الاعلام:

https://instagram.com/mediummena

 

 

المزيد
back to top button