"كوننا مصمّمي أزياء، تحتل النساء حيزًا كبيرًا من وقتنا، فهن محور التفكير في حياتنا، وعلى تواصل مستمر معهن. نرغب في معرفة طريقة تنسيق وارتداء ملابسهن اليومية. ما الذي يجعلهن يشعرن بالتميّز والراحة؟ ماذا يردن من ملابسهن؟" بهذه الكلمات، افتتح دانييل روزبيري Dabiel Roseberry، المدير الإبداعيّ لدار سكياباريلي Schiaparelli، البيان الصحفيّ الذي تمّ تقديمه للحضور أثناء العرض، مشيرًا إلى أنّ النساء اللواتي يعرفهنّ نادراً ما يرتدين ملابس لإرضاء الرجال، إنّما يقمن بذلك من أجل نساء أخريات. فمؤسّسة الدار، إلسا، لم تكُن تُعير اهتمامًا كبيرًا للنظرة الذكورية، وصحيح أنها تعاونت مع العديد من الفنانين الذكور، ورغم أن ملابسها كانت مصنوعة من قِبَلِهم، إلا أنها لم تُصمم من أجلهم.
من هنا، جاء الإلهام للمصمّم روزبيري، فابتكر خزانة ملابس تعكس التناقضات المتأصّلة في حياة النساء، مقدّمًا لهنّ شيئًا يحاكي النماذج الذكورية، وفي الوقت نفسه يسمح لهنّ باحتضان أنوثتهنّ، ويمنحهنّ شعورًا بالهيمنة عندما يحتجن إلى ذلك. تضفي هذه التوترات، بين الذكورة والأنوثة، بين الخضوع والسيطرة، بين البذخ والصرامة، على هذه المجموعة شعورًا بالحيوية والإثارة. وقد تم إضفاء لمسة أنثوية على العناصر الصلبة، مثل حذاء رعاة البقر الكلاسيكي، وتحويله إلى شكل أنثوي، وأعيد تصور الجلود المزخرفة في الأحزمة والأحذية والحقائب. أما الحقيبة الصغيرة التي تبدو وكأنها مصنوعة من صفائح نحاسية رقيقة مطروقة، فقد تمّ ابتكارها في الواقع من جلد معالج بطريقة خاصة. ما يبدو صلبًا هو في الحقيقة ناعم، والعكس صحيح.
يعود جزء كبير من المرح في هذه المجموعة إلى التناقضات، الخدع البصرية الـ «trompe l’oeil»، والأبعاد غير المتوقعة، فتم نقش زخرفة ريش مكبّرة على الساتان المزدوج وطُبعت على مخمل النيوبرين الإسفنجي، وأتت حقيبة اليد اليوميّة الجديدة ذات المقبض العلويّ المتدلي بحجم ضخم ، وتغطّت حقيبة Soufflé الناعمة بمئات المسامير الذهبية اللامعة. وما يبدو وكأنه تنورة بقصة عمودية مميزة من جاكار ثقيل هو في الواقع نسيج خفيف للغاية مصنوع من خيوط مقطوعة باللون العاجي النقي، أما الـ bodysuit المطاطيّ المزخرف فيبدو ثقيلاً مُقيّدًا لكنه مريحاً يسمح بالحركة.