يأخذنا دار Max Mara للأزياء الراقية في رحلة عبر الزمن بحثًا عن الحداثة، وبالتحديد إلى القرن الثامن عشر ذات الواقع الغامض والصدى الواسع. وبالمقارنه تقدم حاليًا روبوتات الدردشة ما كانت تقدمه المقاهي في الماضي، كمنصة لنشر الأخبار والأفكار العامة، إن كانت حقيقية أم مزيفة، بسرعة البرق. وفي ذلك الوقت، وكما هو الحال الآن، كان جميع الناس يحاولون فهم غموض العالم، مع أختلاف آرائهم.
إيميلي دو شاتليه، الماركيزة صاحبة الفكر المتحرر والتي كان أعظم أعمالها الفلسفية بمثابة ضبط للتفكير العقلاني خلال عصر التنوير. وشرحت قضايا العصر، بذكاء حاد أحد من نصل السيف، لتشمل دور المرأة التعليمي والاجتماعي، وما يأتي بعد الحياة، وسعادة الإنسان. وكتبت مقولتها: "لتحقيق السعادة، على المرء أن يتخلص من الكبرياء".
كانت إيميلي على علاقة عاطفية. ووصف عشيقها بأنه "أول المشاهير المعاصرين في أوروبا"، فولتير صاحب الاناقة الخاصة. في الوقت الذي كانت فيه الفلسفة والعلوم الطبيعية مرتبطة ببعضهما البعض بلمسة من الغموض السحري، أمضى الزوجان معًا مدة عشر سنوات في البحث العلمي والنقاش الفكري. كامرأة كان عليها أن تصرخ بأفكارها حتى يصل صوتها للناس ولكن بالنسبة لها كان الأمر أشبه بالطاحونة، فقد كتبت: "على الأقل، كان يجب على الظلم الذكوري من خلال استبعادنا من الساحة العلمية على منعنا من إنتاج كتب سيئة".
حملت صيحات الموضة في عصر المنطق لمسات مليئة بالغرابة في أوقات أخذت الطابع المظلم، مثل: فساتين ذات الثنيات الضخمة، والريش، وشعر الخيول، وعظام الحيتان، ومساحيق الوجه ذات الطابع الشعائري وشعر مستعار مرتفع. حيث يخبرنا فولتير أن إيميلي كانت تكره الخرافات والخزعبلات: وفي رواية Max Mara، إيميلي كانت ترفض الأساليب المعقدة والمقيدة السائدة في ذلك الوقت. وفي الوقت الحالي يرفع النضوج العلمي الستار عن تصاميم ازياء ذاك الزمن. يتم صناعة أقمشة الديباج المزركشة، والأطواق المعدنية الجانبية، والياقات، والقمصان بدقة نيوتونية فائقة وملائمتها مع الياقة المدورة الضيقة والأحذية الطويلة. وتتميز التنانير القفصية، فوق الركبة أو على طول الكاحل، بأربطة تقليدية وجيوب رياضية. وتنعكس سترة فيشتيل باركا بلون الجمل من قماش دمشقي فاخر بلمسة مستقبلية مميزة. كما ظهر تصميم ذيل واتو، وهو سمة من سمات الفساتين الرسمية المعاصرة، مطعمة على معطف عسكري كبير وفستان كوكتيل صغير وأنيق.
كانت إيميلي تتنكر في كثير من الأحيان في هيئة رجل، كونها الطريقة الوحيدة للدخول إلى المقاهي المخصصة للذكور فقط والتفاعل مع اهم المفكرين في ذاك الوقت. واستوحى دار Max Mara للأزياء تشكيلته الراقية من موضة تلك الشخصيات. إما ان تكون الرجل النبيل "إن ديشابيل" مع معطف كعباءة ناعمة وأنيقة، أو كتاب العدل، مع شعر مربوط بشريط أسود، أو ضابط ديبونير بعباءة أو معطف يتم لبسه بأناقة على كتف واحد أو دوق متسلط بعباءة كبيرة ترتدي على طراز موضة ذاك الزمن.
ويوضح شعر فولتير أن حبه لإيميلي كان أكثر من مجرد توافق فكري، إذ وصفها بأنها "رجل عظيم ذنبه الوحيد هو أنه ولد كامرأة". وبعد ما يقرب من ثلاثمائة عام، لم يعد جنس المرأة السبب في الحد من موهبتها. وكانت هي أحدى العديد من النساء اللاتي لعب ذكائهن وفطنتهن دورًا فعالاً في إحداث هذا التغيير. مع تشكيلة تمزج بين المنطق والطبقية مع لمسة من الرومانسية، تحيي Max Mara السيدة دو شاتليه والنساء مثلها، بتسمية التشكيلة بأسم "كاميلوقراطية".