من بداية قصّتها وحتى أيّامنا هذه، لطالما شكّلت أقاصي الأرض مصدرَ إلهامٍ لابتكارات دار Chaumet الفاخرة التي تتخلّلها عناصر مستقدمة من بلاد بعيدة. فتختار أفضل المواد من مختلف حضارات العالم لتصنع بأنامل مصمّميها مجوهرات لا نظير لها تزيّنها أحجار وعناصر عبرت مسافات بعيدة وصولاً إلى وسط ساحة فاندوم في باريس، حيث لمع نجمها وفاضت إشعاعاً ونوراً.
وفي العام 2018، ما زالت علامة Chaumet تواصل استكشافاتها المشوّقة مع مجموعة مجوهرات "عوالم Chaumet" (Les Mondes de Chaumet) الفاخرة التي تتجسّد فيها ثلاث وجهات مرّت بثلاث مراحل. بعد إصدار مجموعة بروموناد أمبيريال (Promenades Impériales) التي استحضرت بها الدار الإرث الروسي العريق في يناير، ومن ثمّ شان دو برانتان (Chant du Printemps) في اليابان في يونيو، تُطلق العلامة مجموعة تريزور دافريك (Trésors d’Afrique) التي تُشكّل الوجهة الثالثة في رحلتها الإبداعية إلى هذه العوالم الخارجة عن المألوف.
صحيح أنّ المغرب العربي ومصر شكّلا مصدر إلهام لعلامة Chaumet، إلّا انّ جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية ظلّت منطقة لم تتعمّق العلامة في استكشافها بعد ولم تطأ رجلها العالم الباريسي للمجوهرات الراقية. ولكنّ اللقاء الذي حصل بين علامة Chaumet والفنان الكيني إيفانز مبوجوا جعل العلامة تنصبّ نحو هذا الجزء من القارة الإفريقية، لتستكشف حناياها وتستلهم منها أروع تصاميم المجوهرات الراقية. استوحت علامة Chaumet من أعمال هذا الفنان البارع الذي دائماً ما يُسلّط الضوء على الألوان النابضة بالحيوية والحياة، ويستعين بعملية تفكير إبداعية زاخرة بالمعلومات المُكتسبة والحسّ الروحي الغني. ومن هنا ولد من رحم التعاون الذي جمع بين الفنان إيفانز مبوجوا وعلامة Chaumet أحد المواضيع التي تتناولها هذه المجموعة المميّزة من المجوهرات الراقية.
تُعرف علامة Chaumet بمنظورها الشامل الذي يتناول العالم بأكمله وتصاميمها الآسرة والفريدة من نوعها التي تحتضن تأثيرات ثقافية من كلّ حدبٍ وصوب. ولطالما تميّز مصمّمو الدار بإبداعهم الذي لا يعرف حدوداً وفضولهم المستمر ونظرتهم الثاقبة في مجال الفنون على الصعيد العالمي الذي يستقون منه أفكاراً جديدة لم يشهد أحد مثلها من قبل. إنّ Chaumet لا تبتكر تصاميم مشابهة لتلك الموجودة في حضارات البلاد البعيدة، بل تُضفي لمستها الخاصّة وتحاكي بتصاميمها البديعة عالم المجوهرات الباريسية الراقية. تجسّد مجموعة "تريزور دافريك" الفاخرة قمّة الإبداع، وتسافر بكَ إلى رقيّ الأزمنة الغابرة. تسعى علامة Chaumet في العام 2018 إلى تقديم مجموعة تتخلّلها ثقافات تحتفي وتكرّم المرأة العظيمة.
تروي مجموعة "تريزور دافريك" قصّة تتألّف من خمسة أجزاء عن الأوجه المتعدّدة لقارّة أفريقيا. بادئ ذي بدء، أفريقيا التي ألهمت تعابيرها الفنية كلّاً من أبولينير وبيكاسو وديرين وفلامينك وبراك، وبالتالي أدّت دوراً هاماً في أعظم الثورات الجمالية والفكرية التي شهدتها باكورة القرن الماضي، من المدرسة الفوفية إلى التكعيبية والسريالية. وتجدر الإشارة إلى أنّ أفريقيا هي القارة الأخيرة التي حكمت فيها إمبراطورة، حيث تُحدّد المجوهرات مكانة الشخص. في الواقع، لم يسبق لأيّ قارّة أو بلد أن ارتقى بفنّ التزيّن بالمجوهرات إلى هذا المستوى من الإبداع والتطوّر، حيث تتّخذ الجوهرة آلاف الأشكال والاستخدامات وترمز إلى الجاذبية والقوة، وتجمع بين الجمال والهيبة. بالفعل، للمجوهرات رمزية كبيرة تُعبّر الكثير عن الشخص الذي يرتديها، وتُشكّل تعويذة تحميه من الشرّ. وبما أنّ علامة Chaumet تبتكر مجوهرات وأكاليل ملؤها العواطف، وجدت أرضية مشتركة بين إبداعاتها التي تروي من خلالها أجمل القصص والمجوهرات الأفريقية المميّزة لتبتكر مجوهرات مثالية للارتداء في حفلات الزفاف ترمز إلى العظمة عندما تتوّج رأس الشخص بالذهب والأحجار الكريمة أو الشعر المجدول بمهارة. وبما أنّ دار Chaumet لطالما كانت تميل إلى تناول مواضيع الطبيعة في تصاميمها، ابتكرت مجموعة "تريزور دافريك" لتروي لنا قصّة أفريقيا التي تفتخر بطابعها الأصيل والكريم، وتقدّم مختلف الكنوز والقصص المشوّقة.
تُزاوج هذه المجموعة الخلّابة بين مختلف عناصر الطبيعة وتتخلّلها أشكال خارجة عن المألوف وحسّ عصري مفعم بالجرأة، فتشكّل خير مثال عن القارّة التي استوحيت من ربوعها.