يرتبط الدانتيل بالرقيّ والفخامة، وهذا حاله منذ أن بدأت صناعته في القرن السادس عشر، إذ كان دائمًا يُباع بأسعار عالية، لأنّ تشكيله يتطلّب الوقت الطويل والدقّة العالية. وعكس اليوم، فقد كان الرجال هم من ارتدوا القطع المصنوعة منه في البداية، لينضمّ أيضًا إلى لموضة النسائيّة، فرافق إطلالات الجنسيْن حتّى القرن الثامن عشر. وبسبب الأموال الكثيرة التي كان يتمّ إنفاقها، اضطرّ بعض الحكّام إلى فرض قيود على ارتدائه واستيراده من الخارج، ولكن رغم ذلك، كان تهريبه من دول أخرى منتشرًا على نطاق واسع.
في البداية، كانت تتمّ صناعته على أيادي نساء ينتمين إلى الطبقات الأرستقراطيّة، وكنّ يستخدمن الكتّان، قبل أن يصبح الحرير مستَخدَمًا، ولكن في القرن التاسع عشر بدأن باستخدام القطن لتنفيذ أجمل التصاميم منه. وفي هذه الفترة، تمّ الاعتماد على الآلات إلى جانب الحرفية اليدوية لصناعته، حيث بدأ استخدام الخيوط الاصطناعيّة، الأمر الذي أبقى الطلب على ذاك المصنوع يدويًّا مرتفعًا. انطلقت صناعة الدانتيل من أوروبا، إنّما من غير المعروف من أي بلد بالتحديد، إذ أنّ الجدل ما زال قائمًا حول هذا الموضوع، حيث يقال أنّها بدأت من ميلانو، في حين يؤكّد آخرون إلى أنّ البداية كانت من البندقيّة، ويشير آخرون إلى أن بلجيكا هو بلد المنشأ، والذي ما زال والبندقيّة يشتهران حتّى اليوم بصناعته يدويًّا.
في فرنسا، انتشرت أيضًا صناعة الدانتيل بشكل كبير، إلّ أنّ الثورة الفرنسيّة التي أدّت إلى تدمير البلاط الفرنسيّ وصناعاته الفاخرة، تسبّبت بزواله، ولكنّه ابتماره ازدهر من جديد في القرن التاسع عشر بسبب الثورة الصناعيّة. وفي العام 1809، اخترع الإنجليزي جون هيثكوت آلة يمكنها صنع العنصر الأكثر تعقيدًا في الدانتيل، وهي القاعدة الشبكية. وبحلول منتصف القرن التاسع عشر، تمّ دمج الدانتيل المصنوع آليًّا وذاك المُحاك يدويًا في أشكال مثل تزيين البكرة على شبكة مصنوعة آليًا، وأصبحت مجموعة متنوعة من هذه الخامة المصنوعة بالاعتماد على الآلات. ولكن الطلب المستمرّ على الدانتيل المصنوع يدويًا، دفع بتطوير أنواعًا جديدة منه، بما في ذلك الدانتيل المُحاك باستخدام الإبرة، ودانتيل "Point de Gaze" البلجيكي، بالإضافة إلى دانتيل "Chantilly" الفرنسي الرقيق. بالإضافة إلى هذه الأربطة، تم التشجيع على احتراف تنفيذ أنواعًا أخرى منه في المنزل، مثل الكروشيه الأيرلنديّ الذي ازدهرت صناعته بعد مجاعة البطاطس في أيرلندا.
في البداية، كان الدانتيل ظاهرًا على الملابس كتفصيل فاخر، ولكن في القرن الثامن عشر، أصبح مُستَخدَمًا أيضًا كرمز يضفي الجاذبيّة على الملابس الداخليّة، وما زال حتّى اليوم يبرز فيها، كما في الأزياء الفخمة.