هناك صيحات في الموضة لا تبطل ولا تتقيّد بزمان أو مكان، وهو من الصيحات التي نعتبرها أساسية وكلاسيكية في إطلالاتنا. ولعلّ بدلة السموكينغ واحدة من هذه الصيحات التي أثبتت حضورها في إطلالات النساء لأكثر من عقود.
من أين نشأت بدلة السموكينغ
كان إيف سان لوران Yve Saint Laurent أوّل من صمّم البدلة لزبائنه من النساء، لتكون بديلاً عن الفساتين في حفلاتهن الفاخرة. وبفضل خبرته في العمل تحت إشراف كريستيان ديور Christian Dior، وتقديره لجمال المرأة وإيمانه بأن إطلالتها تزيد من ثقتها بنفسها وتعزّز حضورها، استطاع المصمّم الفرنسي أن يؤسس علامته التجارية الخاصة في العام 1961.
عام 1966، وعلى الرغم من القيود والخطوط الحمراء التي كانت تمنع النساء من ارتداء السراويل في الأماكن العام، تحدّى سان لوران الأعراف وأطلق البدلة السوداء المصنوعة من الحرير الساتان، مع قميص ذو ياقة بيضاء والتي عُرفت آنذاك باسم "السموكينغ" Le Smoking.
ردود الفعل
في مجتمع كانت فيه المرأة تخضع لقواعد الموضة المفروضة عليها، حقّق إيفا سان لوران Yve Saint Laurent خرقاً كبيراً تلقّفه عشّاق الموضة بكثير من الإيجابية. ومع ذلك، وفي ظلّ الثقافة الغربية التي كانت سائدة في عام 1966، لم يحظَ هذا التصميم بشعبية لدى الجماهير العادية التي كانت على دراية بأسلوب الحياة الرسمي القديم، حتى أن عدداص من المطاعم الفاخرة في ذلك الوقت كانت ترفض خدمة النساء اللواتي يرتدين البدلات.
وعلى الرغم من الانتقادات، خرجت بدلة السموكينغ من حقبة الستينات المحافظة لتدخل حقبة السبعينات مع جيل جديد وأسلوب موضة أكثر انفتاحاً. وكان لنجمات هوليوود آنذاك دور كبير في الترويج لها.
وهكذا، أحدثت بدلة السموكينغ تغييراً كبيراً في قواعد الموضة التقليدية لتصبح أكثر انفتاحاً ومرونة، وتشكّل نوعاً من الدعوة إلى المساواة بين المرأة والرجل. هذا فضلاً عن كونها تصميماً خالداً، وأكثر ما يدلّ على ذلك كلمة سان لوران الشهيرة: "الأهم هو الأسلوب وليس الموضة. الموضة تأتي وتذهب، لكن الأسلوب يدوم إلى الأبد". هذه الكلمات التي قالها سان لوران ليصف بها تصميمه الجريء، كان بمثابة شهادة دامغة على أناقة بدلة السموكينغ وقدرتها على تحدّي كل تقلبات الموضة العالمية.