زادت شعبية الملابس القديمة، أو الفانتدج، لفترة طويلة من الوقت، خاصة بين الأجيال الشابة، مثل جيل الألفية والجيل Z. وهناك عدد من الأسباب التي تجعلها بهذه الأهمية بالنسبة إلى جيل يُعايش التغيّرات والتطوّرات في مختلف المجالات ولا سيما في مجال الموضة، منها الرغبة في التميّز عن الآخرين والفوائد البيئية لشراء الملابس المستخدمة سابقاً.
مبدأ الاستدامة
يشكّل الانحباس الحراري العالمي أزمة كبيرة في يومنا هذا، والأجيال الناشئة هي الأكثر عرضة للتعايش مع هذا الضرر في المستقبل. انطلاقاً من هنا، زاد الوعي لدى جيل الألفية والجيل Z حول ضرورة حماية البيئة. ولأن الاستدامة تأتي في طليعة اهتماماتهم، ليس من المستغرب أن يتم إدراجها في عالم صناعة الأزياء.
بحسب الإحصاءات، فإن العالم يستهلك ما يقارب ال80 مليار قطعة من الملابس سنوياً، أي ما يمثّل زيادة بنسبة 400% عما كان عليه الوضع قبل عقدين من الزمن. هذه الزيادة المهولة، دفعت بالجيل الجديد إلى الاتجاه نحو اقتناء الأزياء القديمة للتخفيف من استخدام الأقمشة وحماية البيئة، خاصة أن زيادة إنتاج الملابس يؤدي بدوره إلى انخفاض عدد مرات استهلاك كل قطعة بسبب تسارع الموضة وتطوّرها، الأمر الذي يتسبّب بمشكلات بيئية جمّة.
من جهتها، تساهم الملابس القديمة بحلّ غالبية هذه المشكلات لأنها تقلّل الحاجة إلى إنتاج الملابس، ويعد هذا التأثير الإيجابي أهم سبب وراء رغبة الجيل الجديد باقتنائها.
البحث عن التفرّد
تتنوّع اتجاهات الموضة في كل موسم جديد، ولعلّ أبرز اتجاه نلتمسه مؤخراً هو الرغبة في التفرّد، إذ يدور البحث عن خيارات تميّزنا عن غيرنا. وليس هناك أفضل من الملابس الفانتدج لتحقيق هذا التميّز، إذ يسهل العثور على قطع فريدة معها كونه لا يتم إنتاج كميات كبيرة منها.
عنصر الجودة
ما تشهده ساحة الموضة اليوم من وتيرة سريعة تنعكس على كل تفاصيل عملية التصميم، الأمر الذي يؤدي، للأسف، إلى انخفاض نوعية المنتج واهترائه في وقت أسرع. بينما باستطاعة الأزياء الفانتدج أن تدوم لفترة أطول كون الجيل السابق لم يستهلكها بشكل مفرط كما يفعل جيل اليوم. وبالتالي فإن الاستثمار في الملابس القديمة يعني إنفاق أموال أقل على المدى الطويل.