لم يُخطئ كونفوشيوس عندما قال إنّ الورد هو رمز الحبّ، تماماً كما العطور هي رمز علامة "ديبتيك" diptyque، فهما ثنائي لا يفترق. بمناسبة عيد العشّاق، تحتفي دار "ديبتيك" للعطور بالورود بكافّة أشكالها، لذا خصّصت لها مجموعة تحمل اسم Roses Collection.
يتصدّر المجموعة وردة "سنتيفوليا" والوردة الدمشقية، المعروفة باسمها الشائع "ورد جوري"، وهما من أكثر الورود استخداماً في عالم العطور، لما تحملانه من دلالات مميّزة. تدور المجموعة الجديدة حول هاتين الوردتين، بروعة شذاهما وألوانهما، وتشمل شمعتين محدودتَي الإصدار، واحدة جديدة تعبق برائحة السنتيفوليا والثانية يفوح منها عبير الورد الجوري.
شمعة "سنتيفوليا" Centifolia
سُمّيت زهرة "سنتيفوليا" بهذا الاسم لأنّها تحتوي على بتلات كثيرة وكثيفة، تقارب المئة بتلةـ وتُعرف أيضاً بوردة أيّار، الذي يصادف شهر حصادها. تُزرع هذه الوردة في منطقة "غراس" الفرنسية منذ القرن السادس عشر لاستخراج خلاصة الورد منها.
إنّها المرّة الأولى في تاريخ صناعة العطور التي تشهد تكريس شمعة لهذه الوردة. من بين ألسنة النار، يفوح عبير الورود المنعشة، وكأنّها مغروسة في تربة "غراس" الفرنسية. الرائحة نفسها تعمّ حديقة الأزهار في شهر مايو، وتحديداً عند الفجر قبل موعد قطف الورود...
احتفالاً بهذه المناسبة، ابتكرت "ديبتيك" رسمة حصرية لتزيّن بها شمعة "سنتيفوليا". لو رأت هذه الوردة رسمتها، لَقالت: "ارسموا كل بتلة من بتلاتي! كما ترون، إنّها كثيفة وكثيرة! أريد أن تعكس البتلات رائحتي، المرهفة والآسرة، المتداخلة مع نفحات الفلفل. أمّا الألوان، فاجعلوها وردية! مع لمسة من الأزرق".
شمعة "داماسكينا" Damascena
أمّا الوردة الدمشقية، فلو استطاعت الكلام، كانت ستقول: "أنا أريد كل الألوان! أصفر وأحمر وبرتقالي وبنفسجي أيضاً، وكذلك أرجواني. ألوان تفيض فخامة وتبايناً، وكأنّها مفرقعات نارية تخاطب حاسة الشمّ"!
هذه الشمعة أيضاً ازدانت برسمة حصرية، وتفوح منها نفحات وردة أبصرت النور في الشرق، وتحديداً في دمشق. يُقال إنّ الصليبيين جلبوا هذه الوردة إلى الغرب، وها هي اليوم تُزرع في بلغاريا وتركيا، حيث يُستخلص منها زيتٌ عَطِر.
تُجسّد هاتان الشمعتان الوردتين وسماتهما المميزة، ويمكن إشعالهما على حدة أو معاً، إذ تتداخل النغمات المنعشة والمرهفة مع تلك العذبة والفاخرة.
تحتفي المجموعة برمّتها بالورد، فكل المنتجات، من ماء العطر إلى الورق المعطّر والبلسم ورذاذ الشعر وغيرها، تتباهى بغنى هذه الورود مع توليفة تخاطب الحواس.
هكذا تكون قد طرحت "ديبتيك" ألف طريقة لاستكشاف الورود وعبيرها، فضلاً عن العديد من الهدايا التي تتراوح بين العطور الشخصية والأغراض المعطّرة ليُزهر البيت بألوان وروائح ولا أروع.