افتتح معرض فني في متحف بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي في كلباء تضمن أعمالاً فنية تشمل اللوحات والزخارف والتخطيط والتصوير الضوئي، والتي أبدعها طلاب الجامعات في الإمارات.
ويأتي تنظيم معرض "مبدعون" بعد مبادرة إدارة متاحف الشارقة التي منحت الطلاب في الشارقة والفجيرة وعجمان فرصة للمشاركة في سلسلة من ورش العمل التي أشرف عليها عدد من أبرز الفنانين الموهوبين والمتخصصين في دولة الإمارات على مدار أسبوع كامل.
ويتضمن المعرض نتاج عمل الطلاب بعد المشاركة في هذه المبادرة، حيث قاموا بإبداع مجموعة من الأعمال الفنية المذهلة والمتنوعة، والتي ستعرض حتى نهاية الشهر في متحف بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي في كلباء، والذي يعد أحد أجمل البيوت التراثية العريقة في الدولة.
وكان سمو الشيخ هيثم بن صقر بن سلطان القاسمي، نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في مدينة كلباء، قد افتتح فعاليات المعرض بحضور كل من سعادة جاسم بوصيم مدير الديوان الأميري بكلباء و سعادة سعيد سالم النقبي نائب رئيس المجلس البلدي بكلباء و أعضاء المجلس البلدي و وعدد من رؤساء ومدراء المؤسسات الحكومية و الاتحادية.
وفي تصريح لها قالت سعادة منال عطايا، مدير عام إدارة متاحف الشارقة: "نحن سعداء بمشاهدة هذه الأعمال الفنية التي أبدعها الطلاب الموهوبون بعد الجهد الهائل الذي بذلوه على مدار أسبوع كامل من خلال هذا المعرض الرائع. لقد عبر الطلاب عن شغفهم وأظهروا قدراتهم ومواهبهم خلال ورش العمل التي تجسدت في النوعية العالية والجودة التي تتمتع بها الأعمال الفنية".
و قالت الهدف من مبادرة مبدعون بتوفير الفرصة لطلاب الجامعات للتعلم من أهم الفنانين الموهوبين في عدة مجالات مختلفة ومتنوعة،وبانهم يسعون لتكوين رابط متين وخاص ما بين الطلاب ومتاحفنا وتشجيعهم على زيارتها، إضافة إلى تسليط الضوء على دور المتاحف كمصدر بالغ الأهمية للتعلم والاطلاع على الثقافات المختلفة.
وقد انطلق الحدث مع تنظيم سلسلة من ورش العمل التعليمية لمجموعة مختارة من طلاب جامعة الشارقة – فرع خورفكان، وجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا – فرع الفجيرة، وكليات التقنية العليا بالفجيرة، وكلية الفجيرة.وكان الفنان السوري محمد فاروق الحداد، والذي تولى الإشراف على ورش عمل الخط العربي قد عرف الطلاب على أنواع الخطوط والأدوات المستخدمة مثل الأحبار والأوراق وقصب الكتابة، ثم ساعدهم على البدء بإبداع أعمالهم الفنية الخاصة.فيما أشرف الفنان والخطاط مصعب شامل الدوري، على تنظيم ورشة عمل الزخرفة والتي ساهمت بتعريف الطلاب على عمليات التذهيب وأدواتها والألوان والفرش التي تستخدم للتلوين بماء الذهب.
وفي ورشة عمل تحت عنوان "علاقة الطبيعة بالطبيعة"، قام الفنان التشكيلي الدكتور محمد يوسف علي الحمادي، بتعريف الطلاب على كيفية استخدام خامات الطبيعة المهملة وتدويرها بشكل جمالي يعتمد على إيقاع الطبيعة نفسها.فيما تضمنت ورشة عمل الرسم التي قدمها الفنان عبد الرحيم سالم، كيفية استعمال الباستيل الطبشوري من خلال المنظور والأبعاد الفنية لتحقيق التكامل اللوني والشكلي في اللوحة وتم التركيز على كيفية استيعاب الشكل في الطبيعة.أما ورشة عمل التصوير الضوئي التي قدمها مبارك محبوب الكياني مدرب التصوير ومصور الفيديو، فقد سلطت الضوء مهارات التعامل مع كاميرات التصوير وكيفية التعامل الأمثل مع الاضاءات المتوفرة وتوظيف الإكسسوار والأدوات لخدمة موضوع الصورة وطريقة عمل سيناريو في التصوير.
كما تضمن المعرض مشاركة لدار الياسمين للنشر بمعرض كتب، ومشاركة مدرسة كلباء للتعليم الأساسي بتقديم فقرات فنية، والتي شملت تقديم معزوفة لونجا نهاوند على آلة الفيبرافون، وأنشودة عن الأم. ومن الفعاليات الأخرى التي شهدها اليوم تقديم عروض مسرحية طلابية ومحاضرات عن نشر الكتب وإلقاء شعر.
وقد أقيمت الفعاليات في محيط متحف بيت الشيخ سعيد القاسمي، الذي يعد أحد أجمل البيوت التراثية العريقة في الإمارات، وكان قد بني في الفترة ما بين 1898 و1901 وعاش فيه الشيخ سعيد وأسرته، وأدار منه شؤون الحكم، ووقع اتفاقيات عدة، ويعكس هذا البيت النمط المعماري الإماراتي الأصيل، وتعرض حالياً فيه الكثير من المقتنيات الإسلامية التي تتمتع بقيمة وأهمية قصوى.