تعمل دويغو ديمير، القيّمة الفنّية في رواق الفنّ في جامعة نيويورك أبو ظبي، على إقامة روابط فنّية ولقاءات عابرة للحدود الوطنية من خلال نهجها الفريد في المعارض. تتحدّث إلى ELLE Arabia حول مدى الحاجة الماسة اليوم إلى التعامل مع الفنّ والثقافة دون أطر مبنية.
"سألني أحد أساتذتي ذات مرّة في أحد دروس التاريخ الإسلامي: أين تقع الحدود بين الشرق والغرب؟ حدّديها على الخريطة. ولقد شكّلت تلك اللحظة تفكيري"، تتذكر دويغو ديمير، التي ظهرت لأول مرّة في المنطقة مؤخراً في رواق الفنّ في جامعة نيويورك أبو ظبي، من خلال معرض مفتوح بعنوان: "في الوقت الحقيقي". بالتعاون مع المديرة التنفيذية لمعرض الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي مايا أليسون، يظلّ تركيز ديمير إلى حدٍّ كبير على تاريخ الفنّ حيث تجمع الفنّانين والجمهور في حوار مع البيئة ومع وجهات نظر وتجارب بعضهم البعض. وتقول: "إنّ تركيزي ينصبّ على الروابط الفنّية، واللقاءات العابرة للحدود الوطنية، وتبادل الخطابات والمواد".
عزيز المطوع، "مجرى"، ٢٠٢٢/٢٠٢٤؛ وعليا بنت أحمد، "ملاحظات عن أماكن"، ٢٠٢٢. منظر التركيب في رواق الفنّ في جامعة نيويورك أبو ظبي، ٢٠٢٤. تصوير: آلتاماش أوروج.
ومن خلال دورها كأستاذة باحثة مساعدة في تاريخ الفنّ في جامعة نيويورك أبو ظبي، تقدّم ديمير منهجاً فريداً لالتزام معرض الفنون بإقامة المعارض كوسيلة تحقيق، ولتشجيع الطلاب والفنّانين المشاركين على التفكير وتجاوز الحدود. مع حصولها على درجة الدكتوراه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وتمويل من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد، فإنّ تدريب ديمير الأكاديمي في الحداثة غير الغربية، يخدم غرضاً أكبر في المنطقة، وهو هدف يسعى للإجابة على السؤال: "ما مدى أهمية وعلاقة تاريخ الفنّ الغربي بما يحدث هنا اليوم؟ أم أنّه هو بصورةٍ مطلقة؟. وتشرح قائلة: "من خلال دراسة الممارسات التاريخية والمعاصرة الناشئة هنا، يمكننا تعزيز فهم عالمين أكثر دقّة للإنتاج الفنّي ـ فهما يتجاوزان المفاهيم الثنائية مثل الشرق والغرب". من خلال إزالة أي أطر مبنية، تهدف ديمير إلى إعادة تقييم كيفية تعاملنا مع الفنّ والثقافة. وتقول: "إذا كان علينا استخدام الاتجاهات الأساسية، فأنا مهتمة أكثر بكثير بالاتصالات بين بلدان الجنوب والإمكانيات الديناميكية التي تمثّلها".
عفراء الظاهري، "إرهاق جماعي"، ٢٠٢٣. وسائط متعدّدة (ألومنيوم، قماش قطني، خشب، حبل قطني، مصباح الصمّام الثنائي)، ضوء، صوت، ٣٣٨×٥٢×٨٨٠ سم. منظر التركيب في رواق الفنّ في جامعة نيويورك أبو ظبي، ٢٠٢٤. بإذن من الفنّانة وغاليري غرين آرت، دبي. تصوير: آلتاماش أوروج.
أحدث معرض لها، بالتعاون مع مايا أليسون، يحمل عنوان "بين المدّ والجزر"، وهو يخاطب هذا الارتباط، ويسعى إلى توسيع وتحدّي تعريف ما يشكّل المشهد الفنّي في دول مجلس التعاون الخليجي. يضمّ ٢١ فنّاناً وجماعة من جميع أنحاء المنطقة بما فيها الإمارات العربية المتحدة، وعمان، وقطر، والكويت، والبحرين، والمملكة العربية السعودية، ويعرض أعمالاً في مجالات الفنون البصرية، والهندسة المعمارية، والتصميم، والرسم، وتركيبات الفيديو، والنحت. وإنّ القصص التي تتكشّف في المعرض تأخذ في الاعتبار كيف يذيب الفنّ التعريفات الجامدة، حيث يقدّم كلّ فنّان لمحات من ماضيه وحاضره، ويستكشف التراث والثقافة أثناء عيشه وعمله في أماكن مختلفة. وتشير ديمير إلى هذا: "إذا نظرتِ إلى الفنّانين الذين اخترناهم، وخلفياتهم، والقصص التي يستكشفونها، سترين مشهداً يتغيّر باستمرار". هنا يشهد المرء جمال السرد الثقافي المشترك، ومكاناً تربط فيه القصص الناس ببعضهم البعض مما يجعلها أكثر من مجرد تعبير عن الماضي والحاضر، ولكنّها أيضاً درس في الموروثات والتاريخ والتقاليد.
عبدالرحيم الكندي، "شهادة"، ٢٠٢٤. ألوان زيتية على لوح، ٩٣×١٥٠ سم. بإذن من الفنّان. تصوير: آلتاماش أوروج.
يستمرّ معرض "بين المدّ والجزر: خمسيّة خليجيّة" في رواق الفنّ في جامعة نيويورك أبو ظبي حتى ٢٠ أبريل ٢٠٢٥.