يستمدّ منتزه مليحة الوطني جذوره من التاريخ والثقافة، وهو وجهة مثالية ترتقي بالطريقة التي يختبر فيها الناس الطبيعة، والتعليم، والمغامرة. يروي هذا الملاذ الصحراوي في قلب الشارقة قصص الماضي، ويوفّر فرصة لاكتشاف حكايات العصور الغابرة التي يعود تاريخها إلى ٢٠٠٫٠٠٠ عام.
هل أنت متحمّسة لاستكشاف الطبيعة بكامل وخالص مجدها وزيادة معلوماتك في الثقافة والتاريخ، واكتشاف طرق الهجرة، والممارسات التجارية لدى أوائل المستوطنين وطريقة حياتهم التي يعود تاريخها إلى قبائل ما قبل التاريخ التي استقرّت في المنطقة؟ منتزه مليحة الوطني هو المكان الذي يجب زيارته، بتاريخه الأثري الغني الذي يمتدّ عبر عدّة فترات ما قبل التاريخ تغطّي العصر الحجري القديم، والعصر الحجري الحديث، والعصر البرونزي. يحافظ هذا الموقع، الذي تمّ ترشيحه على لائحة التراث العالمي من قبل اليونسكو، على الآثار القديمة والتحف المكتشفة هنا ويحميها، وهو عبارة عن أعجوبة رائعة تجمع بين أفضل ما في الماضي وتقدّم تجربة تفاعلية وتعليمية حديثة. على بعد ٤٥ دقيقة فقط بالسيارة من دبي، يمكنك استكشاف كلّ شيء إما على ظهر الخيل، أو في عربة ذاتية القيادة، أو سيارة دفع رباعي للتجوّل في مساحة صحراوية شاسعة تبلغ ٣٤ كم مربّعاً مسيّجة ومحمية. مع الاعتراف بالشارقة كعاصمة ثقافية للعالم العربي عام ١٩٩٨ من قبل اليونسكو، فإنّ الوجهة الغامرة والتجريبية لمنتزه مليحة الوطني هي إحدى تلك التي تتماشى مع هذا الموقف، حيث تحمل في داخلها قصصاً من أكثر من ٢٠٠ ألف عام من التاريخ البشري المحفوظ في المواقع الأثرية مثل "جبل البُحيْص"، والمقابر القديمة في "أم النار"، ووادي الكهوف، والصخور الأحفورية والمزيد. يعرض المتحف الأثري أدوات ما قبل التاريخ المستخدمة في الصيد والمصنوعة من الصوان، كما يعرض كيف كانت التجارة تتمّ داخل المستوطنات في مليحة ومع بقية العالم الذي اتبع طرق التجارة على طريق الحرير. ومع كلّ قطعة أثرية وكلّ قسم من المتحف ينكشف الكثير عن كلّ فترة ما قبل التاريخ، وثقافتها، ومناظرها الطبيعية، وتراثها، وهناك أيضاً الكثير من الأدلّة المرتبطة بطقوس الدفن، والفخار، والعملات القديمة، وزخارف اللؤلؤ والمجوهرات، والحيوانات المنقرضة الفريدة من نوعها في المنطقة، والمتحجّرات البحرية، والتكوينات الصخرية التي يعود تاريخها إلى ٩٣ مليون عام، وغيرها الكثير.
مع الاستدامة في قلب كلّ شيء فيها، يؤمّن منتزه مليحة الوطني الذي طوّرته وتديره هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، أنشطة، وفعاليات، وتجارب صديقة للبيئة تجمع بين المغامرة، والتاريخ، والتراث. فكّري في المساكن الطبيعية، والحياة البرية، حيث تأتي النباتات والحيوانات بإضافات لا بأس بها إلى القصص الغنية للمنطقة التي ازدهرت فيها المستوطنات ذات يوم، وتوفّر الفرصة النادرة لصيد الثعلب الأحمر العربي والغزلان الصحراوية. تمتاز بإطلالات على "جبال الحجر"، كما تفتخر بنقاط مراقبة فوق الكثبان الرملية الحمراء حيث يمكن للمرء الاستمتاع بشروق الشمس وغروبها الرائع. وللذين يبحثون عن المغامرة، فسيجدون الطيران الشراعي، وركوب الأمواج على الرمال، وقيادة الكثبان الرملية، والمشي لمسافات طويلة، والرحلات، والجولات الإرشادية، ومراقبة النجوم، وركوب الخيل، بالإضافة إلى خيارات التخييم الفاخر.
إنّ النجاح الذي حقّقه "مهرجان تنوير" مؤخّراً والذي أقيم في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي هو شهادة على شعبية هذه الجوهرة في تاج الشارقة، ومع استعداده للعودة مرّة أخرى في نهاية هذا العام، يبدو أنّه حدث واعد سيجذب الزوّار من جميع أنحاء العالم.