عزيزاتنا القارئات، زميلاتنا في الصحافة، بنات جنسنا، في ما يلي تقرير عن الدورة السابعة لمنتدى المرأة العربية والمستقبل، الذي حضرناه الأسبوع الماضي. شئنا بأن يكون التقرير، ككافة تقارير "أل العربية" وتحقيقاتها، على القدر اللازم من الواقعية، الشفافية، الموضوعية، والأهم الروح النقدية بهدف الإثناء حيث الإستحقاق، والتحسين حيث الواجب. بالتفصيل، تقرير الصحفية تيري عبد المسيح، في ما أحببنا من المنتدى، وفي ما سمحنا لإنفسنا بأن نقترح التحسين للدورات القادمة. للنساء العربيات قبل كل شيء، عزيزاتي، أن يتصارحن في ما يخصّ وضعهنّ والجهود التي تُبذل لتحسين ظروفهنّ. فإنما التواصل الصريح المنزّه عن الشاعرية والرومنطيقية المنمّقة شرط أساسي للتحرّك قُدماً.
دخلنا عند التاسعة والربع صباحاً إلى فندق الفور سيزونز Four Seasons Hotel في بيروت. كان قد وصل معظم الحاضرون باستثناء الصف الأول، فسجلنا دخولنا وذهبنا لإحضار القهوة. "عفواً مدام... سكّرنا"، أجابنا النادل. وعندما رأى خيبتنا تابع: "استاذ سليمان (المدير) هيك قال."
وصلت النائب بهية الحريري، راعية المنتدى، ومعها نادين أبو زكي، مؤسسة المنتدى، وتبعتهما الإعلامية مي شدياق. طبعا يبدأ الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني لتتبعه الخطابات.
الكلمة الإفتتاحية كانت للإعلامية سمر أبو خليل، بأسلوبها الجميل، اللبق والقويّ. كلمة عنفوانية كانت الشرارة المطلوبة لبدء المنتدى. تلتها كلمة أبو زكي، رئيسة تحرير مجلة الحسناء ومؤسسة المنتدى العربي للمرأة والمستقبل NAWF ، لتؤكد على انه حان للمرأة أن تستثمر في نفسها، فالإبداع هو الإقتصاد الجديد.
أما الكلمات اللاحقة فكانت لكلّ من:
- الأستاذ موريس صحناوي: ئيس مجلس الإدارة ومدير عام البنك اللبناني للتجارة BLC Bank
- الأستاذ محمد شقير: رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في لبنان
- معالي الأستاذ رشيد درباس: وزير الشؤون الإجتماعية لبنان
- معالي السيدة بهية الحريري: ائب في البرلمان اللبناني والرئيسة الفخرية للمنتدى
الكلمة التي لمعت أكثر من غيرها كانت تلك التي ألقاها الأستاذ صحناوي، فلم تكن محضرة مسبقاً كما ذكر وبالتالي تمتعت بالعفوية والطرافة مما جعلنا نشعر بأنها صادقة.
وعادت الندوات بعد الإستراحة، حيث تعارف الحضور، شربوا القهوة و"تسايروا" عاللبناني.
ولاختصار ما حدث، سوف أذكر ما أحببناه خلال النهار الطويل وما كان بإمكانه ان يُنفْذ بطريقة أفضل.
مدراء الجلسات
معالي الوزير جهاد أزعور:
لبق، حسن التكلم ومثقف. استطاع أن يدير جلسة الحوار بطريقة سلسة، فأتاح للمتكلمين والحاضرين أن يوصلوا أفكارهم دون ارباك، كما أن مداخلاته حول موضوع الندوة، كانت إضافة غنية وجميلة. فمرّت الساعة والربع دون ان نشعر بها.
الأستاذ نجيب شقير:
شخصية قوية وواضحة. خبرته بعالم المصارف وكونه مدير إدارة المصارف في مصرف لبنان ساعدته لإدارة الجلسة التي تمحورت حول التمويل. لفتنا ردّه الذكي والآمن عندما علت مداخلة من إحدى الحاضرات، سخرت فيها من النقاش عن تمويل المرأة في حين أن الإرهاب يتصاعد في المنطقة. نتمنى في الندوات اللاحقة، أن يدير الجلسة ليس كممثل عن مصرف لبنان ولكن كمحاور فبعض المواضيع لم تفسّر بشكل كافٍ لمن هم غريبون عن عالم الأموال.
السيدة سلام يموت:
طريفة ولذيذة. هكذا كان انطباعنا عنها. فأضافت بتعليقاتها وأسلوبها في إدارة الندوة حسّاً فكاهيا ظريفاً زاد شعورنا بالإيجابية والأدرنالين في القاعة.
السيدة سمر بو خليل :
"وأخيراً" هذه كانت ردّة فعلنا عندما طرحت السؤال الأول. فسمر لم تسأل الأسئلة الديبلوماسية والإعتيادية التي تنقل للحاضرات الأمل، بل الأسئلة الواقعية التي تفكر بها كلّ امرأة. كذلك عن اللفظ ومخارج الحروف والإلقاء السليم الذي افتقدناهم في الندوات والبلد.
الندوات
الندوة الأولى: حقبة تاريخية جديدة لرائدات الأعمال العربيات
المشاركون:
- الأستاذ حبيب حداد، الرئيس التنفيذي، ومضة، الإمارات العربية المتحدة
- الأستاذ يوسف حميد الدين، الرئيس التنفيذي، Oasis500، الأردن
- السيدة رنا سلهب، الشريك الإقليمي للمواهب والاتصالات، ديلويت، لبنان
أحببنا: المشاركون في هذه الندوة كانوا رائعين وبالأخص، السيدة رنا سلهب التي تركت انطباعاً ايجابياً داعماً، لا فقط بخبرتها بل بشخصيتها وبواقعيتها التي تحاكي عقولنا وقلوبنا.
أما الأستاذ حبيب حداد والسيد يوسف حميد الدين فاعطيا نفحة ايجابية للنساء الواتي يرغبن ببدء مشاريع تقنية.
ما يمكن تحسينه: اعطاء فرصة لمناقشة وضع النساء آخذين بعين الإعتبار الفروقات الموجودة بين بلدِ عربيّ وآخر، كما الإسهاب أكثر في مناقشة وضع النساء سياسياً واجتماعياً وقانونياً حيث أن هذه القطاعات تؤثر بطريقة أو اخرى على الريادة النسائية والأعمال.
الندوة الثانية: تعزيز الحصول على التمويل
المشاركون:
- السيدة ناديا السعيد، وزيرة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابقة، الرئيسة التنفيذية، بنك الإتحاد، الأردن.
- الدكتورة سحر نصر، مديرة المشروعات- منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مجموعة البنك الدولي
- الأستاذ جو بدور، المدير العام المساعد، الخدمات المصرفية للشركات، البنك اللبناني للتجارة
- السيدة كريستينا شحاده، مدير، انديفر، لبنان
- الأستاذ عبدالله عبسي، الرئيس التنفيذي، زومال، لبنان
أحببنا: المشاركون كانوا بطريقة مباشرة وغير مباشرة قصص نجاح يمكن التطلع إليها، كالسيدة ناديا سعيد والدكتورة سحر نصر. كما احببنا النقاش الذي ساعدنا على ادراك وجود بعض القروض وطرق التسليف التي لم نكن نعلم بوجودها.
ما يمكن تحسينه: كنا نتمنى إعطاء فرصة اكبر لباقي المشاركين من الأستاذ جو بدور، الأستاذ عبدالله عيسى وخاصة كرستينا شحادة. فكان بإمكانهم إعطائنا شهادات حية كما إطلاعنا على الإجرائات الفعلية للقروض والحصول على الإستثمارات والأموال. بالرغم من غنى هذه الندوة، خرجنا بشعور اننا لم نحصل على جميع المعلومات التي نحتاجها، فقط الأمل ان هناك تسليفات متجاهلين واقع الفوائد العالية، والحاجة لمن يكفلنا بالإضافة إلى الإجراءات اللامتناهية!
الندوة الثالثة: رائدات الأعمال أمام تحدي الابتكار
المشاركون:
- السيدة رندى بدير، مدير المجموعة - قسم الصيرفة الإلكترونية وخدمات البطاقات، بنك عوده
- الدكتورة بيتينا باستيان، بروفيسور في الإدارة والريادة، الجامعة الأميركية في بيروت
- السيدة نادين أسمر، شريك مؤسس، Beyond Reform & Development، لبنان
- السيدة مديحة رسلان،الرئيسة التنفيذية، شركة ترندز العالمية للفرانشايز،لبنان
أحببنا: الموضوع والنقاش كانا ممتعين جداً ومليئين بالمعلومات والإحصائيات والوقائع. لفتتنا الإشارة إلى عدم وجود مثل أعلى لتتطلع إليها فتياتنا وشاباتنا وهو أمر ندرك دور الإعلام فيه.
ما يمكن تحسينه: تمت مناقشة هذه الندوة باللغة الإنكليزية وذلك بسبب مشاركة بيتينا باستيان القيّمة. كنا نفضل لو تم الحفاظ على اللغة العربية خلال الندوة، خاصة وان الترجمة الآنية كانت متوفّرة لبيتينا ولكلّ من لا يتكلّم العربية من المشاركين والحضور.
الندوة الرابعة: قصص نجاح
المشاركون:
- السيدة منى عطايا، الرئيسة التنفيذية، مامز وورلد، الإمارات العربية المتحدة
- السيدة لميس جوجو، الرئيسة التنفيذية، سمايل القابضة، لبنان
- المهندسة زينب مالك، Nykopings Kommun، السويد
- السيدة ميسون غنغات، المؤسس، راديو نساء، فلسطين
- السيدة ألين كماكيان، المدير العام، مايريغ، لبنان
أحببنا: نفحة الأمل الواقعية الخالية من الشعارات الخلابة، فهن نجحن، هذا يعني أننا قد ننجح نحن أيضاً. نساء جميلات قلباً وقالباً شاركن تجربتهن بفرح معنا، مما كان مسك الختام لنهار طويل .
ما يمكن تحسينه: إعطاء وقت اطول لهذه الندوة وإقامتها في أول النهار.
اللوجستيات:
أحببنا: المنشورات التي وزعت بمفكرة المنتدى وخاصة الجزء الذي يعرّف الحضور على سيرة الذاتية للمشاركين. ولكن ليس مقبولاً بأن تكون اللغة العربية ثانويّة في المفكرة والمنشورات في حين أن عنوان المنتدى يشير بكلّ وضوح على أن المنتدى عربيّاً ويخصّ المرأة العربية!
أما فيما يتعلّق بالغذاء، فتوقّعناه أن يكون فاخراً أكثر مما كان عليه، ليليق أكثر بالمدعوّين وبسعر البطاقة (٢٠٠$ للشخص المشارك).
عامةً، كان نهار جميل فيه أمل. فبعد مئات الأعوام من نضال النساء، تبقى المرأة العربية بحاجة لتذكير ولو بسيط، بأنها تستحق العيش بطريقة أفضل.
أحببنا بصيص الأمل الذي رافقنا بعد مغادرتنا للمنتدى. نتمنى أن يحتوي المنتدى القادم على واقعية واستراتجية أكبر في الندوات تساعد ليس فقط على تقوية المرأة ودعمها معنوياً، بل أيضاً على أن نخرج من المنتدى حاملين "الطريقة، والكيف" وكلً المعدات العلمية، والمعلومات المطلوبة لأخذ القرارات والبدء بعمل فعليّ على الأرض.
تحقيق تيري عبد المسيح