لقد دخل عالم الصور المتحركة إلى السينما ومنذ فترة طويلة إلى دنيا الكتابة القصصية والروائية. وكان سابقاً يتوجّه إلى الصغار لكنه الآن فنّ قائم بحدّ ذاته يسرع إلى قراءته الكبار قبل الأطفال. ولقد دخل العرب أخيراً، منذ بضع سنين، في هذا الحقل الجميل حيث الكلمة تكون أقرب إلى الواقع والعامّية، بينما تحتل الصورة مكان الفن وزمانه.
تجربة دار قنبز
إن لهذه الدار البيروتية التي تديرها امرأتان، تاريخاً طويلاً مع القصّة المصوّرة المنتقاة بعناية فائقة لتمزج ما بين الفكرة الجميلة والقضية السامية والكلمة الحلوة والرسم الفنّي الرائع. في كتاب "مدينة مجاورة للأرض" لجورج أ. مهيا، نواكب قصة موظف عادي يعود من عمله ليكتشف أن البيت الذي كان يسكن فيه مع عائلته لم يعد موجوداً. ماذا حصل؟ كيف اختفى البيت؟ لا أحد يعلم. ولقد تحوّلت المدينة كلها إلى متاهة من دون مدخل، إذ يصبح الجنون المخرج الوحيد منها. "أعتقد أننا سنكون هادئين في الحرب المقبلة"، تحكي الرسوم عن بلد يدخل الحرب فجأة فتتبعثر كل الأحلام والمشاريع، وتبصر النور مشاريع أخرى.