يشكّل النمل أحد أكثر أنواع الحشرات المنزلية انتشاراً، ولاسيما أنه يمكنه أن يعيش داخل وخارج المنزل، والمعلوف أن النمل هو من الحشرات التي تغزو المنزل في فصل الصيف بكثرة، مما يسبب الازعاج للقاطنين في المنزل وبالأخص لربات البيوت، اللواتي يسعين للتخلص من النمل بشتى الطرق والوسائل الممكنة.
لكن ما لا يعلمه كثر هو أن للنمل فوائد كبيرة قد تساعد بالكشف عن مرض خطير يحدق بالانسان، اذ أفادت دراسة حدثية أجراها علماء في فرنسا، حول الحشرات أن النمل لديه القدرة على اكتشاف رائحة السرطان في بول المصابين بالورم، وذلك لأن عدة أنواع من السرطان تؤدي إلى تغيير رائحة البول.
واعتبر الباحثون في هذه الدراسة أن ما تم التوصل له يمكن أن يتم استخدامه كوسيلة فعالة، من حيث التكلفة، لاكتشاف الإصابة بالسرطان لدى المرضى. وفي هذا السياق،أكدت مؤلفة الدراسة، أنه يمكن استخدام النمل ككاشف بيولوجي للتمييز بين الأفراد الأصحاء والحاملين للورم، معتبرة أنها سهلة التدريب وتتعلم بسرعة وتتسم بالكفاءة العالية، وليست مكلفة".
وحول التفاصيل التي أجريت فيها الدراسة، فقد اعتمد البحث الجديد على دراسة سابقة كانت أجرتها المؤلفة وأظهرت أن النمل كان قادرا على "شم" الخلايا السرطانية البشرية التي تم تكوينها في المختبر".
اما في الدراسة الحالية، فقد تم عمد الباحثون الى عرض 70 نملة من نوع (فورميكا فوسكا) لعينات بول من فئران مصابة بأورام وأخرى دون أورام، بحيث تمكّن النمل بعد 3 تجارب، من التمييز بين رائحة بول الفئران السليمة ورائحة الفئران المصابة بأورام.
وعلى الاثر اعتبر الباحثون إن السبب وراء قدرة النمل على القام بذلك هو أن لديه "نظام شمي حساس للغاية".
وقال أحدهم : "قمنا بتدريب النمل على التعلم النقابي لربط رائحة معينة - السرطان - بمكافأة، وبعد تجارب قليلة جدا تعلموا الارتباط وأضاف : التعلم النقابي هو العملية التي من خلالها ينشئ الإنسان والكائنات الحية الأخرى رابطا بين ظاهرتين أو أكثر، وفي هذه الحالة تم ربط اكتشاف رائحة السرطان بمكافأة. واكد الباحثون أن الدراسة خلُصت الى أن النمل يمكنه التمييز بين بول الفئران السليمة وبول الفئران الحاملة للورم، وهذا ما شكل مفاجأة حتى للباحثين.