يعتبر المال هو عصب الحياة وبه نحقق رغباتنا واستمرارية المعيشة، ونظرًا لظروف الحياة العصرية المعقدة، غالبًا ما نجد دخل الأسرة لا يكفي لتمويل ذلك الصرح لتحقيق أهدافه وطموحاته، ومنها تزداد الخلافات الزوجية وقد تصل إلى حد الإنفصال، حيث كشف استطلاع رأي أجراه موقع YouGov في لندن لبضع جمعيات خيرية مختصة في العلاقات بين الزوجين، أن إدارة الموارد المالية تفوّق على أمور أخرى، مثل الواجبات المنزلية والعلاقات مع الجنس الآخر والرغبات الجنسية المختلفة بين الزوجين في كونها المسبب الأكبر للتوترات في العلاقة. وما يجهله الكثيرون، هو أن أبرز سبب للخلافات بين الزوجين هو المال، فطريقة صرفك للمال قد يكون نقطة الضعف في علاقتك، وإن كان أسلوب إدارتك للمال لا يتطابق مع أسلوب شريكك، عندها قد تكونان معرضان للكثير من التوترات بينكما في المستقبل.
ومن بين 5 آلاف شخص شملهم الاستطلاع، قال 25% إن القلق بسبب المال كان أكبر مسبب لحدوث فجوة في العلاقة، وجاء عدم التفاهم بين الزوجين في المرتبة الثانية بنسبة 20% وتبعها الاختلاف في الرغبات الجنسية بفارق ضئيل بلغ 19%.
المال سر السعادة
تقول لميس مراد – سورية- : " لا سعادة بدون المال، ولا حياة كريمة بدون هذا العامل، فالسعادة تباع وتشترى بالمال، لاسيما ونحن نعيش في ظل حياة مترفة والتزاماتها المادية كثيرة، فالمال هو من يجلب الحظ للإنسان وكذلك عندما يعاني الإنسان المرض يكون المال هو أحد أسباب الشفاء بعد فضل الله علينا". وتشير لميس إلى أن غياب المال وشحه في الحياة الزوجية يعتبر من أبرز أسباب المشكلات الزوجية، وخاصة في ظل وجود الأبناء وتعدد احتياجاتهم المرتبطة بالمال بالشكل الأكبر.
وتشاركها الرأي كلثوم محمد – يمنية- التي تؤكد أن 90% المشكلات الزوجية السبب الرئيس فيها المال، وتقول: " قبل أن أتزوج لم أكن أهتم بالمستوى الإقتصادي للرجل الذي سوف ارتبط به، ولكن بعد زواجي ايقنت أن المال مهم في استقرار الأسرة، كما يعتبر أحد أهم عوامل التوافق بين الزوجين".
وتنصح روان إبراهيم (فلسطينية)، كل فتاة ترغب في الزواج أن تختار الزوج المتمكن مادياً قبل كل شيء، فالمال سيساعدها على تجاوز عيوب الكثيرة في الرجل، وهو أحد أسباب السعادة في الحياة الزوجية.
الإدارة المالية
يشير الخبير الاقتصادي الإماراتي نايل فالح الجوابرة، إلى أن الزوجة دور كبير في إدارة ميزانية الأسرة، ويقول: " على الزوجة التفريق بين الحاجه والرغبة والأمنية، ويجب عليها انفاق المال بالشكل الصحيح على اساسيات الحياة أولاً لكي تستمر في هذة الحياة، فتحقيق الأمن الأسري واجب عليها، وعملية وضع الأهداف المالية من أهم الخطوات اللازمة لتحقيق الأمن الأسري، فوجود هدف يعني أن لدى الأسرة الحافز اللازم لإتباع إحدى خطط إدارة المال، أما الرغبة هي شعور عابر يدفعها إلى تحقيق شيء ما، وهذا الشعور قوته الدافعة ضعيفة وعمره قصير للغاية ويمكن تلبيته بأي بديل اساسي لديها، وأما الأمنية فهو شعور متكرر يلازم الإنسان من فترة لفترة، أي أنه غير متصل فهو يخمد تاره ويقوى تارةً أخرى ويمكنها استبداله بالأساسيات".
ويقول الجوابرة أن الأسرة رغم صغرها إلى أنها من أهم المؤسسات في المجتمع، ويوضح أهمية مشاركة الأبناء في إدارة ميزانية الأسرة، ويقول: " من الواجب علينا إشراك الأبناء في إدارة ميزانية الأسرة لكي يتعلموا كيفية توزيع دخل الأسرة على أوجه الإنفاق المختلفة، وكيف يمكن اختصار بعض أوجه الإنفاق لتدبير ما يمكن إنفاقه على أحد أبواب الإنفاق التي تزدهر في بعض الشهور دون أخرى. هذا بالإضافة إلى أنهم يتعلمون مهارة حل الأزمات والتفكير في الخروج منها، وعدم اللجوء إلى الغير لحلها، ولا يصبح الاقتراض هو الطريق السهل أو التلقائي لحل أزماتهم المالية، وهذا التدريب يساعدهم عند الزواج، وعدم وجود ما يتفاجؤون به".
نصائح وارشادات
- يقدم نايل الجوابرة مجموعة من النصائح والارشادات التي تعين الأسرة على إدارة ميزانية المنزل بجدارة، وهي:
- أولاً: تحديد الدخل الشهري الثابت من دون الاعتماد على الدخل الاضافي.
- ثانياً: إشراك أفراد الأسرة جميعاً في وضع الميزانية لتحمل المسؤولية.
- ثالثاً: كتابة المصروفات الأساسية الشهرية للأسرة.
- رابعاً: مراجعة المصروفات الشهرية، والتخلي عن الكماليات.
- خامساً: الاستفادة من الخصومات والعروض الشهرية.
- سادساً: شراء الكميات من السلع من سوق الجمله.
تحقيق رنا إبراهيم