في الوقت الذي يتدفق فيه معظم سكان إمارة دبي على مراكز التسوق الفاخرة خلال عطلات نهاية الاسبوع، اكتشف بعضهم مكان ليس ببعيد عن الفخامة التي اشتهرت بها الإمارة، والمتمثلة بـ "سوق دبي للبضائع المستعملة"، وهو عبارة عن بازار يقام في الهواء الطلق في إجازة نهاية الأسبوع، في أماكن غير ثابتة من الإمارة، ليشهد السوق توافد مئات الأشخاص من الزوار والبائعين، في مكان يعرض به أفضل المنتجات المستعملة، وبأرخص الأسعار، كالأدوات المنزلية، وأقمشة، وتحف خزفية، ولعب أطفال، والألعاب الالكترونية، ومنصات الكتب، والملابس الفاخرة، والتحف العتيقة، والمصنوعات اليدوية، والسجاد والسيراميك وغيرها من المقتنيات الثمينة.
تقول منى محمد من مصر، التي تزور السوق لأول مره برفقة خطيبها إسلام محسن، وتقول: " عن طريق الصدفة، وبينما كنت برفقة خطيبي نقضي إجازة نهاية الأسبوع، لفت انتباهي هذا البازار، وعندما اقتربت منه، تفاجأت أنه مخصص لبيع البضائع المستعمله، ويحتوي على منتجات متنوعة، ورخيصة الثمن". وتوضح منى أن المكان المكتظ بالجماهير وطبيعة عملية البيع تذكرها بالأسواق الشعبية بمصر، بينما يقول خطيبها محمد أنه استمتع بتجربة زيارة السوق المستعمل، وينوي زيارة السوق بشكل دائم، ومن ضمن الأشياء التي ممكن أن يقتنيها من هذا السوق، يقول موضحهاً: " سأشتري كل شيء لا يلبس كإكسسوارات السيارة والإلكترونيات والتحف وغيرها".
أما برشات بلاكشنا من الهند، اعتاد على زيارة السوق المستعمل، حتى أنه بدأ يتابع أخبار السوق عبر الموقع الالكتروني للسوق، ويقول: " ليس من الخطأ وجود سوق مستعمل في دبي، على العكس وفر علينا عملية شراء المنتجات الباهضة الثمن التي تباع في المولات والأسواق الخارجية، لنجدها في هذا المكان بسعر مناسب للجميع، وبالتالي عملية إرضاء الذات واشباع الرغبات أصبحت متاحة وبأقل الأسعار".
وتؤيد ربى كيالي، سورية، فكرة وجود سوق مستعمل بدبي للتخلص من المقتنيات والأدوات المستعملة، وتقول: " هذه أول مره أزور بها هذا السوق، ووجد أن الأجواء جداً جميلة ومسلية، ولفت انتباهي ركن الكتاب المستعمل، الذي يحتوي على كتب متنوعة وبلغات متعددة وبأقل الأسعار". هذا وتنوى ربى المشاركة في السوق المستعمل مستقبلاً حيث يوجد لديها العديد من المقتنيات لعرضها والاستفادة منها. من جانبها لا تجد فرح محمد- إماراتية- التي تتردد على زيارة السوق المستعمل من فترة طويلة، أي نوع من الخجل الاجتماعي يمنعها من زيارة السوق، وتقول: " في البداية لم تعجبني فكرة وجود سوق للمقتنيات المستعملة، ولكن بعد زيارتي للسوق وجدت الكثير من الأدوات والمقتنيات الجيدة وبأسعار مناسبة، وبعيداً عن الملابس، هناك الكثير من الأشياء التي اقتنيها كالكتب وأدوات المطبخ والأجهزة الكهربائية، عدا عن السجاد وألعاب الأطفال المتوافرة بكثرة وبأرقى الماركات العالمية".
تجارة وتسلية
للمره الثانية يشارك أنس الحجازي، من فلسطين في السوق المستعمل، ويقول: " تعتبر السوق المستعمله هي سوق ممتعه أكثر من كونها مربحة، فطبيعة عملية البيع والأجواء الاجتماعية اكسبتني الكثير من المعارف، عدا عن قضاء وقت الفراغ بجانب الربح المادي، جميعها جعلتني أشارك في السوق للمره الثانية". من ضمن البضائع التي يعرضها أنس في البازار، يأتي في مقدمتها: الملابس والأدوات الشخصية ومعدات المطبخ، يوضح أنس: " لكل إنسان العديد من الأغراض التي يتخلص منها ويجددها في كل فترة، لذلك بدلاً من التخلص منها ورميها في سلة المهملات، أبيعها بثمن رخيص ليستفيد منها الغير".
من جانبها، تقول لولو كنتي، فلبينية: " أنا من زبائن السوق الدائمين ولدي أصدقاء كثر يشاركون في هذا البازار، وبعد أن جمعت عدد كبير من ملابسي ومقتنياتي الخاصة، قررت المشاركة وحجز كشك في السوق، وكنت مترددة في البداية، ولكن بعد مرور أول ساعة من البيع شعرت بالراحة والسعادة، كوني بعت الكثير من أغراضي بسعر مرضي للغاية، وتشاركني صديقاتي في عملية البيع التي أعتبرها مسلية". ترى لولو أن هناك إقبال كبير من جانب الجالية العربية على زيارة السوق المستعمل، وأن الماركات أكثر ما يلفت انتباههم.
تحقيق رنا إبراهيم