أظهرت نتائج أبحاث علمية أن نحل العسل يمكن أن يصبح شريكا مهما ضمن شركاء مكافحة الجريمة، وذلك عبر مساعدته في تحديد مكان جثث الأشخاص المفقودين، حيث يعكف الباحثون في جامعة جورج ميسون على التقصي حول هذا الأمر.
وبحسب الباحثين، فيمكن التقاط المركبات العضوية المتطايرة المرتبطة بالتحلل البشري، ثم يتم إعادة هذه المركبات إلى خلية النحل حيث تصبح القرائن جزءا من عسلهم، كما ان تحديد نشاط النحل في مزارع النحل أو في البرية وتحليل بروتيناتها يمكن أن يساعد في قيادة الباحثين إلى الرفات البشرية
وهذا ما يتم دراسته في جامعة جورج ميسون في فرجينيا، حيث تتعاون كل من مبادرة نحل العسل ومختبر أبحاث العلوم الجنائية والتدريب لمعرفة ما إذا كان العسل الذي ينتجه النحل يمكن أن يساعد المحققين في حل الجرائم التي مر عليها وقت طويل دون الوصول لفك لغزها.
ووفقا للنظام الوطني للأشخاص المفقودين والمجهولين فإن هناك أكثر من 600 ألف شخص في عداد المفقودين في الولايات المتحدة كل عام، وفي حين عثر على العديد من هؤلاء الأفراد أحياء، لا يزال عشرات الآلاف في عداد المفقودين، ويتم انتشال ما يقدر بنحو 4400 جثة مجهولة الهوية كل عام.
ولأن عسل النحل يحتوي على بروتينات بها معلومات كيميائية حيوية حول ما يأكله النحل؛ استخدمت الأبحاث السابقة هذه المعلومات للكشف عن المبيدات الحشرية في العسل. حيث يلتقط النحل الجزيئات بشكل طبيعي عندما يتلامس مع الزهور والماء والتربة، ويعتقد الباحثون أنه يمكنهم التقاط المركبات العضوية المتطايرة المرتبطة بالتحلل البشري، وإعادة هذه المركبات إلى خلية النحل حيث يصبح العسل جزءا من القرائن.
وفي هذا السياق اوضحت ماري إلين أوتول رئيسة برنامج علوم الطب الشرعي وهي عميلة سابقة لمكتب التحقيقات الفدرالي انه"لطالما شكلت مسارح الجريمة في الهواء الطلق تحديا للمحققين، لا سيما تحديد موقع الرفات البشرية".
وقالت: "ستسمح لنا أبحاث النحل بإثبات علمي أن تحديد نشاط النحل في مزارع النحل أو في البرية وتحليل بروتيناتها يمكن أن يساعد في قيادة الباحثين إلى الرفات البشرية، واضافت : في هذه الحالة، فالنحل هو شريكنا الجديد في مكافحة الجريمة، وهذا علم مذهل".