تبوأت المرأة العربية بصفة عامة والخليجية على وجه الخصوص مكانة متميزة، واعتلت مراكز قيادية رئيسة، جعلت منها نموذجاً يحتذي به الغير، بل أصبحت المرأة صانعة قرار يعتمد عليها في جميع المجالات وصولاً نحو المناصب القيادية العليا، فما هي مواصفات المرأة القيادية؟
-تقول ثريا العوضي، عضو مجلس إدارة سيدات أعمال الإمارات ورئيس لجنة الخدمات والعلاقات العامة، أن القيادة تبدأ من التعليم والتربية من الصغر، و زرع الثقة في النفس، عدا عن دور المجتمع في بناء الشخصية القيادية، فالسفر على سبيل المثال يصقل شخصية الإنسان القيادي، ونحن في دولة الإمارات مثلنا وقدوتنا الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات والمغفور له بإذنه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذين زرعوا بنا بذرة القيادة، ونحن اليوم أمهات نزرع بذرة القيادية المرتبطة بقوة الإيمان، والجرأة والطموح في نفوس أبنائنا وصولاً نحو أعلى المناصب.
-وتقول سيدة الأعمال الإماراتية مريم المدفع، أن المرأة القيادية يجب أن يكون لديها حضور ومشاركة فعالة، ويكون لها دور مؤثر بما حولها، لذلك يجب أن يكون لديها شخصية وكلمة، عدا عن مشاركتها في المؤسسات الاجتماعية وترك بصمة مشرفة. وهذه الشخصية القيادية لا تأتي إلا بالفطرة وصقلها يأتي بالتعلم والخبرات.
-وترى فاطمة الجابر، رئيس العمليات التنفيذية في مجموعة الجابر، أن المرأة القيادية هي القادرة على تربية جيل يكمل مسيرة قيادتها، من خلال الصفات والخبرات التي تستطيع أن تورثهم للأجيال القادمة، والتي من خلالها تورث للأجيال ليطوروها في المستقبل، كما أن القيادة لا تعني فقط الوجود في المراكز القيادية، بل الطموح أهم من ذلك، وهذا ما تعلمناه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، نائب رئيس الدولة رئيس وزراء ، وحاكم دبي، في الطموح نحو الرقم واحد.. كما أن القيادة تتطلب تعزيز المهارات وفي النهاية العطاء مهم، والتدريب أيضاً".
القدرة على التأثير وإضافة بصمة ورؤية خاصة في عملية التطوير هي أحد أبرز متطلبات القيادة الناجحة، هكذا حددت سيدة الأعمال السعودية والشريك المؤسس للشركة الإبداعية تراكس السعودية، سارة العايد، مواصفات المرأة القيادية، وقالت: " إذا استطاعت المرأة غرس أسس وقواعد التمكين في نفوس موظفيها، بحيث يستطيعون أن يكملوا مشوار العطاء معتمدين على ذاتهم، هنا تكون قد وصلت إلى أعلى مراتب القيادة، كما أن القيادة لا تعني التدريب فحسب إنما التدريب النابع عن الخبرة، فالقيادة ليس بالضرورة أن تكون المرأة مديرة أو مسؤولة، بل أن تكون لديها خبرة وحوافز تقدمها للغير من أجل إكمال المسيرة". تعتبر العايد أن القيادة هي سمة يخلق عليها الإنسان ويكتسبه في نفس الوقت
-وتقول الشاعرة والأديبة البحرينية منيرة إبراهيم السبيعي، أن القيادة تعني أن تكون المرأة صاحبة ثقة وإرادة، وإصرار وعزيمة، كما أن ثقة المرأة تعني قدرتها على العطاء، بدون مقابل وبدون انتظار أي مردود آخر والمرأة بطبيعتها، رمز لهذا العطاء سواء أكان من خلال الأسرة أو العمل أو التعليم، كما وأن المرأة بطبيعتها لديها سمات قيادية تبدأ من الأسرة، وتعتمد بعدها على حسب مبادرتها، فالمرأة حين تبادر سيكون لها مكانة وسوف تعطي وعندما تعطي سيكون لها مركز فترتقي، وهكذا هي عجلة الاستمرارية من العطاء المتواصل.
-وتحدد كلثم عبد الله بن مسعود، رئيس مجلس الإدارة، مواصفات المرأة القيادية، وتقول: " أولاً يجب أن تكون واثقة من نفسها، مهيأة لمواجهة المجتمع، ومسلحة بالعلم والمعرفة، ولديها قدرة على المواجهة والمغامرة، وأخص بالذكر المجال الاقتصادي الذي يحتاج إلى روح المغامرة، كما يجب أن تتمتع القيادية بالحضور والثقافة وأن تكون متحدثه لبقة، قادرة على إدارة عملها ومشروعها في أي مؤسسة. وبالنهاية القيادة موهبة مثلها كموهبة الرياضة أو الشعر، وهي بذرة يولد عليها الفرد و تدعمها القواعد الخارجية" التمكين" وصولاً نحو القيادة الحقيقية".
تحتاج القيادة لعدة مقومات؛ منها الثقافة والخبرة والثقة بالنفس، بعيداً عن التكبر بالإضافة إلى الرغبة في تعليم الآخرين وتوصيل الخبرة للجيل القادم، هكذا تحدد المحامية الكويتية فاتن فاروق النقيب، مواصفات المرأة القيادية، وتقول: " لاشك أن التربية تلعب دور في نشأت الإنسان وتحدد شخصيته سواء أكان إنسان منطوي أو واثق من نفسه أو متردد و غيره، هذا ما استخلصته من الحياة، والحمد لله أنعمت بتربية وسط أسرة مثقفة تتمتع بروح الحوار، ولم يكن هناك ما يقف أمام طوحي وبالتالي كل هذه الأمور أهلتني لأكون قيادية".