خلوا الحياة الزوجية من مشكلات واختلافات في وجهات النظر، و عادة ما يرمي كلا الزوجين الأسباب على الطرف الأخر، فنرى الزوجة في حالة بكاء وضجر لأنها تعتبر نفسها مضطهدة ومظلومة أمام زوج لا يعيرها أي اهتمام كما تظن، في حين يتذمر معظم الرجال من كثرة استفسارات وطلبات المرأة، والبعض يعتبرها وكأنها جهاز راديو ينطق ولا يسمع، فمن المسؤول عن المشكلات الزوجية؟
يقول مارك أسمر، مستشار ومدرب مختص في شؤون العلاقات الزوجية: " قبل الحديث عن من المسؤول عن المشكلات الزوجية، يجب التعرف على تركيبة دماغ كلا الجنسين، فدماغ الرجل من الناحية الفسيولوجية هو أكبر من دماغ المرأة، والدماغ هو عبارة عن فصين أيمن وأيسر وبينهما فاصل أو وصلة، وهذا الفاصل في دماغ المرأة أغلظ من الرجل، والمرأة بطبيعتها تستخدم الفصين في نفس الوقت، بعكس الرجل الذي يستخدم فص واحد منهم، لذلك الرجل يركز أكثر من المرأة، والمثال على ذلك؛ أن الرجال تلمع أسمائهن في عالم الطبخ وتصميم الأزياء، وهما في الحقيقة تخصصين خاصين بالمرأة، والسبب يعود إلى تركيز الرجل المضاعف عن المرأة".
يضيف: " إذا كان الزوج مغرم بزوجته وكان يشاهد مباراة كرة القدم المحببة للرجال، ووقفت زوجته أمامه من المستحيل أن ينتبه لها لان تركيزه منصب فقط على المباراة، لأنه يستخدم فص واحد من الدماغ، وجل تفكيره منصب على المباراة، لذلك على الزوجات تجنب الحديث مع أزواجهم في هذه الأثناء، في حين أن المرأة تستخدم دماغها الكامل في كافة تفاصيل الحياة، فحين يبكى الطفل، والأبوين يشاهدان التلفزيون، تنتبه الأم لطفلها قبل الأب، لأنها تستخدم كامل دماغها، أما الرجل لا يركز إلا في شيء واحد، ومن هنا تبدأ المشكلات الزوجية".
زوجي لا يشاركني اهتماماتي، مشكلة تعاني منها معظم الزوجات، يعلق مارك: " السبب يعود إلى تركيبة دماغ الرجل المختلفة عن المرأة، وكذلك رأس الرجل المختلف عن المرأة حتى بالشكل، لذلك الرجل لا يشارك المرأة اهتماماتها، حتى بالنسبة لطريقة تحليل المعلومات، فهي مختلفة بين الرجل والمرأة، وكذلك الرجل يفضل الاختصار بالكلام، وهذا بعكس اهتمامات المرأة، التي تعشق الاسراد في تفاصيل الموضوع، لذلك على الرجل معرفة كيف تفكر المرأة وبماذا تحس، حتى يستطيع أن يشاركها اهتماماتها".
محاذير ومسببات
يحدد مارك الأسباب التي تؤدي إلى المشكلات الزوجية، ويجمعها في النقاط التالية، وهي:
- مناقشة المرأة الرجل في أكثر من موضوع في نفس الوقت يشتت الرجل لأن تركيز الأخير يكون منصباً في زاوية محددة، ومن هنا تبدأ المشكلات الزوجية.
- رأس الرجل منظم في حال دماغ المرأة يحتوي على الكثير من المواضيع، لذلك على المرأة ترتيب أفكارها قبل الحديث.
- الرجل بطبيعة أفكاره منظمة لذلك يصل إلى الحلول أسرع عن المرأة، بينما المرأة مشتته في تفكيرها، فعندما تواجه الزوجة مشكلة فهي لا تصل إلى الحلول بل تتبع استخدام أسلوب الصراخ والضجر في وجه الزوج، وعلى سبيل المثال: الزوج حين يعود من عمله وهو يعاني من ضغوط نفسية، تأتي المرأة أمامه وبدافع الحب تسأله عن مزاجه وتغير حالته النفسية، في حين تفكير الزوج مازال في العمل، وبسكوت الزوج وعدم رده عن أسألتها تبدأ بالصراخ والضجر، لذلك على الزوجة ترك الرجل ومنحة مزيداً من الوقت للتفكير والاسترخاء.
-على الزوجة اختيار الوقت المتناسب للحديث عن عواطفها، على سبيل المثال في حال انشغال الزوج بمشاهدة التلفاز يجب تجنب الحديث عن العواطف والمشاعر لان تفكير الزوج سيكون مركز على التلفزيون، في حيت تستطيع الزوجة التحدث عن مشاعرها ومشاهدة التلفاز والقيام بواجبات المنزل بنفس الوقت.
- من طبيعة عقلية الرجل أنهم لا يستطيعون التركيز في أكثر من جانب، وعلى المرأة تجنب طلب أكثر من شيء في نفس الوقت، لأن ردت فعل الزوج الحتمية ستكون سلبية.
الخيانة هي من أصل المرأة!
يقول مارك في مجتمعاتنا العربية يقال أن الرجال يصابون بالملل من زوجاتهم، ولكن في الحقيقة أن المرأة هي التي تعاني الملل، كون الزوج يعمل في الخارج ولساعات طويلة ويعود إلى المنزل وهو مشتاق لزوجته، أما المرأة فهي في المنزل وهي التي تمل من طبيعة حياتها، وكذلك نرمي اللوم على الرجل ونقول بأنه يخون زوجته ولكن في الحقيقة أن الخيانة هي من أصل الأنثى، فحين يخون الرجل زوجته فهو يخونها مع أنثى أخرى وبالتالي الخيانة هي صادرة من الأنثى، وكذلك هي الزوجة إذا خانت فالخيانة منها، ولكن في مجتمعات شرقية نسعى نحو تخبئة المرأة من الخيانة؛ فمن يتخذ قرار الخيانة هي المرأة ذاتها".
هو وهي ... نصائح وإرشادات
يقدم المستشار والخبير الأسرى، مارك أسمر مجموعة من النصائح للزوجين لتجنب المشكلات الزوجية، وهي:
- المطلوب من الرجل حسن الاستماع للمرأة ومنحها الوقت للتعبير عن مشاعرها.
- على الرجال التعرف على مشكلات زوجاتهن دون إعطاء الحلول فور سماعهم للمشكلة، لأن حلولهم سوف تلاقي الرفض بشكل مؤكد.
- تجنب مقاطعة المرأة عند حديثها، وعلى الرجال إقناع زوجاتهم بلطف بضرورة الاختصار بالحديث.
- على الزوجة أن تدرك أن الرجل لا يهتم بتفاصيل الأمور، وبالتالي عليها الاختصار بالكلام قدر الإمكان.
- يجب على الزوجة اختيار الوقت المناسب لمناقشة مواضيعها مع زوجها، وتجنب الحديث مع الزوج وهو في حالة من العصبية.
تحقيق رنا إبراهيم