كشف "مستشفى برايم"، الاسم الرائد في مجال توفير الخدمات الطبية والرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، عن نجاحه مؤخراً في إنقاذ حياة طفلة تعاني من داء الريزوس، في إنجاز جديد يضاف إلى مسيرة التميز الطبي التي حققها المستشفى خلال السنوات الماضية.
وأوضح المستشفى أن الطفلة التي ولدت قبل 5 أسابيع من التاريخ المتوقع لولادتها كانت تخضع للمتابعة من قبل عدة أطباء متخصصين في المستشفى منذ أن كانت جنيناً في الأسبوع الثالث عشر للحمل، حيث تطلبت حالتها الرعاية الجنينية المبكرة نظراً إلى معاناة الأم البالغة من العمر 35 عاماً من حالة موت الجنين داخل الرحم والركود الصفراوي في السنوات السابقة، وتم على إثر ذلك وضع خطة طبية مدروسة لضمان نجاح الولادة بعد مشاورات متبادلة بين طبيبين مختصين بطب الأجنة في دبي وبلدها الأم.
وفي تفاصيل المتابعة الجنينية، رصد الأطباء تركيز الأجسام المضادة التي تتكون نتيجة اختلاف عامل الريزوس بين دم الأم التي تحمل عامل ريزوس سلبي RH- والجنين الحامل لعامل ريزوس إيجابي RH+، حيث يعتبر الجهاز المناعي للأم في هذه الحالة أن الخلايا الحاملة للعامل الإيجابي أجسام غريبة وبالتالي يفرز تلك الأجسام المضادة لمحاربتها. وتعمل الأجسام المضادة في حال وصولها إلى دم الجنين عبر المشيمة على تدمير خلايا دمه الحمراء.
وعليه، عمد الأطباء إلى إجراء تخطيط الدوبلر لشريان المخ الأوسط لتحديد سرعة الجريان الانقباضي PSV، التي تساعد الأطباء على التنبؤ بإمكانية الإصابة بفقر الدم نتيجة انحلال الدم الذي تسببه الأجسام المضادة، وبالتالي تمكنهم من تحديد مدى ضرورة نقل الدم إلى الجنين داخل الرحم لحمايته من الإصابة بقصور القلب.
وأضاف المستشفى أن الأطباء اكتشفوا في الأسبوع الـ 23 وجود ارتفاع في سرعة الجريان الانقباضي مما تطلب ضرورة نقل الدم إلى الجنين داخل الرحم. لذا تم نقل المريضة جواً إلى بلدها حيث خضعت لـ 3 عمليات نقل دم للجنين داخل الرحم ثم عادت إلى دبي حيث بقيت تحت المراقبة، وتم على إثرها تمديد الحمل إلى 35 أسبوعاً.
وعند الولادة، تم تشخيص حالة المولودة بمرض فرط بيليروبين الدم، والذي يحدث عندما يتجاوز مستوى البيليروبين في مصل الدم الحد الطبيعي، وهي حالة نادرة تظهر مرة واحدة في كل 10,000 ولادة، وإذا لم تعالج في الوقت المناسب، فإن السمية العصبية قد تؤدي إلى تلف دائم للدماغ عند الطفل. وبسبب المستويات العالية من البيليروبين في مصل الدم، كان من الضروري إجراء العلاج الضوئي المكثف للطفلة وإعطاؤها محلول الغلوبولين المناعي الوريدي (IVIG) وإخضاعها لعملية "تبديل الدم المضاعف" وذلك بعد يوم واحد من الولادة.
وفي تعليقه على العملية، قال الدكتور جميل أحمد، المدير التنفيذي لـ "مستشفى برايم": "يسعدنا أننا تمكنا من إنقاذ حياة هذه الطفلة التي كانت تعاني من داء الريزوس. لم تكن تلك العملية لتكلل بالنجاح لولا جهود فريقنا المتخصص من الأطباء والمساعدين، إذ تمكنا بفضلهم من إعطاء الطفلة فرصة ثانية للحياة. ولا بد من الإشارة في هذا الصدد إلى أن هذا الإجراء كان نادراً للغاية، إذ أن عملية "تبديل الدم المضاعف" تتم عادة فقط كإجراء أخير في رحلة العلاج المتبعة عند الإصابة بـداء الريزوس، وفي حال تبين أن أي علاجات أخرى لن تكون كافية. لقد تم نقل الطفلة إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة وهي الآن في حالة مستقرة وأصبحت خارج المستشفى".
وأضاف: يعكس هذا الإنجاز النوعي القدرات والكفاءات العالية التي يتمتع بها الفريق الطبي في مستشفى برايم حيث كان عليه أن يتصرف بسرعة ودقة لإنقاذ حياة الطفلة المصابة بداء الريزوس. هذا وقد تم التعامل مع هذه الحالة النادرة وفقاً لأعلى مستويات الرعاية الصحية. لقد أجرى الأطباء عملية "تبديل الدم" بنجاح كامل مما منح كلاً من الأم والطفلة الفرصة لعيش حياة آمنة وصحية.