تستطيع مارينا تشابمان (71 عاماً) تسلق الأشجار وكسر ثمرة جوز الهند بأسنانها والركض لمسافات طويلة لأنها عاشت جزءاً من طفولتها في الغابة بمفردها بعد أن اختطفت وهي في الرابعة من عمرها.
هذه التجربة المثيرة الفريدة ضمنتها تشابمان في كتاب أصدرته أخيراً بعنوان The Girl With No Name أو فتاة بلا اسم شاركتها في صياغته ابنتها فانيسا.
وأوضحت صحيفة ديلي ستار أن مارينا تشابمان تنسب الفضل إلى جدها الحبيب في إنقاذ حياتها بعد تسممها في سن الخامسة، ولكن القريب الحبيب الذي تشير إليه تشابمان ليس رجلاً بل.. قرد!
قد يبدو الأمر ضرباً من الجنون أو الخيال، ولكن مارينا من برادفورد بيوركشاير تدعي أنها نشأت على يد عائلة من القرود بعد أن كانت ضحية عملية اختطاف فاشلة في كولومبيا، البلد الذي ولدت فيه.
وتتذكر تلك الجدة العجوز كيف وجدت نفسها وهي في الرابعة من عمرها، خائفة وحيدة في قلب الغابة المطيرة التي لا ترحم بعد خطفها من حديقة عائلتها ثم التخلص منها بعد أيام قليلة.
ولا تستطيع مارينا، أن تتذكر أي شيء عن عائلتها البيولوجية أو حياتها قبل اختطافها، لأن اليوم الذي تم اختطافها فيه كان آخر مرة رأتهم فيها.
وأشارت إلى أنه بعد بضعة أيام، رحبت بها قبيلة القرود، وضمتها إلى أسرتها وعاملتها كواحدة منها، وساعدتها على البقاء في بيئة مليئة بالمخاطر مثل الثعابين القاتلة والحشرات الماصة للدماء والنباتات السامة والفيضانات السريعة العاتية.
وما زالت مارينا تملك ذاكرة حية قوية عن مخلوقات تتأرجح من شجرة لأخرى، وقرود علمتها كيف تلتقط ثمار الفاكهة وتقشرها أو تكسر قشرتها الصلبة، وكيف تجد المياه العذبة، والعناية بها ومعاملتها كأنها واحدة منها تماماً من دون عنصرية أو تفرقة في المعاملة.
بل إنها تتذكر أن قرداً عجوزاً تدخل لإنقاذها بعد أن تسممت من تناول فاكهة فاسدة.
وتقول مارينا: "أكلت تمراً هندياً كان سيئاً، وشعرت بعدها بالدوار والتوعك. وفجأة اقترب مني قرد كبير العمر أبيض الشعر بلا أسنان، وأجبرني على الاتجاه نحو مجرى مائي، ودفعني في الماء بشكل متكرر.
وتضيف "عندما تركني، استلقيت على ضفة المجرى المائي أسعل، وتحول السعال إلى قيء. ما إن انتهيت من ذلك حتى بدأ يوجهني نحو البركة مرة أخرى، حيث كنت أشرب لأروي عطشي، بينما كان القرد العجوز جاساً على حافة المياه طوال الوقت يراقبني بعناية".
ومع ذلك، فهي تتذكر "عائلتها" الأخرى تماماً، وتقدر أنها عاشت مع القرود لنحو 5 سنوات في غابة بأمريكا الجنوبية.
وتؤكد "لن أعرف أبداً كيف عرف جدي القرد أن ينقذني، لكنه فعل ذلك، أنا مقتنعة بهذا وما زلت ممتنة له"
وبعد عدة سنوات من العيش في البرية والنوم في شجرة مجوفة، تدعي مارينا أن صيادين عثروا عليها و أسروها، ونقلوها إلى مدينة قريبة، وانتهى بها الأمر لبيعها مقابل حفنة من النقود وببغاء أخضر!
وتتذكر أن شعرها كان طويلاً، ومتشابكاً، ولكنها كانت غير نظيفة لأنها لم تغتسل من سنوات، ولم تكن قادرة على الوقوف على قدميها".
وبعد تنظيفها، استعانوا بها للعمل كخادمة، لكنها هربت بعد سماع سيدتها تحاول بيعها لرجل أعمال ثري بعد إغرائها برقائق البطاطس.
المهم أن مارينا تجاهلت بشجاعة كل المشككين في قصتها وحكتها في كتاب بعنوان وشاركت قصة حياتها المحيرة للعقل في كتاب بعنوان The Girl With No Name، أو فتاة بلا اسم، سردت فيه بعضاً من ذكرياتها الأكثر حيوية.
وروت في الكتاب كيف استقبلتها عائلة انتقلت إلى بريطانيا واستقرت في برادفورد، و تزوجت من رجل من يوركشاير وهي في العشرينيات من عمرها.
ولكن، في حين أن القرود التي ربتها ماتت منذ زمن بعيد، فقد أثبتت مارينا أنها لا تزال ذكية جداً، وماهرة في تسلق الأشجار، ويمكنها أيضاً محاكاة أصوات القرود.
واستطاعت مارينا النجاح في كل الاختبارات والتحليلات التي شككت في قصتها بما في ذلك فحص كثافة العظام، والخضوع لجهاز كشف الكذب، وأخذها إلى أعماق الغابة الكولومبية حيث قامت بتقشير الأشجار وقضم سعف النخيل وكسر جوز الهند بأسنانها.
وهي الآن أم لابنتين ساعدتها إحداهما في تأليف كتابها.