هل صودف ان فكرنا يومًا بواقع الأرض والكواكب، هذه الأرض التي منذ تشكلها قبل 4.6 مليارات عام، وهي تدور كل يوم حول محورها مرة واحدة كل 24 ساعة، ما يجعل شروق الشمس وغروبها والليل والنهار سمة يومية للحياة على هذا الكوكب. ولكن ماذا سيحدث إن توقفت هذه الأرض عن الدوران فجأة، وما هي إحتمالية ان يحصل هذا الأمر خلال هذه السنوات؟ وهل هو أمر خطير؟
الإنسان والطبيعة ستتأثّران في حال توقّفت الأرض عن الدوران فجأة، ولا سيما المياه، بحسب ما أشار الأستاذ المساعد في علوم الأرض والبيئة في جامعة Colgate، جوزيف ليفي الذي اشار الى ان الأشجار والمباني لن تكون آمنة أيضا، على الرغم من امتداد جذورها في الأرض، فالمواد الأرضية قوية تحت الضغط ولكنها ضعيفة للغاية تحت التوتر. والبارز ان اليوم سيتأثر بهذه الظاهرة، فبدلا من ان يكون اليوم 12 ساعة، يمكن أن يستمر ستة أشهر. وأضاف ليفي إن الشمس التي لا تتوقف سيكون لها تأثير كبير على الطبيعة، وستؤدي إلى حرق المحاصيل وتبخّر الكثير من الماء. أما نقص الضوء والدفء فمن المحتمل أن يؤدي إلى قتل العديد من النباتات المتبقية وتجميد الماء في الصفائح الجليدية.
وقال ليفي: "إن خطوط العرض الأعلى قد تكون أكثر أمانا، لأن ضوء الشمس لن يكون شديدا بالقرب من القطبين. ولكن عليك أن تعتاد على أسلوب حياة البدو الرحل، حيث تطارد ضوء النهار إلى الأبد في جميع أنحاء العالم".
ولكن عندما يحصل نصف الكوكب فقط على ضوء الشمس المكثف لعدة أشهر متتالية، يحصل الكوكب على تدرّج جانبي ثان في درجة الحرارة، ما يجعل التنبؤ بالطقس أكثر تعقيداً. وفي الختام أكدت الدراسات ان الأرض لا يمكن أن تتوقّف عن الدوران لكن دوران الأرض يتباطأ بفضل عملية تسمى كبح المد والجزر، من هنا لا داعي للذعر، لانه من غير المرجح أن يوقف القمر دوران الأرض تمام، لان الأرض أكبر بكثير من القمر، وإذا استخدمت زخم دوران الكوكب لتلبية جميع احتياجات الإنسان من الطاقة، فسيستغرق الأمر ما يقرب من مليون سنة لإبطاء الكوكب حتى التوقف. من هنا من المستحيل تقريبا لأي جسم في الفضاء أن يوقف دوران الأرض قبل ذلك الوقت.