يوم المراة العالمي هو ليس مناسبة عاديّة، ولا فقط لدعمها والافتخار بإنجازاتها، إنّما هو قبل كلّ ذلك تذكير بمعاناته وتضحياتها الكبيرة في سبيل نيل حقوقها. ورغم أنّ القرار الرسميّ العالمي لتحديد اليوم الثامن من شهر مارس للاحتفال به كان في العام 1975، إلّا أنّ بعض الدول اعتادت الاحتفال به منذ العام 1909، ولكن ما الذي دفع بتخصيص يوم للمرأة؟
البداية كانت في العام 1856
تعرّضت النساء للكثير من الاضطهاد، وواجهن نقصًا كبيرًا في الحقوق المعطاة لهنّ، وعانين من قمع حريّتهنّ وغير ذلك، ولذا، كان لا بدّ من القيام بما يخلّصهنّ من كلّ ذلك، ويضعهنّ في مراتب متساوية مع الرجل. من هنا، قرّرت آلاف النساء في العام 1856 التحرّك، فحرجن للاحتجاج في شوارع نيويورك للمطالبة بإيجاد حلّ يخلّصهنّ من الظروف الإنسانيّة الصعبة التي كنّ مجبرات على عيشها، وفشلت عناصر السلطة بإيقافهنّ. وقد ساهم إصرارهنّ هذا بالضغط على السياسيّين في البلاد، ما دفع بهم اتّخاذ قرار مهمّ جدًّا غيّر حياة النساء تمامًا، وهو اعتبار مشكلة المرأة العاملة قضيّة يجب درسها وريجاد حلول لها.
زرع هذا القرار الأمل في قلب المرأة، وانتظرت عامًا بعد عام لتلمس في كلّ مرّة تغيّرات بسيطة جدًّا في ما يتعلّق بمنحها حقوقها، فلم يكن أمامها سوى تكرار السيناريو السابق، وهو القيام باحتجاجات جديدة، بهدف الضغط مرّة أخرى على السلطات. وهذا ما حدث في الثامن مارس من العام 1908، حيث تظاهرن مطالبات بضرورة تخفيض ساعات العمل المُقّرَّر لهنّ إنهائها في اليوم، وتطرّقوا أيضًا إلى أهميّة منحهنّ حقّ الاقتراع ووقف تشغيل الأطفال. وخلال هذه المظاهرة، حملت النساء الورد الذي يرمز إلى الحبّ والتعاطف، والخبز الذي يرمز إلى المساواة والحقّ. وبعد عام من هذه التحرّكات، تمّ تخصيص الـ 8 من مارس لتخليد هذه الذكرى في الولايات المتحدة الأميركيّة، الأمر الذي شجّع النساء في دول أخرى للقيام بالمثل، من أوروبا وصولًا إلى العالم بأكمله.
القرار الرسميّ لتخصيص يوم للمرأة
في العام 1975، تمّ الإتيان بقرار أهميّة تخصيص يوم عالميّ للمرأة، واعتمدته منظمة الأمم المتّحدة للعمل به للمرّة الأولى في العام 1977، فأصبح العالم يحتفل به ويعتبره ذكرى لنضال المرأة على مرّ السنوات. ورغم أنّ الثامن من مارس هو اليوم الرسميّ للاحتفال به، إلّا أنّ بعض الدول تحتفل به في الـ 11 من شهر نفسه.