يقال أن " الرياضة حق للجميع" وهكذا أخذت ابنة الإمارات هذا المبدأ، وبدأت بالانخراط في رياضة كرة القدم التي كانت يظنها البعض أنها حكراً على الرجال، إذ قطعت خطوات جيدة في العمل لبدء نشر اللعبة في كافة مدن الإمارات وفقا لخطة مدروسة تحقق العديد من الفوائد لكرة القدم النسائية مستقبلاَ.
البطولات المعدومة
اللاعبة الإماراتية نهال عبد العزيز- بدأت بممارسة رياضة كرة القدم، عندما كانت تدرس في كندا، تقول: " منذ الطفولة وأنا مهتمة بكرة السلة والطائرة، وبانتقالي لكندا حيث الاهتمام بكرة القدم، عندها بدأت بتعلم هذه الرياضة وكنت حارس مرمى، حتى تعودت على اللعب، وبعودتي إلى ارض الوطن، كان وقتها بداية دخول البنات في فرق رياضية، عندها قررت إكمال مسيرتي في كرة القدم". العمر الرياضي لنهال في كرة القدم يتجاوز العشرة سنوات، حول تقبل الأهل لفكرة انضمامها لفريق رياضي، تقول: " أهلي في البداية كانوا يعلمون بحبي للرياضة بكافة أشكالها، حيث لم يكن هناك كرة قدم نسائية، لذلك كانوا مقتنعين بفكرة كرة الطائرة والتنس و الرياضات الأخرى، وبعد سفري جاءت الفكرة و أهلي بطبيعتهم يحبون مشاهدة كرة القدم، لذلك كان أمر إقناعهم سهل، وفي النهاية كرة القدم رياضة، رغم ما تحمله من عنف، ففيها إصابات، لكن اللاعب الناجح هو الذي يعرف كيف يتلافى الإصابات".
تحدد نهال خارطة ملعب كرة القدم النسائية في الإمارات، وتقول: " تعيش الكرة النسائية في أفضل فترة، وذلك بفضل دعم المجالس الرياضية في دبي و ابوظبي، و دعم الشيوخ، ولكن لو تمنحنا النوادي فرصة في تأسيس فريق نسائي صغير، على أن تبدأ من المدارس ومن بعدها الجامعات، وتتطور للنوادي، ولو كل المؤسسات تؤسس فرق، وتجتمع ويكون هناك دوري منتظم، وخاصة وأن الإماراتيات، باتوا يهتمون بهذه الرياضة".
ملعب ذو طابع ذكوري
ترى اللاعبة الجزائرية معزوزة زجاي، أن هناك نقص واضح في دعم كرة قدم السيدات في دبي، لأسباب اجتماعية وتتمنى أن يكون هناك اهتمام في المستقبل. تقول: " لا يوجد دعم مادي، ونحن متطوعات في هذه الرياضة وقد ندفع من جيوبنا من أجل ممارسة هذه الهواية، وأتمنى أن يكون هناك اهتمام أكبر وخاصة من قبل الأندية الرياضية، وتوفير الملاعب، ففي أبوظبي يوجد فريق كرة قدم نسائي واحد، وهو تابع لمجلس ابوظبي الرياضي، ويتمرن به نادي ابوظبي الرياضي، وفي دبي يوجد أكثر من 15 فريق، وطلبوا منا نحن إتحاد سيدات دبي لكرة القدم التمرين في ابوظبي وهذا مستحيل أن يذهب 15 فريق للتمرين. لذلك أتمني الاهتمام بهذه الرياضة، وتجاوز فكرة أن هذه الرياضة فقط للأولاد".
تتمرن معزوزة ضمن فريق كل يوم سبت من الساعة الخامسة إلى السابعة مساءً، لان معظم اللاعبات يعملن بوظائف ثابتة، تقول: " اخترت كرة القدم من الصغر بكم أني تربيت في عائلة معظمها من الشباب، لذلك اكتسبت منهم هذه الرياضة، التي يعتبرها البعض ذكورية، وتوقفت عن لعب هذه الرياضة في فترة الدراسة الجامعية، والآن رجعت لممارستها، و أعمل ممرضة في شركة التأمين، أما بالنسبة لتقبل الأهل فكرة ممارستي لكرة القدم، لاشك لاقيت معارضة من قبلهم ، ولكن الآن تقبلوا الفكرة بحكم أني ألعب ضمن فريق نسائي".
دهشة الجمهور
انضمت اللاعبة المصرية فرح علي، إلى إتحاد سيدات دبي لكرة القدم من 6 سنوات، تقول: "بدأت بممارسة رياضة كرة القدم وأنا في عمر الثمانية سنوات، واكتسبت مهارات الرياضة من أولاد عمتي اللذان يلعبان في دوري مصر، وثقافة رياضة كرة القدم متأصلة في جذور عائلتي، لذلك لم أعاني أو ألقى اعتراض من الأهل، على العكس والدي كان يشجعني بشكل مستمر على الرياضة بما فيها كرة القدم ورياضات أخرى مثل السباحة والتنس، وكرة الطائرة".
ترى فرح أن كرة القدم النسائية في الإمارات في طريقها للصعود، توضح: " عندما قررت الانضمام ضمن فريق كان هناك حوالي أربعة أو خمسة فرق، ولكن الآن ثقافة انخراط المرأة بكرة القدم أصبحت مدرجة في المجتمع، وخاصة الإماراتيات اللاتي أثبتن تواجدهن بكثرة في هذه الرياضة". في المقابل ترى فرح أن انتقاد بعض أفراد المجتمع للاعبة كرة القدم مازالت موجودة، حيث من غير المتوقع وجود فتاة تنزل الملعب وتشارك في مباريات، ولكن نظرة الدهشة تغلب على وجوه هذه الفئة عندما يشاهدون المرأة في الملعب ومدى قدرتها وربما تفوقها على الرجل.
أحلام المحترفات
ترى اللاعبة اللبنانية، هالة برغوت، أن كرة القدم النسائية ليست بشيء جديد في المنطقة، وفي طريقها للتقدم، تقول: " بدأت ألاحظ تقبل المجتمع لفكرة دخول المرأة في هذه الرياضة، رغم وجود بعض النظرات الاجتماعية الممانعة، لكن حان الوقت لتقبل الفكرة لان هناك نساء يمارسن رياضة الملاكمة، وكرة القدم ليست بشيء جديد، ولم تعد حكراً على الرجال".
بدأت هالة بممارسة رياضة كرة السلة عندما كانت طفلة، وعندما دخلت الجامعة، شعرت ان كرة السلة فيها الكثير من التنافسية، عندها قررت أن تشق طريقها في رياضة كرة القدم، تقول: " تاريخي الرياضي في كرة القدم يعود لأكثر من 11 سنة، حيث تدربت في الجامعة الأمريكية في بيروت، أثناء ما كنت أدرس تخصص التغذية، وكنت أتمنى أن ألعب ضمن فريق معروف وبشكل احترافي، من اجل ترك تخصصي والتوجه لكرة القدم، حيث أنضم لفريق دولي وأسافر لبلدان لتمثيل الفريق والدولة، ولكن أعتقد أنه كل ما كان هناك إقبال نسوى على هذه الرياضة كلما كان هناك دعم وتقدم".
تحقيق رنا إبراهيم